أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الاضراب عن العمل والتغطية الصحافية في قطاع غزة امس احتجاجاً على تفجير مكتب قناة "العربية" ومجموعة "ام بي سي" الفضائية في مدينة غزة في ساعة متقدمة من ليل الاثنين - الثلثاء. وجاء اعلان النقابة الاضراب ليوم واحد اثناء اعتصام نفذه عشرات الصحافيين في باحة المجلس التشريعي بمدينة غزة امس، في وقت نفذ عشرات الصحافيين اعتصاما احتجاجياً مماثلا في مدينة رام الله في الضفة الفلسطينيةالمحتلة. وشارك في الاعتصام الذي دام نحو ساعتين قياديون وممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ومنظمات المجتمع المدني. وندد الصحافيون بجريمة تفجير مقر مجموعة"ام بي سي"من خلال زرع عبوة ناسفة امام الباب الرئيس للمقر الذي يضم مكاتب واستديوهات لقناتي"العربية"و"MBC"الفضائيتين. ورفع الصحافيون لافتات باللغتين العربية والانكليزية تندد بهذه الجريمة الهادفة الى إخراس وسائل الاعلام وتكميم افواه الصحافيين في انتكاسة جديدة لحرية الرأي والتعبير في الاراضي الفلسطينية. وجاء الاعتداء الذي الحق اضرارا جسيمة بمقر المجموعة ومحتوياته من دون وقوع اصابات بشرية في ظل حال من الاستقطاب الشديد في الساحة السياسية الفلسطينية بين فريقي الرئاسة وحركة"فتح"من جهة، وفريق الحكومة وحركة"حماس"من جهة أخرى. ورأى بعض المصادر في حركة"حماس"وغيرها من الجهات ان منفذي الاعتداء الاجرامي انما يهدفون ضمناً الى توجيه اصابع الاتهام الى"حماس"والحكومة التي تقودها في اعقاب احتجاج الحكومة على ما وصفته بال"اساءة"الى رئيسها اسماعيل هنية قبل بضعة أيام اثناء برنامج اخباري"اخر ساعة"بثته قناة"العربية"، خصوصا ان الحكومة قررت تقديم شكوى قضائية ضد القناة. وعلمت"الحياة"ان ادارة القناة حصلت قبل ايام عدة على تطمينات من شخصيات قيادية اولى في الحركة ومن هنية نفسه"بعدم الاعتداء على المكتب او العاملين فيه، وان الامر لن يتجاوز اللجوء للقضاء لمعالجة الخلاف القائم مع القناة". وندد بالاعتداء الرئيس محمود عباس والحكومة ووزير الاعلام والمجلس التشريعي ونوابه والقوى الوطنية والاسلامية واجنحتها العسكرية، وهيئات المجتمع المدني، ونقابة الصحافيين ولجنة المصور الصحافي وغيرها من المنظمات والشخصيات الوطنية والعامة. وكانت"العربية"تلقت تهديدات عبرت في وقت سابق عن قلقها منها وحملت الحكومة الفلسطينية مسؤوليتها في حينه. وكإجراء احترازي في حينه قلصت القناة وجود موظفيها في مكتب غزة. واعلن مستشار الرئيس عباس الاعلامي نبيل عمرو ان الرئيس اوعز لاجهزة الامن بملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة، واصدر تعليماته القاضية بتوفير اقصى درجات الحماية الممكنة للمؤسسات الاعلامية العربية والاجنية في الضفة والقطاع. وندد الناطق باسم الحكومة غازي حمد بالاعتداء، ووصفه بانه"حادث آثم واجرامي". واعتبر حمد ان هذا"العمل مرفوض وطنيا واخلاقيا ويتنافى مع كل القيم والحريات الصحافية التي نسعى الى ترسيخها في المجتمع الفلسطيني". واتهم وزير الاعلام يوسف رزقة"مندسين يريدون الاصطياد في المياه العكرة"بالوقوف وراء الاعتداء. وحملت مراسلة"MBC"ريهام عبدالكريم هنية ووزير الداخلية سعيد صيام المسؤولية عن الاعتداء، نظراً لان لديهما علماً مسبقاً بتهديدات تلقاها العاملون في القناة. ودعا مراسل"العربية"في القطاع الزميل سيف الدين شاهين السلطة الفلسطينية، رئاسة وحكومة واجهزة امنية، بالعمل الجاد على القاء القبض على الفاعلين وتقديمهم الى العدالة. وبعد الاعتداء على مقر"مجموعة MBC"بساعات قليلة وقع اعتداء اجرامي اخر على منتجع"الواحة"السياحي على شاطئ بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما الحق به اضرارا جسيمة. وخطف المهاجمون ثلاثة من حراسه ثم عادوا واطلقوا سراحهم بعد ساعات قليلة. وقال مدير المنتجع بشير تاري ان نحو 30 - 40 مسلحاً مقنعاً زرعوا عبوات ناسفة في الجهتين الشمالية والجنوبية من المنتجع وفجروها، ما ادى الى تدمير نحو 70 في المئة من الشاليهات والصالات والغرف فيه. وعلى رغم ان الشائع في القطاع ان المنتجع مملوك للنائب الفتحاوي البارز محمد دحلان، فان ناري قال ان المنتجع يملكه فلسطيني من بلدة بني سهيلا جنوب القطاع يدعى يوسف بركة. واقيم المنتجع على مساحة نحو 25 دونما العام 1999، وتوقف العمل فيه في اعقاب اندلاع الانتفاضة اواخر العام 2000، ولا يوجد فيه نزلاء باستئناء عدد قليل من الحراس. ووجه المهاجمون رسالة الى دحلان رجل"فتح"القوي حاليا مفادها ان تنظيم"القاعدة"وصل الى فلسطين، وانه سيدمر كل ممتلكاته. وتوعد المهاجمون الذين ادعوا انهم من تنظيم"القاعدة"بأنهم سيفجرون دحلان نفسه ايضا. ونفى مقربون من دحلان ان يكون المنتجع مملوكا له، وان صندوق الاستثمار الفلسطيني يملك المنتجع ويؤجره لشركة الشرق للتنمية وهي شركة قطاع خاص. الى ذلك، اطلق مسلحون مجهولون النار على مدير مكتب البريد في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع ذياب أبو عيدة، فاصابوه بجروح قبل أن يلوذوا بالفرار. وكان ثلاثة مواطنين من بينهم امرأة قتلوا بالرصاص من قبل مجهولين اول من امس في القطاع في احدث حلقة من سلسلة الانفلات الامني المنظم في قطاع غزة.