على المؤتمر الثامن للاتحاد الافريقي، بأديس أبابا أن يكون منعطفاً. فالاتحاد الذي أنشئ على مثال الاتحاد الأوروبي، عازم على طي صفحة مؤتمر الوحدة الافريقية المولود من موجة استقلالات مطلع الستينات، وبعد أن انقلب هيئة بيروقراطية خالصة. ولا شك في أن الاتحاد لم ينجز شيئاً كثيراً، وخيب الآمال في أحيان كثيرة. فتعثر بالمشاجرات والتنافس والتوظيف المتعسف وتبادل التهم، وصار أشبه بسفينة تقل شلة سكارى. وتوج الحال هذه إعلان ربان السفينة، ورئيس المفوضية، ألفا عمر كوناري، ببنجول منتصف صيف 2006، نيته الاستقالة. وكوناري هذا، كان الرجل الاول بمالي، وهو معروف بتأييده القضايا الافريقية. ومشروعه الاستراتيجي المقترح يمتد اربع سنوات، وشأنه بلوغ اندماج سياسي واقتصادي واجتماعي بين الدول ال 53. وهذا مبالغة. ودعته مقاومة البلدان الافريقية وعجزها عن الاستجابة، الى التقليل من شأن المعوقات. فامتعض قادة الدول من تصلبه، ووصفوه ب"أستاذ الديموقراطية". فكان لا مناص من البحث عن خلف له. وهذه معضلة. فكثيرون خافوا في آن أن يخلق رحيله فراغاً ويطعن في صدقية الاتحاد. والى مسألة الخلافة، ثمة مسألة رئاسة الكونغولي، دونيه ساو نغيسو، مؤتمر قادة الدول. فالسوداني عمر البشير يطمح الى الفوز بالمنصب. ولكن رئاسة البشير، بينما قضية دارفور على أشدها، ليست ايذاناً مناسباً ينبه افريقيا الى حرج ازماتها. والدولة المضيفة، اثيوبيا، غارقة في نزاع القرن الأفريقي. وعلى هذا، تلح مسألة هيكلة المفوضية، واصلاح المؤسسات المتفرعة عنها. وحين نشأ الاتحاد كانت الغاية منه كسر الطرق التقليدية في معالجة الأمور. ولكن التنافر بين اعضاء الفريق السابق تفاقم جراء اقحام موظفين جدد غالبيتهم من دول افريقيا الشرقية وافريقيا الوسطى. ويقول أحد الموظفين:"جلبوا طاقماً جديداً يعتقدون بأنه خير منا، لمجرد أنهم يتحدثون الانكليزية، ولكنهم لا يفهمون شيئاً. كنا نشعر أننا ننتمي الى عائلة واحدة، فيما، اليوم، كل يغني على ليلاه". والحق أن مجال التقدم الملحوظ اقتصر على تفادي النزاعات وحلها. ويعود الفضل في هذا الى مجلس السلام والأمن. وقراراته تشبه الى حد بعيد قرارات مجلس الامن في الاممالمتحدة. وتلتزم الحياد نسبياً في نزاع دارفور. ولعل أول ما ينبغي اعتباره في مساعي الاصلاح هو توسيع صلاحيات الجسم التنفيذي. وهذه مسألة علاجها"سياسي"على قول كوافي جونسون، من توغو:"بلداننا لا تزال فتية، بعضها لم يكمل الخامسة والعشرين، وقلة قليلة مستعدة للتخلي عن جزء من سيادتها، ولكن منطق التعاون بين الحكومات لا ينفع في زمن العولمة". عن سامي غربال، "جون أفريك" الفرنسية - الافريقية 21 - 27/1/2007