الجوافة فاكهة عطرية ذات رائحة جميلة، يقال ان منشأها الأصلي هي البيرو، لأن بقايا منها وجدت في مواقع أثرية يعود تاريخها الى أكثر من أربعة آلاف سنة. وهناك من جعل من الجوافة الشغل الشاغل له لعل أشهرهم الباحث ليس لاندرم من جامعة أريزونا الأميركية، فهو يجمع كل ما يتعلق بفاكهة الجوافة، لاعتقاده بأن هذه الثمرة هي مفتاح المعلومات الأساسية لهجرة الشعوب على الأرض. أما من النواحي الصحية والغذائية فيمكن القول عن الجوافة ما يأتي: تحتل الجوافة مركز الصدارة بين الفواكه الغنية بالفيتامين ث، فكل 100 غرام منها تحتوي على 4 الى 10 أضعاف ما يحتويه الوزن ذاته من الفواكه الحامضية، أي أن مقدار الفيتامين ث في الجوافة يتراوح ما بين 500 و1200 ملغ لكل 100 غرام منها. وتصل نسبة الفيتامين ث الى أقصاها في الثمار الخضر الناضجة، ولكنها تبدأ بالتناقص تدريجاً بعد ذلك. وقد بينت البحوث المخبرية أن اللب الأحمر للجوافة يفيض بالفيتامين ث مقارنة باللب الأبيض. والى جانب الفيتامين ث، هناك طبعاً فيتامينات أخرى، من بينها الفيتامين ب1، الفيتامين ب2، الفيتامين ب3، الفيتامين ب 5، الفيتامين ب6، الفيتامين ب9 والفيتامين أ. في الجوافة طائفة واسعة من المعادن. في كل مئة غرام من الجوافة هناك 300 ملغ من البوتاسيوم، الكالسيوم 20 ملغ، المغنيزيوم 13 ملغ، الحديد 0.8 ملغ، الصوديوم 4 ملغ، الزنك 0.2 ملغ، النحاس 0.11 ملغ والفوسفور 28 ملغ. ان الجوافة غنية بالألياف الغذائية 6 غرامات / 100 غ، بل تُعد الفاكهة الأكثر احتواء عليها، ويشكل البكتين نسبة عالية فيها، وهو من النوع الذواب المهم جداً للصحة. أما ما تبقى من الألياف فهو من النوع غير الذواب ويشمل السيللوز والهيميسيللوز. من ناحية السكريات تحتوي الجوافة على كمية معتدلة منها، فكل 100 غرام تعطي 5 الى 10 غرامات من السكريات، وتشمل هذه سكر السكروز، الفركتوز، الغلوكوز، الآرابينوز والمالتوز. تحتوي الجوافة على كمية لا بأس بها من الأحماض العضوية التي تعطي نوعاً من الحموضة لهذه الثمرة، ويحتل حامض السيتريك القسم الأكبر 60 في المئة، ومن ثم يأتي حامض الماليك وغيره من الأحماض. من جهة البروتينات والدهنيات فهي ضئيلة للغاية في الجوافة، ما يجعلها معتدلة السعرات الحرارية، إذ ان 100 غرام من الجوافة تعطي وسطياً نحو 33 سعرة حرارية. تتمتع الجوافة بنكهة خاصة نظراً لاحتوائها على أكثر من 20 مركباً كيماوياً طياراً فيها، لعل أهمها مركب هيدروكربونات التربين، الفينولات، الإستارات والالدهيدات... تحتوي الجوافة صباغ الليكوبين الذي يملك خواص مهمة مضادة للأكسدة لها أهميتها في إبعاد شبح الإصابة بتصلّب الشرايين، وبالتالي الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية. وكما هو معلوم، فإن هذا الصباغ يعطي اللون الأحمر للبندورة. وكشفت دراسات عدة فائدته في درء شر السرطان وبعض أمراض الشيخوخة. تشكل البذور نحو 8 في المئة من الجوافة، وهي مشهورة بغناها بالزيوت العطرية والأحماض الدهنية. ويستخرج من البذور زيت يستخدم في تتبيل السلطة وفي صناعة الجبن وصلصة البندورة الكتشاب وبعض المشروبات. لا تقتصر فوائد الجوافة على ثمارها فقط، إذ ان أجزاء الشجرة الأخرى مفيدة أيضاً، فالأوراق تحتوي مواد لها مكانتها في مداواة الجروح والسعال وأوجاع الأسنان. أما جذورها فتستخلص منها مواد قابضة لعلاج إسهال الأطفال المعند والمزمن. وفي الختام بقي أن نعرف عن الجوافة ما يأتي: 1 - هناك أشكال عدة من الجوافة، الكروية والكمثرية والبيضوية. 2 - هناك أنواع من الجوافة لا تحتوي البذور. 3 - هناك نوع من الجوافة صغير الحجم له نكهة شبيهة بنكهة الفراولة الفراز لهذا يسمى"جوافة الفراولة"، ويُستعمل عادة في تحضير الحلويات.