قالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» امس ان مروحة الاتصالات الدولية مع حركة «حماس» اتسعت في الفترة الأخيرة، وأن الحركة تدفع بموضوع رفع الحصار عن قطاع غزة الى مقدمة القضايا المطروحة، وذلك تزامناً مع اتصالات يجريها منسقو مجموعة «الحكماء» التي تضم الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، من اجل ترتيب لقاء مع رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل في دمشق خلال جولة المجموعة في منطقة الشرق الأوسط في النصف الثاني من الشهر الجاري. وكان مشعل استقبل كارتر في نيسان (ابريل) عام 2008 عندما سعى الرئيس الأميركي السابق الى انجاز «ورقة مشتركة» بين الجانبين تتناول موضوع الدولة الفلسطينية والتهدئة وصفقة تبادل الأسرى والمصالحة. وتضمنت مسودة الورقة وقتذاك ان الحركة ستقبل قرار الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء يتم بمراقبة دولية في حال نجاح رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) في مفاوضات الحل النهائي والتوصل الى اتفاق مع اسرائيل. كما اكد قادة الحركة حق شعبهم في انشاء دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود عام 1967. ويضم وفد «الحكماء»، اضافة الى كارتر، وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي وشخصيتين أخريين. ولن يضم الوفد خلال جولته التي تشمل عدداً من الدول، رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا والأمين العام العام للأمم المتحدة السابق كوفي انان، علماً ان «الحكماء» تأسست عام 2007 لتشجيع الحوار بين الدول والشخصيات المؤثرة لحل الصراعات. وتتضمن زيارة «الحكماء» لدمشق لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين. ووضعت المصادر الفلسطينية الاتصالات مع «حماس» لترتيب لقاء مع مشعل في سياق توسيع مروحة الاتصالات الدولية مع الحركة. وأشارت الى ان مشعل استقبل قبل اسابيع وفداً من مركز ابحاث صيني مقرب من الحكومة بوجود ديبلوماسيين في السفارة الصينية في دمشق، اذ «بدا واضحاً ان بكين تدرس كيفية فتح حوار سياسي مع حماس». وكان مشعل التقى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف في دمشق في ايار (مايو) الماضي، كما ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو التقاه في شكل علني في تموز (يوليو) الماضي. وأشارت المصادر الى ان الجهات التي نظمت جولة من الحوار مع مسؤولين في «حماس» وممثلين لحكومة اسماعيل هنية المقالة في جنيف في حزيران (يونيو) العام الماضي، طلبت عقد جلسة جديدة في اطار رغبة هذه الأطراف وقتذاك الاطلاع على موقف «حماس» من مسألتي قبول «حل الدولتين» وشروط «اللجنة الرباعية الدولية». وشارك في اللقاءات تلك كل من عضو المكتب السياسي في «حماس»، وزير الخارجية السابق في الحكومة المقالة محمود الزهار، ووزير الصحة باسم نعيم، والناطق باسم الحكومة طاهر النونو، ومسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، ممثلها في بيروت اسامة حمدان. ونظمت اللقاءات بدعوة من «فورورد ثينكينغ» بحضور المختص في فك النزاعات اوليفر ماكيرنين، و«هيومان ديالوغ» وممثلها تيم غولدستون وبتمويل من الحكومة السويسرية، ومشاركة مبعوث وزارة الخارجية السويسرية الى الشرق الأوسط جان دانيال روخ. وشارك فيها كل من وكيل وزارة الخارجية الأميركي السابق توماس بيكرينغ، والسفير البريطاني السابق في نيويورك وفي بغداد جيرمي غرينستوك، ووزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني روبرت بولينز، اضافة الى باحثين وخبراء اوروبيين وأميركيين آخرين عرفوا بتأييدهم الانخراط مع «حماس». وأوضحت المصادر الفلسطينية ان الجهة المنظمة «حاولت احياء الفكرة نفسها، لكن قيادة الحركة لديها اعتراض على ان يكون الوفد الحمساوي نفسه لأن الحركة لا تريد ان يبدو وكأن حواراً منظماً قائم بين الطرفين». وأشارت الى «مسألة اخرى قيد البحث تتعلق بالبعد السياسي، ذلك ان الحركة تريد حواراً يتناول اسباب وضع الحركة على قائمة الإرهاب الأوروبية والموقف من الحصار وضرورة رفعه عن قطاع عزة، اضافة الى اقتراح الحركة ان تكون هذه اللقاءات في دمشق».