تشهد الخارجية الأميركية موجة استقالات في صفوفها أدخلتها، بحسب بعض الخبراء، في "حال من الفوضى" أمام عجز الوزيرة كوندوليزا رايس عن ضبط الوضع. وتحولت الأنظار نحو نائبها الجديد جون نيغروبونتي الذي يتوقع ان يتولى تعيين بدائل لهم. وأوردت تقارير اعلامية أميركية ان ثلاثة مسؤولين في الخارجية يستعدون للاستقالة من مناصبهم قبل نهاية الشهر، وهم مساعد رايس لشؤون التسلح روبرت جوزيف الذي يلعب دوراً محورياً في الملف الايراني، ومنسق شؤون مكافحة الارهاب هنري كرامبتون، ونائب مساعد رايس للشؤون العسكرية جون هيلن. وسبق هؤلاء الى الاستقالة مستشار الوزيرة فيليب زيليكو، وقبله نائبها بوب زوليك لخلافات مع نيكولاس برنز مساعد الوزيرة. وتوقعت مصادر مسؤولة، تحدثت الى"الحياة"، عن ان تغييرات ديبلوماسية في سفارات شرق أوسطية ستتم في الشهور الأربعة المقبلة، أبرزها في الكويت والامارات العربية المتحدة ولبنان. وسيتولى نيغروبونتي، بعد موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه، مهمة انهاء الفوضى الادارية في الوزارة وتنظيم المهمات وتعيين مسؤولين جدد. وكان زوليك، سلف نيغروبونتي، فشل في هذه المهمة، بعد خلافات له مع برنز أقرب المساعدين الى رايس. ورصد خبراء أوجه الاختلاف بين نيغروبونتي الصارم الشخصية، الذي سيتسلم ملفات الصين وكوريا الشمالية وجوانب من الملف العراقي، وزوليك الذي اكتفى بملف دارفور والصين بعدما خطف منه برنز الملف الايراني. وقال الصحافي اليميني بوب نوفاك، في مقال أخير له في صحيفة"واشنطن بوست"، إن التوجه السياسي لنيغروبونتي وخلفيته الديبلوماسية العريقة وعمله في ادارات متلاحقة رونالد ريغان وبوش الأب وبيل كلينتون، كل ذلك يجعل منه رافضا لتهميش دوره في الخارجية مثل زوليك. ونقل نوفاك عن مصادر ترجيحها أنه قد يسعى الى تولي حقيبة الخارجية في حال انتقال رايس الى منصب آخر. لكن صحيفة"نيويورك تايمز"نشرت أن الوزيرة ستولي المزيد من الأهمية لعملية السلام في الشرق الأوسط، فيما سيتكفل نائبها بملفات أخرى. وفي موازاة التغييرات في الخارجية، تجري عملية اعادة هيكلية لفريق وزارة الدفاع البنتاغون مع تسلم روبرت غيتس المنصب. وتعكس معظم التعيينات الجديدة، العسكرية والمدنية، الحد من نفوذ تشيني في الوزارة، الذي بدأ يتضاءل مع خروج شخصيات قريبة الى نائب الرئيس، أبرزها جون بولتون من الأممالمتحدة ليحل محله زلماي خليل زاد، ورحيل الوزير دونالد رامسفيلد ومساعده ستيفن كامبون. لكن نفوذ تشيني في البنتاغون، لا يزال يعتمد على الرجل الثالث في الوزارة أريك أدلمان ومدير الهيئة السرية حول ايران أبرام شالسكي. وسيسعى نائب الرئيس تعيين أشخاص قريبين اليه في الخارجية، كما يشاع عن عودة ابنته اليزابيث الى الخارجية كمستشارة لرايس، بعدما تركت الوزارة في ربيع 2006، لأسباب شخصية.