استطاعت المغنية اللبنانية دارين حدشيتي حصد شهرة خلال فترة وجيزة، فوصل صوتها الى المغتربات، لتدخل حَلَبَة المنافسة الغنائية اللبنانية والعربية بقوة. وفضّلت دارين التي لا يزيد عمرها الفني عن ثلاث سنوات، الاهتمام بما يُبهر السمع، لا العين، على عكس التوجه العام لبنات جيلها من المغنيات الصاعدات. تعزو دارين غيابها عن الساحة الفنية في شكل متقطّع، الى قيامها بنشاطات فنية في أستراليا، تلبية لرغبة عدد من أفراد الجاليات العربية واللبنانية،"حيث وجدتُ قاعدة جماهيرية عريضة طوقتني بالحب وتجاوبت مع حفلاتي، ما أبعدني بعض الوقت عن الساحة اللبنانية التي عدتُ إليها بكثير من الشوق والاندفاع". وعن اختيارها الدائم لأستراليا لتصوير معظم أغنياتها، توضح ل"الحياة"أنها عندما كانت هناك زارت استديوات التصوير السينمائي وأعجبت بتنقيتها العالية وصوَّرت أغنيتين:"ارتحلك قلبي"و"بعد كلمة". إصرار حدشيتي ظاهر في أعمالها المصوّرة، كونها لا تزال ترفض أن تظهر في صورة الفتاة الدلّوعة المثيرة صاحبة الملابس"الكاشفة"، لأنها - كما تقول - تحب الالتزام في مظهرها، على ان تكون مغرية لتصل الى أبصار المشاهدين قبل سمعهم:"أعتقد بأن الفن أسمى وأرفع من أن تقدمه الفنانة بوسائل الإغراء"، مشيرة الى انها تركز دائماً على المضمون الاجتماعي والعاطفي الذي يصل إلى كل الفئات، ويدخل كل بيت،"لذلك، كانت شهرتي بتأييد وقبول من الجميع، وليس من فئة واحدة أو شريحة معينة، ولن يكون الإغراء طريقي يوماً ما الى الشهرة والانتشار، ولن يكون أبداً". وتقول دارين إنها لا ترغب في اللحاق بركب الموجة السائدة اليوم، بل تريد صعود السلم درجة درجة، وأن تترك بصمتها الخاصة في عالم الغناء. وتبدو واثقة من نفسها، هي الشابة التي أثبتت ذاتها بجدارة من خلال ألبومها الأول"قدام الكل"، من دون أن تتخلّى عن لهجتها اللبنانية. وعما إذا اضطرت يوماً الى مسايرة الموجة السائدة من"مغنيات الجسد"، تدافع دارين عن نفسها بشدة، قائلة:"لن أكون مجبرة على مسايرة أي موضة تخرج عن قناعاتي، ولا يعقل أن أدخل في إطار لا يليق بي. فأنا لا أغني لمجرد المسايرة أو اتباع موضة ما، خصوصاً أن الجمال الخارجي ستزول ملامحه مع مرور الزمن، وتبقى الموهبة والصوت. وهناك نماذج كثيرة على ذلك، فمثلاً كبرت السيدة وردة والسيدة فيروز وقدمتا في هذه المرحلة أجمل الأعمال الفنية، وآخرها مسلسل ومسرحية". تعتبر دارين نفسها"مشروع أغنية لبنانية"، ساعية الى تقديم الجديد بأسلوب يميّزها عن غيرها،"وهذا التميّز هو الذي عرّف الناس عليّ منذ إطلالتي الأولى"، مدركة ان طريق الفن صعب جداً،"لهذا أسير متسلّحة بالقوة التي أملكها وبموهبتي الصوتية التي تؤهلني للوصول الى النجومية". وبعد إطلاقها آخر أعمالها، تلقّت دارين تهنئة خاصة:"يشرّفني ان تتصل بي الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي لتهنئني على الألبوم وتعطيني نصائح سألتزم بها، كما أعرب الفنان حسين الجسمي عن إعجابه بالألبوم". أما عن عدم ظهورها في بعض المحطات التلفزيونية، من بينها شاشة"روتانا"، فتقول:"لست بعيدة من"روتانا"أو غيرها، فأنا على مسافة واحدة من جميع الفضائيات، مع الإشارة إلى تقديري ل"روتانا"، علماً أن أعمالي لم تعرض على شاشتها، من دون معرفة السبب، على رغم أن علاقتنا طبيعية ومراسليها يغطون نشاطاتي، خصوصاً في لبنان". ترى دارين ان النجاح والتكريم الذي يلحقه،"درع معنوي ومسؤولية تدفعني الى المحافظة على نمط فني معيّن لأتطوّر فيه، وهو لا يدفعني الى الغرور بل يزيدني تواضعاً وحباً للناس، كي أقدّم ما يهمهم في أغنياتي في كل المراحل التي سأمر فيها". أما عن الجدل حول أغنية"عم تتحلي"التي قيل أن نانسي عجرم كانت اختارتها قبلها ثم عدلت عنها لاحقاً، وكذلك الأمر بالنسبة الى أغنية"ارتحلك قلبي"التي سمعتها نوال الزغبي ولم تأخذها، توضح دارين:"صحيح ان الأغنية كانت لنانسي ولم يعجبها التوزيع فلم تأخذها، وأنا لم أكن أعرف بهذا الأمر إلا بعدما بدأتُ تسجيلها، ولا أعرف سبب الجدل حولها، فيما لم يحصل الشيء ذاته مع أغنية"ارتحلك قلبي"التي سمعتها نوال الزغبي لأنها تعرف اللعبة الفنية وتسمع الكثير من الأغنيات، ولا تتحدث عن الأغنيات التي لا تقرر ضمّها الى ألبومها وينتهي الأمر عند هذا الحد". وتشرح دارين أسباب انتقالها من شركة توزيع الى أخرى، معتبرة ان التعامل مع الشركة الأولى لم يكن مشجّعاً، فانتقلت الى شركة توزيع أخرى ذات نشاط واسع في منطقة الخليج.