لم يخل اليوم الأخير من "مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الاسلامية" من سجال"سني - شيعي"ساخن حول قضية نشر "التشيع" في دول اسلامية، حيث انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بشدة محاولات نشر "التشيع" في فلسطين، وقال إن ذلك يشكل محاولة لعمل فتنة أخرى فيها، كما رد رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب على ما طرحه مشارك شيعي بشأن"طباعة كتب في دول سنية تكفر الشيعة". لكن الأجواء الساخنة في الجلسة الأخيرة لم تحل دون صدور بيان ختامي لم يحتج عليه أحد، عندما قرأت رئيسة اللجنة العلمية المنظمة عميدة كلية الشريعة الدكتورة عائشة المناعي توصياته العشر. وشكل الاجماع على"بيان الدوحة"نجاحاً للقاء الاول من نوعه بين اصحاب المذاهب الاسلامية. وجاء في التوصيات أن"ممثلي السنة والشيعة والزيدية والإباضية"اتفقوا على"رفضهم القاطع لكل تطاول أو اساءة الى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعا وأمهات المؤمنين". ودان البيان في صدر توصياته"الحرب الطائفية في العراق"، واعتبر انها"تؤدي الى الفتنة وصرف الانتباه عن العدو الحقيقي المتربص بالأمة"، وشدد على"حرمة دم المسلم وماله وعرضه"، كما استنكر"الجرائم المرتكبة على الهوية". وأعلن المؤتمرون"وقوفهم صفا واحدا أمام التحديات والعدوان الذي تتعرض له الأمة الاسلامية". ونص البيان على"عدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع في بلاد السنة، أو التسنن في بلاد الشيعة، درءاً للفتنة والشقاق بين المسلمين"، كما دعا"أتباع المذاهب والفرق الاسلامية الى احترام مقدسات كل طرف والحفاظ على الاحترام المتبادل في الحوار والنشاط الدعوي". وأكد المؤتمر استمرار جهود التقارب والتفاهم بين مختلف المذاهب والفرق الاسلامية، وقرر تشكيل مجمع عالمي يضم علماء السنة والإمامية والزيدية والإباضية لتعزيز فكرة التقريب بين المذاهب ولرصد المعوقات، وأقر المؤتمرون اقتراحا بأن تكون الدوحة مقراً لهذا التجمع، ودعوا الى اصلاح المناهج التعليمية بما يدعم فكرة الوحدة والتقريب بين المذاهب والفرق. وكشفت مداولات اليوم الاخير توجها لان يقوم وفد من"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"برئاسة القرضاوي بزيارة الى ايران خلال الفترة المقبلة للبحث في تداعيات ومآسي الاقتتال الطائفي والمذهبي في العراق والتقريب بين السنة والشيعة. وشدد القرضاوي في كلمة ساخنة في اليوم الأخير من المؤتمر على ضرورة اتفاق السنة والشيعة على أمور ثلاثة هي"أن دم المسلم حرام وأنه لا يجوز لمسلم شيعي أو سني أن يقتل الآخر، ويجب مقاومة الاحتلال في فلسطين والاحتلال الأميركي في العراق وكل وطن، كما يجب مقاومة العدوان على اي بلد اسلامي بما فيه العدوان الأميركي المبيت على ايران". وأكد أن من حق ايران امتلاك قوة نووية سلمية، مشيرا الى اسرائيل وامتلاكها سلاحا نوويا، وشدد على القول"نحن مع ايران ونقاوم أي عدوان عليها". وشهد اليوم الأخير مواقف ساخنة واستمرارا للسجال السني الشيعي. وكان أحد المشاركين الشيعة قال إن"دولاً اسلامية تطبع فيها كتب تكفر الشيعة"وكان المتحدث عقّب على ما أعلنه قبل يومين رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب بشأن كتب تنشر في مصر وتدعو السنة الى التشيع. وقال رئيس جامعة الأزهر في رده أنه لا يوجد مصري أو عالم أزهري واحد يهاجم الشيعة، وأكد"أنا في أزهر يحترم التشيع وساعد على التقريب بين المذاهب، وأعترف بمذهب الشيعة الإمامية مذهبا خامسا، ونصف مكتبتي تضم كتبا من تأليف شيوخنا الشيعة، وأزعم أنني قرات كل حرف كتبه الشهيد محمد باقر الصدر". واضاف إن الأزهر"هو المكان الوحيد الذي تذهب فيه المذاهب الأربعة والمذاهب الأخرى وتخضع فيه لدراسة علمية فيها مقارعة الحجة بالحجة"، وخلص الى القول"لقد دعوت قبل يومين الى عدم تحول الثقافة الشيعية في مصر الى مواجهة"مع المجتمع المصري. وكان لافتا أن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران آية الله محمد على تسخيري عقب مؤيداً رئيس جامعة الأزهر بقوله"أشهد على روحه رئيس الأزهر التقريبية". وكان التسخيري ذكر في جلسة سابقة أن"في كل مجموعة شيعية أو سنية سفهاء وأن على العقلاء تأديب سفهائها"، كما ندد بالاحتلال"المجرم في العراق". وقال"نسأل الله أن ينقذ الشعب العراقي من أتون الفتنة الطائفية العمياء"، قبل ان يؤكد تعقيبا على متحدث"إننا جميعا نحترم السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها".