بعد ردود أفعال إيطالية مناهضة لتنفيذ حكم الاعدام في الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، استدعت رداً عراقياً تمثل بتذكير حكومة نوري المالكي روما بأن ديكتاتورها السابق بنيتو موسوليني أُعدم"بعد دقيقة واحدة من اعتقاله"، أعلنت رئاسة الحكومة الإيطالية عن"البدء بخطوات من أجل استصدار قرار أممي من الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتحريم عقوبة الإعدام". وقال ناطق باسم رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي إن"الحكومة ستبدأ مشاورات مع الحكومات التي وقّعت في كانون الثاني ديسمبر الماضي على الوثيقة الداعية إلى إلغاء حكم الإعدام"، مشيراً إلى أن حكومة بلاده"ستسعى إلى أن تضع الجمعية العمومية للأمم المتحدة مسألة الإلغاء التام لحكم الإعدام ضمن جدول أعمالها في الدورة المقبلة". جاء ذلك بعد ردود أفعال ومواقف إيطالية مناهضة لقرار الحكومة العراقية الاسراع في تنفيذ عقوبة الاعدام في حق صدام، وبعد إضراب الزعيم الراديكالي ماركو بانيلا عن الطعام والشراب منذ الأسبوع الماضي احتجاجاً على مصادقة المحكمة التمييزية العراقية الخاصة على قرار الحكم ضد صدام وتنفيذه فجر السبت الماضي. وكان برودي اعترض على تنفيذ الحكم، قائلاً إنه"ليس في الإمكان الدفاع عن جرائم صدام وفظاعاته، إلاّ أنني والحكومة الإيطالية نعارض حكم الإعدام"، وهو ما أثار رد فعل شديد اللهجة من الحكومة العراقية التي اعتبرت موقف روما"تدخلاً"في الشأن العراقي. وأعاد ناطق باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى"ذاكرة رئيس الحكومة الإيطالية أن الديكتاتور الفاشي بينيتو موسّوليني أُعدم بعد دقيقة واحدة من اعتقاله في شمال إيطاليا"، لافتاً الى أن"معتقليه طالبوه بالتعريف عن نفسه، ولمجرد النطق باسمه، أعلنوا أنهم ينفذون فيه حكم الشعب، وأُعدم رمياً بالرصاص". وانضم رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو بيرلوسكوني إلى المعارضين لتنفيذ حكم الإعدام في حق صدام، ووصفه بأنه"خطوة إلى الوراء"ضمن المسار العراقي"الشاق"صوب الديموقراطية. وأكد بيرلسكوني في تصريحات صحافية أنه"على ثقة في أن قرار تنفيذ الحكم، على رغم شرعية المحكمة، خطأ تاريخي وسياسي لن يساعد العراق في فتح صفحة جديدة". وأشار زعيم ائتلاف يمين الوسط المعارض إلى أن"حكم الإعدام، ولو في حق دكتاتور دموي كصدام، لا يتوافق مع الحضارة التي بإسمها أرسلنا جنودنا في مهمة سلام إلى العراق". وكان برودي وجّه إلى الزعامة العراقية نداء لوقف تنفيذ حكم الإعدام، معرباً عن أمله في"أن تسود الحكمة والرأفة"لأنه"لا يمكن لأي خطأ إنساني أن يكون سبباً في موت إنسان آخر". وفي هافانا، دانت كوبا اعدام الرئيس العراقي السابق، ووصفته بأنه"اغتيال"، وطالبت بنهاية للحرب الأميركية في العراق. وأعلنت وزارة الخارجية الكوبية في بيان"أنها حماقة سياسية وعمل غير قانوني في بلد زُجّ به الى صراع داخلي تعرض فيه ملايين المواطنين الى النفي أو فقد أرواحهم". ووصفت الوزارة اعدام صدام شنقاً بأنه"اغتيال ارتكبته القوة المحتلة"، مشيرة الى أن العالم ذُهل بأن يحدث اعدام صدام في يوم اسلامي مقدس يُظهر فيه المسلمون الرحمة. وأضاف البيان الذي نشرته صحيفة"غرانما"الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في كوبا أن الوقت حان أيضاً لأن يتوقف القتل والمعاناة اللذان يتعرض اليهما مئات الآلاف من الشبان الأميركيين.