سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شنق شقيق صدام ورئيس محكمة الثورة فجراً ومروحية اميركية نقلت جثمانيهما الى تكريت ظهراً . "اعدام عراقي" لبرزان فصل رأسه عن جسمه ... ورغد تدخلت مع العشيرة لتنفيذ وصية البندر
بعد نحو 12 ساعة من اعلان الحكومة العراقية تنفيذ حكم الاعدام شنقاً بكل من عواد حمد البندر، رئيس محكمة الثورة السابق، وبرزان ابراهيم التكريتي رئيس جهاز المخابرات السابق والاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين، فجر امس في غرفة الاعدام نفسها حيث شُنق الرئيس السابق، ذُكر ان جثمانيهما دفنا في العوجة بمحافظة تكريت. وقال المتحدث الحكومي علي الدباغ، في مؤتمر صحافي، ان رأس برزان انفصلت عن جسمه في"واقعة نادرة"، وصفتها شخصيات سنية بالوحشية ...، لدى شنقه الساعة الثالثة صباح الاثنين. وسارع السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل الى القول ان تنفيذ الاعدام"كان مسألة عراقية بحتة لم يكن للاميركيين فيها دور يذكر"مُشدداً على ان الامر كان"اعداماً عراقياً". وذكرت"اسوشييتد برس"ان شريط فيديو الاعدام اظهر ان خمسة حراس كانوا يحيطون ببرزان والبندر وان رأس الاول ظهرت ملقاة على بعد امتار من جسمه. وافادت"رويترز"ان الحكومة لا تريد بث مشاهد العملية وهي اكتفت بعرض الشريط على مجموعة مختارة من الصحافيين. واعلن مصدر في عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين امس وصول جثماني برزان والبندر رئيس المحكمة الثورية على متن مروحية تابعة للجيش الاميركي الى تكريت. وقال المصدر، مفضلاً عدم كشف اسمه، ان"جثماني التكريتي والبندر نقلا من بغداد الى تكريت على متن المروحية للجيش الاميركي بعد ظهر الاثنين". واضاف"توجه عبدالله جبارة، نائب محافظ صلاح الدين وحمد حمود الشكطي، لتسلم الجثمانين بالتنسيق مع الجيش الاميركي في المدينة". تدخل رغد وقال مصدر في مجلس محافظة صلاح الدين ل"فرانس برس"ان رغد صدام حسين اجرت اتصالاً هاتفياً من الاردن مع جباره وطلبت منه"تنفيذ وصية البندر ودفنه قرب والدها". واوضح ان"جبارة ابلغها ان الموضوع يتعلق بموافقة عائلتكم ولم يقطع وعداً بتنفيذ"ذلك. وتابع المصدر"اتصلت بعدها بزعيم عشيرة البيجات، التي ينتمي اليها صدام، وحصلت على موافقته لكي يدفن البندر قرب والدها". وكان الدباغ قال في مؤتمر صحافي دعا اليه لتأكيد تنفيذ الحكم"تم ابلاغ برزان والبندر بأن حكم المحكمة الجنائية العليا سيُنفذ بهما نتيجة للجرم الذي شملهما في قضية الدجيل لارتكابهما القتل العمد والتعذيب والابعاد والنقل القسري والسجن الشديد والافعال اللاانسانية وجرائم ضد الانسانية". واضاف ان"الجرائم لا تنحصر بهذه القضية فأحدهم كان أحد أركان النظام البائد مع المجرم صدام حسين ... لدى حملة اعدامات لمفكرين ومواطنين لم تستثن طائفة ... فضلاً عن ممارسة القتل والابادة الجماعية". واكد ان تنفيذ حكمي الاعدام تم"بحضور قاض وطبيب ومدع عام". وتابع انه"تم ابلاغ جميع الحضور ضرورة الالتزام والسلوك والانضباط واحترام مثل هذه التعهدات خطياً ... وتم الالتزام بتعليمات الحكومة اذ لم يسجل اي هتاف او تعرض للمدانين". وكانت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حاولت فرض تغطية اعلامية لساعات لكن الانباء تسربت. وبعد الغضب الدولي بسبب الهتافات الطائفية الاستفزازية التي وجهت لصدام أثناء اعدامه قبل أسبوعين، والتي أظهرتها لقطات صورت بالفيديو بشكل غير مشروع عن طريق هاتف نقال، أصر الدباغ على أنه"لم يسجل أي خرق أو هتاف أو تعرض المدانين لأي نوع من الاهانة". وعرض التلفزيون الحكومي في بغداد لقطات اظهرت جثة برزان مقطوعة الرأس. وقال بديع عارف، محامي البندر، ان مسؤولين أميركيين طلبوا من عائلة موكله الاستعداد لاستلام جثته. وقالت ابنة برزان لقناة"العربية"التلفزيونية الفضائية انه لم يجر ابلاغها بإعدام والدها. وذكر مسؤولون محليون ان برزان دُفن بالقرب من مدفن صدام في قريتهما العوجة قرب مدينة تكريت الشمالية. وقال المحامي الاردني عصام الغزاوي، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس،"كنا في بغداد الجمعة اي قبل يومين والتقينا مع برزان والبندر ولم يبلغنا احد بموعد تنفيذ حكم الاعدام مع اننا طلبنا حضور ممثل عنا التنفيذ". واضاف"حتى ان المحامي بدر، ابن عواد البندر، موجود حالياً في المنطقة الخضراء في بغداد من اجل متابعة الاجراءات القانونية". وتابع الغزاوي"لقد فوجئنا صباحاً بنبأ تنفيذ الحكم". وكانت العملية مقررة مطلع الشهر الجاري لكنها ارجئت"نظرا للضغوط الدولية والعربية التي اثارها"تسريب شريط يصور عملية اعدام صدام شنقا، وفقا لما اكده مصدر حكومي آنذاك. وبعيد الاعدام، عرضت قناة"العراقية"الحكومية السبت شريطاً صامتا مدته عشرين ثانية للحظات التي سبقت العملية، لكن شريطا غير مرخص يظهر عملية الشنق باكملها عرض على شبكة الانترنت في اليوم التالي ومدته نحو دقيقتين ونصف دقيقة. وعلى رغم نوعيته الرديئة، كشف الشريط ان بعض الحاضرين في القاعة هتف باسم زعيم جيش المهدي الشيعي مقتدى الصدر، كما ان عدداً كبيراً منهم اطلق هتافات مناهضة لصدام في لحظاته الاخيرة. وأثارت هذه الصور التي احرجت المالكي والتحالف الشيعي الحاكم، استياء لدى السنة في العراق وفي عدد من الدول العربية. وفي تكريت 180 كم شمال بغداد، اعلن مصدر رسمي في مكتب المحافظة ان"القوات الاميركية ابلغت عبدالله جبارة وحمد حمود الشكطي، بأنه تم تنفيذ حكم الاعدام بحق البندر والتكريتي فجر اليوم". وأفاد مصدر مقرب من عائلة الرئيس الراحل ان"قوة امنية تابعة لمحافظة صلاح الدين توجهت الى بغداد وتسلمت جثماني البندر وبرزان صباح الاثنين"ونقلتهما الى تكريت. واشار المصدر الى ان البندر"أوصى بدفنه قرب صدام"حسين. وقال محافظ صلاح الدين، مسقط رأس صدام ل"رويترز"، ان برزان دُفن في العوجة قرب تكريت الشمالية حيث ولد صدام ودفن هناك قبل أسبوعين. ورقد جثمان برزان بالقرب من عدي وقصي ابني صدام اللذين قتلتهما القوات الاميركية العام 2003 وليس في المكان الذي دفن فيه صدام وأصبح مزاراً لآلاف من المعزين. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا بإلحاح السبت الماضي الحكومة العراقية الى تعليق تنفيذ احكام الاعدام وسط جدل دولي حاد اثاره ما تسرب عن عملية اعدام صدام. كما دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة لويز اربور السلطات الى عدم تنفيذ حكم الاعدام ببرزان والبندر مشيرة الى وجود مخالفات في محاكمة صدام حسين. ابتهاج في النجف وفي النجف تظاهر مئات من السكان ابتهاجا باعدام برزان والبندر وانطلق المتظاهرون على وقع الطبول من امام مقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في المدينة وحمل بعضهم اعلاما عراقية ورايات اسلامية فضلاً عن صور المراجع الشيعية. وتخللت التظاهرة هتافات منها"برزان انعدم ... موتوا يا بعثية". وقال هاشم السيلاوي 42 عاما احد المشاركين في التظاهرة ان"اعدام المجرمين اعادة للحق الى نصابه". واضاف ان"تنفيذ الاعدام اثلج صدور عائلات الشهداء الذين قتلهم ازلام النظام السابق ... هذا ما كنا ننتظره جميعا بفارغ الصبر". مريض السرطان وقال سليم الجبوري، وهو عضو بارز من العرب السنة في البرلمان، لرويترز ان مرض السرطان الذي كان يعاني منه ربما أضعف جسم برزان وأدى الى انفصال جسده عن الرأس لكنه أكد أن لديهم شكوكاً ويريدون سؤال خبراء وأطباء ما اذا كان من الممكن أن ينفصل الرأس عن الجسم. وانتقد عزام صالح عبدالله زوج ابنة برزان متحدثا من اليمن الى قناة"الجزيرة"الفضائية الحادثة مشيراً الى أن الشيعة يسعون للانتقام. وفي تكريت، مسقط رأس صدام وبرزان، رُفعت لافتة سوداء على المسجد الرئيسي الذي أطلق عليه اسم صدام، كتب عليها"اهالي تكريت ينعون موت الشهيدين... اللذين قتلا بأياد طائفية". وقال أحمد مصطفى، وهو طالب في مدينة الموصل شمال البلاد،"لا يمكن في حالة الشنق ان ينفصل الرأس عن الجسد وأنا متاكد أنهم قاموا بالتمثيل بالجثث بعد عملية الشنق"متهماً الحكومة بأنها"تريد أن تمتص دم الشعب". وتؤكد المؤلفات التي تتناول تنفيذ أحكام الاعدام على أن انفصال الرأس عن الجسد أمر محتمل خلال الشنق. لكن الاعتراف بأن برزان لاقى هذا المصير أثار شكوكا ومشاعر غضب خاصة في تكريت. وقال عبدالله جبارة، نائب محافظ صلاح الدين،"الناس ممتعضون للطريقة التي أعدم بها برزان لفصل الرأس عن الجسد". وفي تونس قال المحامي احمد الصديق، أحد اعضاء فريق الدفاع عن صدام ومساعديه امس انه فوجىء بتنفيذ حكم الاعدام في المسؤولين البعثيين السابقين الذي وصفه بأنه"اعدام للقانون". كما وصف قصة انفصال رأس التكريتي عن جسمه عند شنقه"بالعجيبة والغريبة". وقال المحامي التونسي في اتصال مع وكالة"فرانس برس""كنت على اتصال امس الاحد مع محامي بندر والتكريتي ولم يكن لديهما علم واشعار بتنفيذ الحكم الاعدام في حقهما". واشار الى ان"الحكومة العراقية ما زالت تمارس سياسة الهروب الى الامام فى التعامل مع موضوع الاعدام بمنطق التشفي دون احترام الاجراءات القانونية وأولها اعلام محامي من سيتم فيه تنفيذ الحكم". واعتبر الصديق ان"كل الخروقات التى حصلت قبل فجر الثلاثين من كانون الاول الماضي اعدام صدام وحتى فجر امس تشكل إعداما للقانون"، ورأى في ذلك"خطراً فادحاً سيؤثر في اجيال من العراقيين والعرب والمسلمين لاحقا". قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو انه ليس من حق اي انسان أن يسلب انساناً آخر حياته وأيد النداءات بأن تفرض الاممالمتحدة حظراً على عقوبة الاعدام. وقال باروزو، معقباً على اعدام برزان والبندر انه يؤيد حملة ايطاليا بأن تعلق الاممالمتحدة العمل بعقوبة الاعدام. واضاف"انني مؤمن بقيمنا الاوروبية وأنتهز هذه الفرصة لاشكر ايطاليا على كل المبادرات التي أعلنتها بحيث نستطيع في اطار الاممالمتحدة العمل معاً لوضع نهاية لعقوبة الاعدام". وفي لندن اكدت بريطانيا مجدداً امس معارضتها لعقوبة الاعدام. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ل"فرانس برس"كما قالت وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت في الثلاثين من كانون الاول"لا تؤيد الحكومة البريطانية تنفيذ عقوبة الاعدام في العراق او أي بلد آخر". واوضح المتحدث"منذ اعدام صدام حسين اكدنا معارضة الحكومة البريطانية لعقوبة الاعدام". واضاف"لكن هذا القرار يعود في النهاية الى حكومة ذات سيادة"، رأت ان"المسؤولين برزان التكريتي وعواد البندر ادينا بارتكاب جرائم ضد الانسانية والقضاء العراقي أخذ مجراه".