أعلن الناطق باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري أمس أن زعماء حرب صوماليين بدأوا تسليم أسلحتهم في مقديشو، ومنها 70 آلية مسلحة و120 قذيقة هاون ودبابة. وقال ديناري:"تلقينا كميات كبيرة من السلاح بينها قذائف هاون واسلحة رشاشة وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات، معظم زعماء الحرب سلموا اسلحتهم للحكومة وننتظر ان يحذو الآخرون حذوهم". وأوضح ان"زعماء الحرب سلموا سبعين آلية مزودة بنادق رشاشة أو مدافع و120 قذيفة هاون ودبابة وآليات مصفحة". وفي 12 كانون الثاني يناير الجاري، وافق زعماء الحرب الرئيسيون في مقديشو على تسليم اسلحتهم للحكومة الانتقالية الصومالية ودمج مسلحيهم في قوات الأمن الوطنية. ومنذ بداية الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، يتسلح الصوماليون ويعملون كميليشيات أو حراس شخصيين لأصحاب الاموال مثل زعماء القبائل والتجار والملاك الأثرياء وحتى الموظفين الانسانيين والصحافيين، لكنهم يستخدمون اسلحتهم ايضا لفرض اتاوات على سكان مقديشو. وسيطر زعماء الحرب على العاصمة منذ بداية الحرب حتى تصاعد نفوذ الاسلاميين في صيف عام 2006، وعادوا اليها قبل بضعة اسابيع بعدما غادرها الاسلاميون هربا من القوات الاثيوبية والصومالية. في غضون ذلك، قالت اريتريا ان خصمها اللدود اثيوبيا متورط في"مستنقع"الصومال بعد اسابيع من مساعدة جيشها للحكومة الصومالية الموقتة في اطاحة خصومها من الإسلاميين. وقال الرئيس الاريتري أسياس افورقي في مقابلة مع قناة"الجزيرة"الفضائية مساء أول من أمس، إن من السابق لأوانه معرفة نتيجة التدخل العسكري لأديس أبابا في الصومال. وأضاف:"هذا مستنقع وسيكشف الزمن عمن هزم". وقال أفورقي:"المحاكم الاسلامية لم تهزم. الصوماليون لم يهزموا إطلاقاً. الذين ارادوا التدخل من أجل جداول اعمالهم الخاصة في الصومال وضعوا انفسهم في ظرف خطير جداً". وتتهم الأممالمتحدةوواشنطن أسمرا بارسال اسلحة وقوات الى مجلس المحاكم الاسلامية، وتنفي اريتريا التهمة. ويعبر محللون عن القلق من أن تورط الخصمين اللدودين في الصومال يمكن ان يؤدي الى صراع اقليمي اوسع، لكن الانتصار السريع لاثيوبيا في ميدان المعركة أخمد تلك المخاوف الى حد كبير. وما زال التوتر قائماً بين اريتريا واثيوبيا منذ خاض البلدان حرباً حدودية من 1998 حتى 2000 قتلت حوالي 70 الف شخص. وتريد الحكومة الصومالية نشر قوة حفظ سلام افريقية بأسرع ما يمكن طبقاً لموافقة من الاممالمتحدة قبل الحرب، لكن اسياس افورقي قال ان الاتحاد الأفريقي يفتقر الى"القدرة التنظيمية"ليكون فعالاً. وأضاف:"نحتاج الى معرفة ما ستكون عليه المهمة... وثانيا كيف ينجح الاتحاد الأفريقي الذي ثبت فشله في أجزاء أخرى من افريقيا". وفي نيروبي، نظم المئات من مسلمي كينيا مسيرة أمس حملوا خلالها لافتات تحمل شعارات مناهضة للرئيس جورج بوش ولاثيوبيا واتهموا السلطات الكينية بالقيام بعمليات اعتقال تعسفية وبمزيد من التحرش بالمسلمين بسبب الازمة في الصومال. وخلال تجمع سلمي عقب صلاة الجمعة خارج المسجد الرئيسي في نيروبي قال المحتجون ان كينيا تتملق واشنطن باتخاذها اجراءات صارمة ضد مسلمين يشتبه في تعاطفهم أو صلتهم بالاسلاميين الصوماليين الذين أطاحت بهم قوات الحكومة الموقتة بدعم من قوات اثيوبية. وقال عبدالله عبدي رئيس منتدى زعماء المسلمين الوطني:"كل مسلم كيني هو اسلامي. لا نعتذر عن ذلك... اننا لا نتوسل... لقد ولدنا مسلمين... الاسلام ديننا". وأضاف:"الرسالة واضحة... انهم يجعلون ظهرنا للحائط. نحن محاصرون ويجب أن ندافع عن حقوقنا". وقال زعماء المسلمين في كينيا الذين تتراوح نسبتهم بين سبعة و15 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 35 مليون نسمة غالبيتهم من المسيحيين، ان عشرات الشبان اعتقلوا ومنعوا من الاتصال بمحامين في شمال البلاد قرب الحدود مع الصومال. وأغلقت نيروبي حدودها مع الصومال بعدما أطاحت القوات الاثيوبية وقوات الحكومة الصومالية حكم الاسلاميين. وفر المقاتلون الاسلاميون عقب هزيمتهم الى مناطق نائية قرب الحدود الكينية. وتقطعت السبل بالآلاف من اللاجئين الصوماليين المحتملين بسبب غلق الحدود. وهتف شبان مسلمون خلال المسيرة قائلين"الله أكبر"ودانوا الرئيس الاميركي كما تعهدوا بالتصويت ضد الرئيس الكيني مواي كيباكي في الانتخابات المقررة في وقت لاحق من العام الجاري.