سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدارية كبيرة للرئيس السابق قرب مسقط رأسه ... وعشيرته تقيم عشرات الخيم لتلقي العزاء ب "استشهاده" . مسلحون بعثيون يتظاهرون في الدور وتكريت استنكاراً وطلباً للثأر لصدام
تواصلت الاحتجاجات على تنفيذ حكم الاعدام في حق الرئيس العراقي السابق صدام حسين في مسقط رأسه محافظة صلاح الدين حيث توافد أنصار الرئيس السابق الى تكريت لإلقاء تحية أخيرة عليه بعد يومين على إعدامه شنقاً. جاء ذلك في حين حملت "هيئة علماء المسلمين" في بيان شديد اللهجة الولاياتالمتحدة مسؤولية إعدام الرئيس المخلوع. وهتف مئات المتظاهرين المتجمعين في قرية الدور قرب تكريت على مسافة 160 كيلومتراً شمال بغداد:"صدام لم يمت، ما زال حياً في قلوبنا". كما تظاهر مئات العراقيين من المسلحين وأهالي الدور 180 كلم شمال بغداد قرب تكريت استنكاراً لإعدام الرئيس المخلوع. وانطلقت التظاهرة التي شارك فيها المئات من أهالي الدور بينهم نساء وشيوخ وأطفال، وحمل معظم الشباب أسلحة رشاشة وأطلقوا العيارات النارية في الهواء. وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" من الدور، أن المتظاهرين حملوا صوراً لصدام حسين وأعلاماً عراقية فيما هتف العشرات"مقتدى يا جبان"و"يا حكيم يا جبان يا عميل الاميركان". كذلك، أزاح المتظاهرون الستار عن جدارية كبيرة تحمل صورة لصدام حسين وكتب عليها"الشهيد البطل صدام حسين"وسط الدور. وقال لؤي تايه 27 عاماً أحد المشاركين في التظاهرة لوكالة"فرانس برس":"نحن مجاهدو حزب البعث نتظاهر ضد أميركا وحكومة المالكي لإعدامهم صدام حسين". وأضاف أن"صدام لم يمت وسيبقى يعيش في قلوبنا". وأوضح متظاهر آخر قال إنه من فدائيي صدام"أن"تظاهرتنا باسم المجاهدين وجيش الاسلام والبعثيين رسالة استنكار ضد الحكومة العراقية والمالكي". وتمنع قوات الأمن العراقية الدخول أو الخروج من مدينة تكريت القريبة من الدور، لليوم الثالث على التوالي. وكان الرئيس العراقي السابق أُعدم شنقاً فجر السبت الماضي في بغداد بعد إدانته في قضية الدجيل التي راح ضحيتها 148 قروياً شيعياً مطلع ثمانينات القرن الماضي. ودفن صدام في مبنى تملكه عائلته في العوجة حيث دُفن أيضاً ولداه عدي وقصي اللذان قُتلا برصاص الجيش الاميركي في 22 تموز يوليو عام 2003 في الموصل شمال. وأفاد مراسل وكالة"فرانس برس"أن عشرات خيم العزاء نصبت في تكريت حيث يتجمع انصار الرئيس العراقي السابق ويستمعون الى بث آيات من القرآن. ولا تزال المداخل المؤدية الى المدينة، وهي معقل صدام سابقاً، مغلقة أمام حركة السير بأمر من السلطات العراقية. ونصب السكان في أماكن مختلفة من المدينة خيماً لإقامة مجالس عزاء. وفي هذا السياق، اتهمت"هيئة علماء المسلمين"في بيان نشر على شبكة الانترنت الاميركيين بالوقوف وراء اعدام الرئيس العراقي السابق، ودعت العراقيين الى إحباط مخططاتهم. وجاء في البيان"أن محاكمة الرئيس العراقي السابق وما تبعها من صدور حكم بإعدامه وأخيراً تنفيذ الحكم فيه على هذا النحو، إنما هو بأمر الاحتلال وتنفيذاً لرغباته وبعض حلفائه في الخارج والداخل". واعتبر البيان"العملية برمتها سياسية محضة لم تراع فيها مصلحة الشعب العراقي ولا قُصد منها إنصافه"، مضيفاً:"ولقد جاء اختيار عيد الأضحى المبارك ظرفًا لتنفيذ الحكم معبراً عن هذه الاعتبارات واعتبارات أخرى مبتناة على ضغائن وأحقاد شتى ورغبات شاذة في الاثارة والاستفزاز". ودعا البيان العراقيين الى"أخذ العبرة من الحدث والحفاظ على الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على من يتربص ببلدنا". وتمنت الهيئة أن يأتي"اليوم الذي يعمد فيه أبناؤنا البررة وليس المحتل إلى تنفيذ الحكم العادل في حق الذين يذيقون اليوم شعبنا العراقي ألوان العذاب، فيقتلون أبناءه ويسرقون خيراته وينتهكون حرماته ويبيعون سيادته، ويفعلون ذلك كله تحت شعارات انقاذ العراق من الظلم وهم أساس الظلم وقوامه". وكانت الصور التي بثت عن اعدام صدام أثارت استياء أعربت عنه صحف ووسائل اعلام عديدة في الدول العربية الخليجية.