يعبّر جنود أكراد تابعون لثلاثة ألوية من المقرر ان تشارك في حفظ الامن في بغداد عن القلق حيال مهماتهم، اذ يعلن بعضهم رفضه الانخراط في "الصراع الطائفي" بينما يتساءل آخرون عن "جدوى" ذلك كونهم "غرباء" لا علاقة لهم بما يحدث. وهناك ثلاثة ألوية "كردية" تابعة للجيش العراقي متمركزة في اربيل والسليمانية ودهوك، يتراوح عديد كل منها بين ثلاثة واربعة الاف. وغالبية عناصر هذه الالوية كانوا من البيشمركة لكنهم التحقوا بالجيش بعد حرب العراق. وكان وزير شؤون البيشمركة في اقليم كردستان شيخ جعفر الشيخ مصطفى اعلن الاثنين ان"الوية كردية تابعة للجيش العراقي ستشارك في عملية حفظ الامن"في بغداد. وقال سعدي كريم 23 عاما الجندي في اللواء الاول للمشاة ان ارسال"قوات سابقة من البيشمركة الى بغداد محاكاة وتقليد للسياسات المزيفة لنظام الرئيس الراحل صدام حسين الذي كان يرسل الجنود العرب من الجنوب الى الشمال". واضاف"من الواضح ان صدام فشل في تلك المهمة ولم يستطع السيطرة على كردستان ...، لدي احساس باننا سنواجه المصير ذاته ... لا دخل لنا في ما يجري بينهم من مشاحنات كما اننا لا نعرف بغداد بشكل جيد". ومن المقرر ان تشارك كتائب من اللواء الاول في خطة أمن بغداد. ويبدو ان سكان الاقليم لا يحبذون ارسال الوية كردية الى بغداد ويستغربون تصريحات المسؤولين الاكراد حول استعدادهم للمساهمة في استتباب الامن هناك والعمل مع الاجهزة الامنية. وتسري شائعات غير مؤكدة حول تخلي عشرات الجنود الاكراد عن الخدمة منذ سماعهم خبر نقلهم الى بغداد. وبدوره، يؤكد فاروق توفيق وهو من عناصر البيشمركة سابقا وانخرط في صفوف الجيش العراقي قبل عامين ان"جميع زملائه يعارضون بشدة نقلهم الى بغداد"، مبررا رفضهم المشاركة ب"الخوف من ان يكونوا هدفا ثمينا لاعداء الاكراد في العراق". ويضيف ان"القادة وغالبية الجنود لا يتحدثون اللغة العربية كما انهم يجهلون التقاليد والأعراف السائدة في وسط العراق او جنوبه". ويتساءل هذا العسكري عن جدوى"ارسالنا الى منطقة نحن غرباء فيها لا نعرف عنها الا النذر اليسير عن طريق وسائل الاعلام". من جهته، قال سامي عبدالله الجندي في لواء السليمانية"نحن جنود نخضع للاوامر وليس باستطاعتنا عصيان اوامر قيادتنا. لكن اذا كان لدينا خيار فنحن نرفض القتال في بغداد لاننا غرباء عن القوى العربية والمذهبية ولا نستطيع ان نصبح حكما بينهم". ويبرر معظم الجنود الرافضين المشاركة في خطة امن بغداد خطوتهم بانهم انضموا الى"الجيش للدفاع عن كردستان واهالينا في الشمال وليس لقتال الميليشيات والقوى المذهبية المتمردة ضد الاميركيين والشيعة والسنة في العراق". لكن اللواء انور دولاني وهو مقاتل قديم في صفوف البيشمركة واصبح قائدا لاحد الالوية التابعة للجيش العراقي بعد سقوط النظام السابق ويستعد حاليا لنقل بعض كتائب لوائه الى بغداد، يقول"نحن عسكر ونلبي اوامر وزارة الدفاع ونكون في المنطقة التي تريدها". واضاف"لا شأن لنا بما يقوله الناس عنا". واعلن وزير شؤون البشمركة في حكومة اقليم كردستان الشيخ جعفر شيخ مصطفى ان القوات التي تشارك في خطة امن بغداد كانت من البيشمركة سابقا لكنها الآن تحت إمرة الحكومة المركزية ووزارة الدفاع. وقال"قبل البدء بتنفيذ خطة امن بغداد، كانت هناك كتائب من تلك الألوية تؤدي مهمات قتالية وعسكرية في كركوك ... واجبها الدفاع عن العراق الفيديرالي".