قتل مسلحون مجهولون بالرصاص المهندس وحيد الله محبوب، صهر الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني، وذلك لدى محاولته الخروج من منزله في ضاحية مكروريان القريبة من منطقة وزير أكبر خان مقر اقامة رباني ليل الاحد - الاثنين. وتوفي محبوب الذي يعمل مهندساً في شركة أجنبية تتعاون مع القوات الأميركية على الفور، بينما نقلت زوجته إلى المستشفى، وشخصت حالها الصحية بالحرجة. جاء ذلك بعد فترة وجيزةپمن تلقي الرئيس السابق رباني، خلال اجتماع عقده مع كبار مستشاريه وشخصيات افغانية بارزة، رسالة تهديد كتبت بلغة البشتو ووقعها زعيم"طالبان"الملا محمد عمر زعيم وأفادت:"نطلب منكم الخروج من حكومة الاحتلال وبرلمانه. نعرف الخدمات التي قدمتموها للاحتلال ونرصد ونراقب كل تحركاتكم، وندرك كيفية الوصول إليكم". وأكد نائب من طائفة الطاجيك التي ينتمي إليها رباني اصابة الاخير بالهلع منذ تلقيه الرسالة، مشيراً الى أن اغتيال زوج ابنته قد يزيد الاكتئاب الذي يعانيه ويمنع مواصلته عمله الاعتيادي في الفترة المقبلة. وأبدى النائب اعتقاده بأن رسالة الملا عمر وجهت إلى جميع قيادات المجاهدين السابقين الذين شاركوا في اطاحة نظام"طالبان"، مشيراً إلى احتمال تغير اسلوب"طالبان"على صعيد بدء تنفيذ مخططات لاغتيال شخصيات بارزة في الحكومة، وذلك لزعزعتها وإبعاد قيادات عنها، علماً ان النائب محمد إسلام محمدي الذي شغل منصب حاكم ولاية باميان خلال حكم"طالبان"اغتيل أمام منزله الجمعة الماضي. وكان رباني اشار خلال زيارته تركيا الشهر الماضي الى أنه لن يقاتل"طالبان"في المستقبل، مهما كانت الدوافع، معتبراً أن الحرب لا تحل مشاكل أفغانستان بل الحوار الداخلي الذي تشارك فيه كل القوى والاتجاهات. في غضون ذلك، جدد الرئيس حميد كارزاي عرض اجراء محادثات سلام مع"طالبان"، داعياً الفصائل الأفغانية كلها الى الحوار"من اجل انجاح الحرب التي نخوضها ضد الأعداء الذين يريدون المسّ بكرامتنا وشرفنا وسيادتنا". وقال كارزاي في مسجد للشيعة في كابول بمناسبة ذكرى عاشوراء:"ادعو الى هداية اولئك الذين تآمروا على افغانستان"، في اشارة الى باكستان المجاورة حيث توجد ملاذات ل"طالبان"وحلفائها في تنظيم"القاعدة". وعرض كارزاي قبل عامين العفو عن عناصر"طالبان"، لكن زعماء بارزين في الحركة سخروا من الدعوات، ووصفوها بأنها اشارة الى ضعف، فيما أكدوا رفضهم الجلوس على طاولة الحوار مع مسؤولين"ساندوا الاحتلال ومهدوا لسيطرته على أفغانستان". وأشار مراقبون إلى أن دعوة كارزاي تشكل محاولة لتخفيف احتمال شن"طالبان"هجمات، فيما حذر حلف شمال الاطلسي ناتو قبل ايام قليلة من ربيع دموي تقوده"طالبان"في أفغانستان ويفوق الهجمات والعمليات الانتحارية التي شنتها العام الماضي، وأدت إلى مقتل نحو 4 آلاف شخص بينهم 170 جندياً اجنبياً. هجمات وفي باكستان، أعلنت السلطات انها افشلت ست عمليات انتحارية اعدّ لها متشددون ضد مواكب للشيعية في مناسبة ذكرى عاشوراء المقررة اليوم. وكشفت شرطة مدينة ديرة اسماعيل خان انها قتلت ستة متشددين اسلاميين وجدت متفجرات في حوزتهم رجحت أنهم أحضروها من اقليم جنوب وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان بهدف شن هجمات. وكان 15 شخصاً بينهم قائد للشرطة قتلوا وجرح عشرات آخرون في تفجير انتحاري وقع في بيشاور شمال السبت الماضي، وذلك غداة محاولة انتحاري تفجير عبوة ناسفة في فندق ماريوت في إسلام آباد. ولاحقاً، شهدت ديرة اسماعيل خان تفجير شاب حزاماً ناسفاً عند نقطة تفتيش للشرطة، ما اسفر عن مقتل ضابط ومدني وجرح ستة آخرين، فيما انفجرت عبوة داخل مسجد للشيعة في بلدة بانو، ما ادى الى جرح خمسة اشخاص. وفي برلين، أكدت الرئاسة الالمانية للاتحاد الأوروبي الرغبة الكبيرة في مواصلة المساعدة في تعزيز الاستقرار في أفغانستان ومواصلة عملية إعادة الإعمار، وفي بحث مسألة تعزيز باكستان رقابتها على الحدود. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في اعقاب اجتماع عقده مع وزير الخارجية الأفغاني رنغين شبانتا ومنسق السياسة الخارجية والدفاعية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومفوضة الشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر ووزير خارجية البرتغال لويس آمادو، إن"دول الاتحاد تجتمع بحزم إلى جانب افغانستان". وأعلنت فيريرو فالدنر أن الاتحاد الأوروبي قرر تقديم 006 مليون يورو على مدى أربع سنوات لتوسيع النظام القضائي في افغانستان وزيادة فاعليته في محاربة الفساد. وصرح وزير الخارجية الأفغاني بأن بلاده تؤمن بأن مكافحة الإرهاب ليست مهمة عسكرية فقط،"بل اجتماعية ايضاً تتضمن عوامل إنمائية وإعادة بناء".