حتى لا نبقى طويلاً"أسرى"الكانتونات وحواجزها الپ600، في نابلس ومعبر حواره، رام الله وبوابات قلنديا وبيتونيا وبير زيت، والقدس تتقطع في بيت حنينا والرام وكفر عقب وبير نبالا وسلوان، والخليل وبيت لحم تحت حراب مستوطني كفار عصيون وكريات أربع وتصبح منطقة الأغوار"أراضي حرام"وندور في فلك المستوطنات عمالاً وتجاراً وحملة بطاقات لذوات أو أصحاب هامة أو مهمات! وحتى لا تصبح ثقافة"السجن"لغة هويتنا ونظام الحصص في علاقاتنا ومقياس الحكم على وطنيتنا لجيل من الشبان ولدوا خلال أربعين سنة من الاحتلال والقمع والظلم! وحتى لا تنفصل غزه في"كيان لحماس"والضفة من دون القدس في كيان لكل الناس! وحتى لا تنفرد"نجمة داود"في التحكم بأقدارنا في القدس، أو ننسخ قاموس العولمة في الإرهاب الفكري، والتخوين الوطني والتكفير الديني بديلاً من تاريخنا الوطني وتراث عروبتنا وأصول عقيدتنا الإسلامية والمسيحية. أرجوكم لا تحرّفوا"سورة يوسف"التي عرفناها ب"أحسن القصص"، أو تخلطوا بين"صورة يوسف"المجتهد عندما أخطأ وله حسنه، أو المجتهد الذي أصاب فكانت له حسنتان! أو تلطخوا قميص أحد منهما"بدم كذب". أرجوكم لا تغرقوا في تفاصيل سيرة ملائكة أو شياطين جنيف الاولى أو الثانية، فلكل حدث رواته وشركاؤه وتجاره ومنافسوه وشهوده، وأيضاً أجله، فپ"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم"! أرجوكم لا تَظلموا فتُظلموا، ولكن أصلحوا ذات بينكم، صالحوا وتصالحوا مع أنفسكم حتى يعود الأمن والأمان للناس، تصافحوا ولا تعانقوا في نفاق، ولعلكم تسجدون في"صلاة توبة"عند الحرم الإبراهيمي في الخليل، أو تضيئون أكثر من شمعة في كنيسة المهد في بيت لحم، أو تذهبون معاً الى"صلاة دعاء"عند مزار ياسر عرفات في رام الله لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. أرجوكم لا تحرقوا"الجسور"التي سار عليها السابقون ويبحث عنها اللاحقون أو"تقطعوا الأصابع"قبل"التوقيع"على أوراق غير رسمية أو تعتقدوا بأن لدى"السجان"إكراميات أو تعويضات! وحتى لا تصبحوا على ما فعلتم نادمين! أرجوكم عندما تذهبون الى القاهرة أو عمان أو طهران منفردين و"ممثلين منتخبين"، تحدثوا عن بيت حانون وجنين، عن الفقر والبطالة، عن الحصار والجدار، عن حاجات الناس، إسكاناً وصحة وتعليماً وكهرباء ومياهاً، لا عن حكومة بشروط أو انتخابات مبكره أو استفتاء ولو بعد حين، وأيضاً ماذا أعددتم لحياتنا"ما بعد"الجدار؟ أرجوكم لا تسقطوا القدس في مستنقع خلافاتكم، بل تعالوا الى"كلمة سواء بيننا وبينكم"بعيداً من حبال التمنيات وزيف الشعارات، ففي القدس مقدساتنا وتراثنا وهويتنا ومستقبلنا، أهلها، مسلمون ومسيحيون، أهل رباط صامدون، مهما طال الزمن وغاب العتاب عليكم ومنكم، فالشكوى لغير الله مذلّة! الدكتور مهدي عبدالهادي - القدسالمحتلة - بريد الكتروني