اتهمت اوساط قريبة من زعيم حزب "العمل" وزير الدفاع عمير بيرتس امس رئيس الحكومة ايهود اولمرت ب "الخنوع للضغوط العنصرية" التي يمارسها وزير الشؤون الاستراتيجية افيغدور ليبرمان وحزبه المتطرف"اسرائيل بيتنا"، ما يحول دون تعيين النائب العربي "العمالي" غالب مجادلة وزيرا في الحكومة. وأشارت الى ان رفض اولمرت طرح هذا التعيين على جدول أعمال الحكومة في جلستها الأسبوعية غدا"خير دليل على خضوعه لاملاءات ليبرمان". وقال وزير الداخلية روني بارؤون، ابرز الوزراء المقربين من رئيس الحكومة، ان حقيبة العلوم والرياضة التي يريد"العمل"منحها لمجادلة ليست حكرا على هذا الحزب"الذي يستحق وفقا لاتفاق الائتلاف الحكومي خمس حقائب وزارية ووزارتين بلا حقيبة"، ملمحا الى ان مجادلة لن يعين في منصب وزاري تنفيذي انما"وزير دولة". وبرر بارؤون ارجاء تصديق الحكومة على تعيين مجادلة بانشغال اولمرت في قضايا أهم بكثير من"الكرسيولوجيا"، او المعركة على الكراسي، كما ان رئيس الحكومة ينتظر البت في محاكمة الوزير حاييم رامون لأن تبرئته ستقود الى اعادة توزيع الحقائب الوزارية. وأضاف ان حزب"اسرائيل بيتنا"الذي يدعو الى تبادل اراض وسكان بين المستوطنين في مناطق عام 1967 والفلسطينيين في مناطق العام 1948 هو الذي سيحصل على حقيبة العلوم والرياضة. من جهته، قال ليبرمان ان لا مشكلة لديه ولدى حزبه في تعيين وزير عربي،"انما المشكلة في غباء بيرتس الذي لا يحسن توقيت التعيين". وأضاف ان الوسط العربي لا يعني بيرتس"ولو كان يعنيه لاختار مجادلة للمنصب قبل أشهر"، انما قام بتعيينه"لشراء اصوات العرب من أعضاء حزب العمل لدعمه في الانتخابات المقبلة على زعامة الحزب". وكرر القول ان بقاء بيرتس في منصب لا يفقه فيه شيئا يعرض أمن اسرائيل للخطر. وكانت اللجنة المركزية لحزب"العمل"صادقت مساء اول من امس بغالبية أصوات ضئيلة على تعيين مجادلة وزيرا في جلسة حضرها عدد قليل من الأعضاء اليهود وشهدت صراعا علنيا بين ما يعرف ب"اللواء العربي"و"اللواء الدرزي"في الحزب، اذ طالب الأخير بمنح الوزارة لدرزي هو شكيب شنان"تقديرا لخدمة الدروز في الجيش الاسرائيلي"، فيما اعتبر مجادلة تعيين اول عربي مسلم في حكومة اسرائيلية"يحقق الاحترام الكبير لاسرائيل في العالم وفي اوساط المواطنين العرب"، معترفا في الآن ذاته ان قبوله المنصب أثار ضده حفيظة غالبية العرب من المؤيدين للأحزاب الوطنية. واعتبر بيرتس تعيين مجادلة"رسالة مساواة للمواطنين العرب وزخما للسلام بين اسرائيل والعرب... وهي الرد الحاسم على الخطاب العنصري لليبرمان". ومن المفارقات ان مجادلة بقبوله المنصب الوزاري سيحل محل الوزير المستقيل اوفير بينيس الذي غادر الحكومة قبل ثلاثة أشهر احتجاجا على انضمام حزب"اسرائيل بيتنا"العنصري المعادي للعرب ولأي سلام مع العالم العربي، الى الائتلاف الحكومي.