رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية نائب رئيس اللجنة العليا للرياضة والشباب في مملكة البحرين الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة شخصية رياضية محبوبة في الوطن العربي بصفة عامة ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة، شاعر وله دواوين شعر، وتجربته مع الرياضة تفوق الأربعين عاماً. عاصر جميع دورات الخليج، ويطلق عليه فاكهة دورات الخليج، وله ذكريات كثيرة في هذا المضمار. "الحياة"التقت الشيخ عيسى بن راشد ليتحدث عن الجانب الآخر في حياته لا سيما ان له ذكريات خاصة مع الأمير الراحل فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد رحمهما الله اذ يعد ثالث المثلث الذي بنى الكرة الخليجية. وكشف لنا في هذا اللقاء أصعب اللحظات بينه وبين العملاقين فيصل بن فهد وفهد الأحمد، وقصة التصريح الشهير"لن تحقق السعودية كأس الخليج إلا إذا كانت الكرة مربعة"الذي أطلقه الشيخ فهد الأحمد. واستعرض لنا أيضاً في هذا الحوار علاقته مع الشعر والبلوت وهواياته الأخرى. وكشف لنا سر ازدحام ديوانيته في كل مساء وضيوفه الدائمين وقصته مع نجوم الكرة الخليجية. الشيخ عيسى كان الضلع الثالث للمثلث الذي بنى رياضة الخليج مع الأمير الراحل فيصل بن فهد - يرحمه الله - والشيخ فهد الأحمد - يرحمه الله - كيف كانت هذه العلاقة المميزة؟ - سؤال يثير الشجون ونحن على أعتاب "خليجي 18" في الإمارات، ولكنني في هذا المضمار أحب أن أؤكد للجميع أن التنافس الذي كان بين المنتخبين السعودي والكويتي في دورات الخليج الأولى وأحياناً دخول المنتخب البحريني على الخط كان تنافساً داخل المستطيل الأخضر فقط، في حين ان الصداقة القوية كانت أقوى من أي نتائج بين الأمير فيصل والشيخ فهد، حتى في اعز الأزمات والتصريحات النارية كانت الروح الأخوية هي المسيطرة. ألا تتذكر بعض من هذه المواقف النادرة بين الأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد رحمهما الله؟ - المواقف كثيرة معهما رحمهما الله ولكنني أتذكر جيداً في حقبة الثمانينات وعندما حقق المنتخب السعودي لقب كأس أمم آسيا مرتين قال الأمير فيصل للشيخ فهد الأحمد لكم"الخليجية"ولنا"الآسيوية"وكذلك سيطرة المنتخب الكويتي على الألقاب الخليجية أي دورة الخليج. وماذا عن تصريح الشيخ فهد الأحمد يرحمه الله"لن تحقق السعودية كأس الخليج إلا إذا أصبحت الكرة مربعة"؟ - هي من باب الدعابة فقط، حتى الأمير فيصل يرحمه الله ضحك على التصريح لا سيما ان المنتخب السعودي وفي كثير من الدورات هو الأفضل والاميز لعباً ونجوماً ولكنه لا يحقق اللقب. العلاقة بينك وبين الأمير الراحل فيصل بن فهد كانت مميزة من خلال لقاءاتك الكثيرة معه، ما هو الهاجس الذي كان يحمله رحمه الله؟ - باختصار ومن دون إسهاب كان همه الرياضي الارتقاء بالرياضة العربية ويفرحه نجاح أي منتخب عربي او بطل عربي في أي لعبة. بالتأكيد وخلال رحلتك الطويلة مع دورات الخليج حدثت أمور كثيرة واختلافات ايضاً جذرية فما هو الفرق بين الماضي والحاضر؟ - ضحك كثيراً... أول شيء جماهير أول تعودوا على المذياع وصوت خالد الحربان في دورات الخليج والتلفزيون الأبيض والأسود، أما في الوقت الراهن ما شاء الله الفضائيات والصراع بينها للظفر بنقل المباريات حصرياً أمور لم نكن نتخيلها ونتصورها لدورات الخليج.