أكد الرئيس السوداني عمر البشير والفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ضرورة أن تكون جولة مفاوضات أبوجا التي تبدأ اليوم الجمعة بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور حاسمة ونهائية. وعبرا خلال لقائهما بالخرطوم عن أملهما أن تلتزم الحركات المسلحة في دارفور بوفود ذات تمثيل عال للمشاركة في المفاوضات وأن تحرص كافة الأطراف للوصول للحل السياسي النهائي. وعبّر الرئيس البشير خلال اللقاء عن ثقته في أن تحرز مفاوضات السلام بأبوجا النتائج المرجوة في ظل المناخ والتطورات الإيجابية التي تشهدها دارفور. من جانبه أكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري تمسك الاتحاد الافريقي بمعالجة قضية دارفور في إطارها الاقليمي. وقال «عشية انعقاد مفاوضات أبوجا حول قضية دارفور كان من المهم أن نتبادل الآراء حول هذا الموضوع خاصة ان الأشهر الأخيرة شهدت تحركات واسعة، ونحن مقتنعون انه قد آن الأوان لاقامة السلام في دارفور». وعبر كوناري عن أمله في أن تشارك الحركات المسلحة بوفود عالية المستوى ومفوضة في مفاوضات السلام وأضاف، لقد أكدنا ان في دارفور لا يمكن أن يكون هناك إلا قوات افريقية وان السودانيين هم الذين يعالجون هذه المشكلة. من جهة أخرى أعلن الدكتور مجذوب الخليفة رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات أبوجا توافق وجهات نظر الحكومة والاتحاد الافريقي على ضرورة التوصل للحل السياسي النهائي لقضية دارفور استكمالاً لعملية السلام والاستقرار بالبلاد. وقال ان رئيس الجمهورية ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أمنا على تهيئة الأجواء لمفاوضات السلام بأبوجا مشيرين في ذلك للدعم الذي قدمته الحكومة السودانية في المجالين الإنساني والأمني والتزامها الكامل والشامل بتهيئة المناخ عبر المصالحات التي تجري في دارفور تعزيزاً للنسيج الاجتماعي. وأكد دكتور مجذوب عدم تأثر الجولة القادمة من المفاوضات بقرار مجلس الأمن رقم 1593.على ذات الصعيد عرضت ألمانيا أمس نقل قوات إفريقية جوا إلى دارفور بغرب السودان وتقديم معدات لدعم مهمة السلام في المنطقة. وقال وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك إنه لا يهم إن كانت هذه المساهمة مقدمة في إطار برنامج مساعدات من حلف شمال الأطلسي أو من الاتحاد الأوروبي مؤكدا على ضرورة عدم التنافس بين الجهتين اللتين وافق كل منهما على تقديم يد المعونة. وقال شتروك للصحفيين لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء دفاع الأطلسي في بروكسل «نحن مستعدون لنقل جنود أفارقة من دول أخرى... وتوفير معدات وبخاصة مولدات الكهرباء.» وسئل عما إذا كانت ألمانيا ستصر كما فعلت فرنسا على أن تكون مساهمتها جزءا من برنامج مساعدات من الاتحاد الأوروبي لا في إطار المشاركة فيما ستكون أول عملية لحلف الأطلسي في إفريقيا فأجاب «لا يهمني هذا في الواقع.» وأضاف «أعتقد أن هذا نقاش خارج سياق الموضوع تماما. ينبغي الاتفاق على تقديم العون وحسب. أما من يتولى قيادة التنسيق فهذه مسألة ثانوية.» ورفع متمردو دارفور السلاح ضد حكومة السودان في أوائل عام 2003 ولقي عشرات الآلاف مصرعهم في القتال الذي أجبر ما يقرب من مليونين على الفرار من ديارهم والعيش في مخيمات مؤقتة يموت فيها الآلاف كل شهر من جراء سوء التغذية والمرض. واستبعد الاتحاد الإفريقي فكرة أن يشاركه جنود غربيون في عملية إقرار السلام في دارفور لكنه طلب في أبريل نيسان من كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي تقديم مساعدة فيما يتعلق بالنقل والإمداد لتوسيع نطاق عملياته. واقترحت الولاياتالمتحدة ودول أخرى أن يستخدم حلف الأطلسي الذي يضم 26 دولة قدراته المتعلقة بالتخطيط العسكري لتنسيق عملية نقل جوي غربية إلى الاتحاد الإفريقي الذي يسعى لزيادة قواته في دارفور لثلاثة أمثالها ليصل قوامها إلى 7700 جندي بحلول أواخر سبتمبر «أيلول». لكن تم التخلي عن الاقتراح بعد أن أصرت فرنسا على أن يكون عرضها لنقل كتيبتين سنغاليتين جوا في إطار برنامج مساعدات من الاتحاد الأوروبي قائلة إنه ما من حاجة لأن يشارك الحلف في عملية التنسيق. وينفي مسؤولون بحلف الاطلسي ان هذا الأمر يكشف عن توتر بين الحلف والاتحاد الاوروبي. ووفقا للترتيبات المتوقع ان يقرها الاتحاد الاوروبي في الايام القادمة ستتولى وحدة يقودها الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا تنسيق عمليات حلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي. وسيدعم هذه الوحدة عددا محدودا من العاملين في الحلف والاتحاد الأوروبي.