اكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى ل "الحياة" امس ان الرئيس محمود عباس ابو مازن سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل الاحد في دمشق للتوصل الى"سلة متكاملة"تشمل جميع القضايا العالقة بين حركتي"فتح"و"حماس"، وذلك بعد اعتماد اسلوب"الغموض البناء"للتوصل الى"صياغة متقاربة"في شأن خطاب التكليف من الرئيس عباس الى رئيس الوزراء الفلسطيني. ومن المقرر ان يصل عباس ظهر اليوم الى دمشق على رأس وفد يضم نبيل عمرو والطيب عبدالرحيم وصائب عريقات. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس بشار الاسد وكبار المسؤولين السوريين قبل لقائه مشعل، على ان يغادر الى بيروت صباح الاثنين. واوضحت المصادر ان عضو المجلس التشريعي زياد ابو عمرو ومحمد رشيد خالد سلام، المستشار الاقتصادي للرئيس الراحل ياسر عرفات، وصلا امس الى دمشق لوضع اللمسات الاخيرة على لقاء عباس - مشعل. كما ساهم في الترتيبات عضو المجلس الثوري ل"فتح"قدروة فارس ورئيس المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي. وقالت المصادر:"المطروح هو حكومة وحدة وطنية برئاسة اسماعيل هنية على اساس وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني لمواجهة الحصار"، مشيرة الى ان المفاوضات بين الطرفين قائمة، وهناك تقدم يتحقق"لكن لن يكون هناك التزام اخلاقي الى حين التوصل الى سلة متكاملة". وسيكون هذا اللقاء الاول بين عباس ومشعل منذ توجيه الاخير انتقادات للرئيس الفلسطيني منتصف العام الماضي، علما انهما التقيا لدى زيارة عباس دمشق بعد انتخابه رئيسا بداية العام 2005. وقالت المصادر الفلسطينية:"اللقاء لن يكون نقطة بداية ولا نقطة نهاية، ومن الخطأ القول انه سيكون الفرصة الاخيرة بين الجانبين. انه محطة مهمة لتشكيل مناخ ايجابي وتعزيز ما انتهينا اليه من حوار وتفاهم على مجموعة من الاسس والمبادئ لإعطاء دفعة اضافية". وتابعت:"بينما تطالب السلطة بتشكيل حكومة وفق مواصفات المجتمع الدولي، فإن حماس تريد حكومة وحدة اولا ثم يجري الحديث مع المجتمع الدولي في شكل موحد". وبعد توصل المفاوضات الى"طريق مسدود"الثلثاء الماضي، استكمل ابو عمرو ورشيد الاتصالات مع قيادة"حماس". واكدت المصادر"التوصل الى صياغة متقاربة. المسافة قصيرة جدا بين موقفي الطرفين، اذ ان حماس لم تمانع بإدخال مفردات عن القرارات الدولية، لكن بصياغات مرضية للطرفين ووفق مبدأ الغموض البناء، من دون ان يتضمن ذلك ذكرا لخريطة الطريق وقرارات مجلس الامن، بل الاكتفاء بذكر الشرعيتين العربية والدولية". وعن موضوع وزارة الداخلية، قالت المصادر ان"اي اتفاق لم ينجز الى يوم امس"، علما ان"حماس"تريد تسلم هذه الحقيبة، بينما تقترح"فتح"تسليمها الى شخص مستقل. وتابعت ان"السلطة تريد سلام فياض وزيرا للمال وزياد ابو عمرو للخارجية وان لا فيتو لدى حماس على ذلك، لكن الاتفاق سيكون سلة متكاملة".