على رغم نجاح ألبوم دارين حدشيتي الأول "قدام الكل"إلاّ أن المغنية اللبنانية تعرضت لبعض الانتقادات بسبب اعتمادها ظاهراً على الاغراء مثلها مثل الكثيرات من"مطربات"هذا الزمن. وبقيت هذه الصورة ملازمة لها بسبب الفيديو كليب الذي أخرجه لها وليد ناصيف. "الحياة"التقت حدشيتي وكان معها هذا الحوار: كيف أعددت نفسك لدخول الساحة الغنائية؟ - الموهبة هي الأساس لأي مغامرة فنية, ومن لا يملكها لا يستطيع متابعة مسيرته. ودعمتها شخصياً بشهادة أكاديمية. فبعد أن نلت شهادة في برنامج"أستوديو الفن"عن فئة الغناء الطربي اللبناني, بلورت موهبتي وصقلتها من طريق الدراسة في المعهد الموسيقي, وتحديداً في مجالات الغناء الشرقي والبيزنطي والسرياني والعود والصولفاج والفوكاليز... ولا زلت أتابع دراستي، فالعلم هو الدعامة الأساسية لمسيرتي الفنية. لماذا اخترت هذه المرحلة تحديداً لانطلاقتك الفنية؟ - كنت أريد الإنطلاق فور تخرجي من"استديو الفن"والتحاقي بالدراسة الموسيقية... لكنني لم أجد شركة إنتاج تقدّم لي العرض الذي يناسب طموحاتي. بعضها كان يريد مني أن أحيي حفلات خارج لبنان, فرفضت لأنني لا أريد المال والشهرة في الخارج, بل أريد ان اعرف بين أهلي وشعبي أولاً ثم انطلق الى الخارج. وأرفض كذلك الابتعاد عن أهلي. لكنني لم أنتظر طويلاً، إذ وجدت فرصتي بعدما تعرفت إلى جورج أنستازياس وزوجته نينا اللذين أعجبا بموهبتي, وأسسا شركة إنتاج تحت اسم"ليا برودكشن"لإنتاج أول أعمالي. هل تأسست الشركة من أجلك فقط؟ - نعم. ولكن ليس لأجلي أنا كشخص, بل لأجل الفن الذي أريد ان أقدمه بعيداً من الأعمال الفنية التجارية السائدة. ولم تؤسس الشركة للترويج فقط. كنت أغني في مطعم يملكه السيد أنستازياس, وغنّى هناك الكثير من المطربين... لكنّ أحداً لم يعجبه. وعندما غنيت انا وجد فيّ الموهبة والمواصفات التي يريد أن يتبناها, فدعمني. المنافسة ضارية في مجال الفنّ, خصوصاً للمغنيات الجديدات. من هن غريماتك؟ - أنا لا اضع نفسي في منافسة مع فنان معين أو شخصية معينة. أريد منافسة النجوم الموجودين في الساحة. وكلي ثقة بنفسي, أزن تماماً ما أقول... لإنني أملك القدرة الفنية على المواجهة. صوتي جميل وقوي, ودعمت موهبتي بالدراسة الموسيقية التي لا ازال أتابعها. هل تعتمدين على شكلك, بعدما صار الشكل من متطلبات النجاح اليوم؟ - مع كل أسف أقول إن الساحة الفنية تعاني هذه الآفة. هناك اليوم"أشكال"لا"أصوات". اعتاد الناس على سماع الاصوات البشعة, وهذا يخرّب الأذن الموسيقية, ويشوّه الذوق. بات المستمع يُفاجأ عندما يسمع صوتاً جميلاً, ويسأل: هل هذا معقول؟ فالجمهور اعتاد مشاهدة الأشكال المثيرة و"الصرعات", وفقد عادة سماع أعمال ممتعة فنياً... وهذا الكلام ينطبق خصوصاً على بعض المغنيات اللواتي ليس لديهنّ ما يعتمدن عليه للنجاح, سوى صورتهن. سيبتعد الجمهور بالتأكيد عن هذه الموجة عندما يتاح له أن يستمع الى المغنيات الراقيات والأصوات الجميلة. هذا يعني انك ضد موجة الإغراء في ال"فيديو كليب"؟ - بكل تأكيد. وأصرّ على ذلك. ما نشهده ليس موجة"إغراء"بل هو"غباء". وهذا عيب, مع انه قد يلفت النظر! كل شيء خارج عن المألوف يلفت النظر. لكنك ظهرت في الفيديو كليب بملابس قصيرة جداً؟ - أنا مطربة جادة... إسألوا الجمهور! ملابسي في الكليب لم تكن مخلّة بالأدب, بل عادية. وكل تلميذة جامعية في بيئتي ترتدي مثل هذه الثياب. ليس هدفي الصورة وحدها, بل الصوت الذي ترافقه الصورة, لأنها باتت ضرورية في عصر الفضائيات. لن اكتفي بلفت النظر السطحي, بل ان طموحي, ورهان الشركة التي تقف ورائي, وصولي الى أعلى المراتب الفنية الممكنة. استمرار وتمرّس ما المقصود ب"طموحك"الفني؟ - إيصال الأغنية اللبنانية الى اكبر شريحة من الجمهور العربي... وأن يحبني الناس, لا ان يصفقوا لي ثم يشتمونني أو يؤلفون عليّ النكات بعد نزولي عن المسرح... أو ينشغلون بماذا فعلت, وماذا كنت أرتدي. أريدهم أن يقولوا"آه", و"صوتها جميل"وأن يحترمني الجمهور ويحبّني... لا أقبل ان يجرّح الناس بدارين حدشيتي بل أريد أن يبقى اسمي نظيفاً. ألا تعتبرين أنّك نلت شهرة سريعة؟ - حققت بعض الشهرة, عن جدارة. وبدأت أحقق جزءاً من النجومية تدريجاً. لكنّ هذا الأمر لا يصنع النجومية التي أطمح إليها. المسألة تحتاج الى استمرار وتمرّس ونجاحات متواصلة. في مقابلة صحافية وصفت نفسك بمطربة من الدرجة الأولى! - لم أقصد في كلامي هذا أنني مطربة من الدرجة الأولى بل انني في المراحل الأولى في الحياة الفنية. وهذا أمر مختلف، فأنا لا أزال أحتاج الى مراحل كثيرة وخطوات كثيرة ليحدد الناس مكانتي. لكنني أؤكد أنني الأولى في شركتي. ما الجديد الذي تحضّرينه؟ - سأصوّر فيديو كليب جديداً لأغنية"بعدك بكل المطارح", من كلمات منير بو عساف وألحان سليم سلامة. والإخراج سيكون لوليد ناصيف أيضاً. وأحضر أغنيات لألبومي الجديد, بعضها بات جاهزاً وستكون مفاجأة. هل ستسجّلين أغنياتك خارج لبنان؟ - لدينا في لبنان اهم الاستديوات, وقد سجلت كل أغنياتي هنا. وسأسجل الأغنيات الجديدة هنا. وأصوّر كليباتي في بيروت أيضاً.. نلاحظ أنك أديت أغنية ذات إيقاع يوناني, هل اخترتها لأن مدير أعمالك من أصل يوناني؟ - أحب الغناء اليوناني كثيراً وتعجبني إيقاعاته. بعدما اخترت الأغنية أسمعتها الى جورج وأثنى عليها فسجلتها. قد تكون تحية له.