دورات الخليج بالنسبة لي تاريخ حافل مع شخصيات رياضية خليجية بعضهم ذهب إلى جوار ربه والبعض الآخر ما زال يكافح من أجل استمرار هذه الدورة التي تعد من انجح الدورات في العالم بدليل استمرارها وعدم توقفها منذ العام 1970. وما يفرحني أكثر هو تمسك أبناء الخليج بها مهما تفوقت منتخباتهم ووصلت للعالمية، ومثال على ذلك المنتخب السعودي. دورة الخليج لها معنى عند كل شخص مسؤول في دول الخليج بمعنى ان لها اهتماماً رسمياً وشعبياً وهذا ما جعلها تتفوق على كل البطولات الأخرى في المنطقة. دورة الخليج طورت من الرياضة الخليجية في المنشآت الضخمة وبروز النجوم والحكام وتفاعل الجماهير. في ذاكرة نجوم الخليج السابقين دائماً عيسى بن راشد آل خليفة... هل يقومون بزيارتك؟ - ولله الحمد النجوم السابقون والحاليون أتلقى منهم اتصالات ويقومون بزيارتي وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، وطبيعي أن تكون علاقتي مع نجوم الماضي أقوى بحكم العشرة والسنوات الطويلة من المعرفة، لذلك أي نجم خليجي يأتي إلى البحرين، لا بد من أن يعرج على الديوانية، وأحب هنا أن أوجه رسالة لبعض النجوم وأقول لهم:"تراني سمعت أن بعضكم وصل البحرين وما مروا بديوانيتي وهذي الحركة مسجلة ضدهم والوعد في"خليجي 18"فركة الأذن لا بد منها". باعتقادك وأنت الخبير في دورات الخليج... لماذا الجمهور الخليجي ما زال يتذكر المهاجمين ولا يتذكر المدافعين من النجوم؟ - لسبب بسيط هو أن دورات الخليج في بداياتها اشتهرت بالأهداف، وعدم وجود وسائل إعلام آنذاك عزز فكرة المهاجم النجم على حساب المدافع، ولكن ليس في كل الأحوال، فهناك حراس مرمى في الخليج اشتهروا وأيضاً مدافعون بل إن البعض منهم فاق شهرة المهاجمين. بصراحة هل سمحت لأبنائك بالعمل في السلك الرياضي؟ - أبنائي جميعهم دخلوا هذا السلك بالوراثة ومن دون استئذان، لأن الرياضة تطاردهم منذ الصغر في كل مكان، وابني البكر عبدالله ترأس في فترة ما نادي الرفاع الغربي البحريني، وابني الآخر سلمان رياضي، لكنه ابتعد عن أي منصب رياضي، وبالتأكيد ما زالا رياضيين حتى الآن، وما زالا يعشقان الرياضة. ومن الطبيعي أن يختلفا عن ميول والدهما في تشجيع بعض الأندية البحرينية، ولكنني لن أفصح لكم عن ميولي لأي نادٍ في البحرين. من خلال رحلتك الطويلة في مجال الرياضة، كيف ترى الوجود الخليجي في المناصب الآسيوية والدولية؟ - اعتقد ان ما حصلت عليه الشخصيات الرياضية في الخليج آسيوياً أكثر من جيد، فمعظم الاتحادات في الألعاب الجماعية يترأسها خليجيون ورئيس اللجنة الآسيوية الأولمبية خليجي، ولكن في المحافل الدولية ما زلنا بحاجة ماسة جداً إلى الوجود الخليجي في المناصب الدولية. شخصيات خليجية وكفاءات إدارية ممتازة سجلت نجاحاً منقطع النظير، آسيوياً الشيخ أحمد الفهد ومحمد بن همام وعبدالله الدبل وغيرهم نجحوا بدرجة امتياز في فرض كفاءاتهم على المستوى القاري، ونتمنى ان نرى ذلك النجاح في المحافل الدولية. التجنيس الصريح طرأ على ساحة بعض المنتخبات الخليجية...، كيف ترى هذه الظاهرة؟ - بصراحة هذا الموضوع أشيع كثيراً، ولكل دولة سيادتها وسياستها في هذا المضمار، ولكنني أتمنى ان تكون دورات الخليج للخليجيين فقط، ولكن المجنسين من الممكن الاستفادة منهم آسيوياً ودولياً. وهذا رأيي الصريح في هذه المسألة.