بعد أكثر من عامين على انطلاق المفاوضات التي تولتها في شكل أساسي النائب بهية الحريري بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والفصائل الفلسطينية، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى أمس، في منطقة حي التعمير على تخوم مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في منطقة صيدا أمس. وسبقت انتشار الجيش اشتباكات عنيفة بين عناصر من الجيش اللبناني وعناصر من تنظيم"جند الشام"في منطقة التعمير أدت إلى إصابة المواطنين حسين الدنا لبناني، مواليد 1974 في بطنه، ومصطفى عفارة، وانتشار وحدات من الجيش معززة بالآليات العسكرية وتمركزها في محلة جامع الموصلي- خط التعمير التحتاني، وصولاً إلى ملحمة الصفدي ومحل فيديو الرز، على بعد مئة متر من مدخل مخيم عين الحلوة الرئيسي. وعلمت"الحياة"أن الإشكال وقع بعدما"دخل الجيش صباحاً إلى المنطقة، وتجاوز نقاط التمركز المتفق عليها، فتعرض عناصره إلى إطلاق نار من عناصر"جند الشام"في حي الطوارئ، سرعان ما تم ضبطهم من جانب عناصر من"عصبة الأنصار"التي لعبت دوراً إيجابياً لحل الإشكال". وأكدت المعلومات انه"تمت معالجة الإشكال بعد اتصالات قامت بها النائب الحريري مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان والفصائل الفلسطينية". ويشار إلى أن الوضع شهد تأزماً منذ ليل الاثنين - الثلثاء الماضي عشية إضراب المعارضة، بين منطقتي صيدا سنة وحارة صيدا شيعة على اثر إقدام مجهولين على إزالة صورة كانت معلقة للرئيس الشهيد رفيق الحريري في صيدا، ومن ثم رشق صورة للرئيس بري معلقة في حارة صيدا. وأمس، تجدد الإشكال على خلفية تعليق صورة الحريري، وشهد إطلاق نار بين شبان من صيدا وآخرين من حارة صيدا ادى الى تدخل الجيش، وتدخلت الحريري لتطويق الحادث، وطلبت من المعنيين إزالة صورة الرئيس الشهيد، مؤكدة ان"الصورة في قلوب الناس". ولاحقاً، أجرت الحريري اتصالاً هاتفياً بالرئيس بري تم خلاله التطرق الى الإشكال. وأبلغت الحريري بري حرصها الشديد على"تعزيز كل أسباب الوحدة والاستقرار في المدينة والعلاقة المتينة بين صيدا والجوار والجنوب، وعدم السماح لأي كان بالمساس بالسلم الأهلي".