أغلق فندق "رويال مونسو" في باريس ابوابه في الأسبوع الماضي بطريقة مثيرة للدهشة. إذ طرد زبائن الفندق العريق فجأة من غرفهم مع حقائبهم، حتى ان احدهم أُخرج بلباس الاستحمام، من القاعة الرياضية الشهيرة، حيث كان يتمرن في حوض السباحة. وكان الفندق شهد مؤتمر المصالحة بين اللبنانيين عقب مؤتمر الطائف، وهو ملك رجل الأعمال السوري عثمان عائدي، الذي جعل منه مركزاً للقاءات كبار المسؤولين العرب والأجانب الذين يزورون باريس. وأصبح"رويال مونسو"محور خلاف بين المساهمين فيه وهم، إضافة الى عائدي، مؤسسة"هوش"للتمويل. كما يواجه منذ سنة 1997 مشاكل مالية، نظراً لارتفاع ديونه الى 190 مليون يورو، وتسجيله 20 مليون يورو خسائر في السنة الماضية. وكانت مؤسسة"هوش"دخلت شريكة في"رويال مونسو"الذي بقي ملكاً لعائدي، اضافة الى مجموعة فنادق أخرى في فرنسا. ونقلت صحيفة"لوفيغارو"عن المحامي بيار آلان بوتينيك الذي يمثل"هوش"قوله ان مؤسسة"جاكوبز"الدولية لسلامة المباني قدمت للمؤسسة المالية تقريراً كارثياً عن سلامة"رويال مونسو"بالنسبة لحرائق محتملة، وتقرّر تبعاً لذلك إغلاق الفندق. اما المحامي الذي يمثل عائدي فقال ان إغلاق الفندق مناورة لوضع اليد على موجودات قيمتها 330 مليون يورو، وأن مؤسسة"هوش"ليست سوى مقرضة للمال، ولا قدرة لديها على استثمار فنادق. ومن المرتقب ان تنظر المحكمة التجارية غداً الخميس في الخلاف بين عائدي و"هوش"، علماً بأن هيئة المحكمة اعتبرت في جلسة عقدت الأسبوع الماضي، أن إغلاق الفندق بهذه السرعة، هدفه تحقيق مكسب في إطار الخلاف المالي بين طرفي النزاع. والفندق ملك لعائدي، ومساهمة"هوش"كانت لشراء جزء من الديون المترتبة عليه للمصارف، وليس لوضع يدها عليه، خصوصاً ان الادعاء بأن الفندق بحاجة الى أعمال تجديد وصيانة، ليس صحيحاً، مع العلم انه خضع لأعمال ترميم وصيانة منذ نحو سنتين. يشار الى ان من بين نزلاء الفندق شبه الدائمين، الممثل عمر الشريف.