سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارضة تتحدث عن "معركة طويلة" ولا تستبعد اضراباً عاماً يواكب "باريس - 3" . لبنان : بداية متواضعة ل "الاعتصامات المتنقلة" والسنيورة يتهم سورية بالضلوع في التحريض
بدأ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة هجومه الديبلوماسي المضاد لتأمين مزيد من الدعم العربي والدولي لمؤتمر "باريس - 3" والتحضير لجولته العربية التي تسبق المؤتمر في موازاة تدشين المعارضة، ومعها الاتحاد العمالي العام، برنامجها التصعيدي في اعتصام سلمي متواضع نفذ امام احد مكاتب وزارة المال احتجاجاً على الورقة الإصلاحية للحكومة المتوقع ان تقدمها الى المؤتمر الذي سيعقد في العاصمة الفرنسية في 25 الجاري، وإصراراً على مطالبة المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية. راجع ص 7 و8 وفيما بدأ الاعتصام امام احد مكاتب وزارة المال امس رمزياً، ولم يشارك فيه اكثر من ألفي شخص وسط حراسة مشددة فرضتها وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، كان السنيورة باشر لقاءاته مع سفراء الدول العربية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، اضافة الى الدول المانحة التي ستشارك في"باريس - 3"، موضحاً لهم ما أنجزته الحكومة من تحضيرات للمؤتمر من خلال المشاريع التي أعدتها في ورقتها الإصلاحية، وشارحاً الأسباب التي حالت دون نجاح المبادرة العربية التي طرحها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. كما غمز من قناة النظام السوري، متهماً إياه، كما قالت مصادر وزارية ل"الحياة"بأنه وراء التحريض على التصعيد السياسي، ومحذراً من خطورة استمراره لما ستكون له من انعكاسات سلبية على لبنان. وعزت قوى معارضة سبب عدم الحشد للاعتصام الى انها ارتأت بعد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء ان يقتصر على عدد محدود من شأنه ان يغطي المساحة التي يقع فيها احد مكاتب وزارة المال، وذلك التزاماً منها بالوعد الذي قطعته على نفسها امام قيادة الجيش اللبناني، بعدم قطع الطرق او التسبب في اعاقة وصول الموظفين الى مكاتبهم، اضافة الى منع الدخول الى المكاتب وعدم الإفساح في المجال للاعتداء على الأملاك العامة والخاصة. لكنها اضافت ان المعركة مع الحكومة ما زالت طويلة، اذا لم يلح في الأفق ما يدعو الى التفاؤل بحصول اختراق يعيد التواصل للبحث في تسوية شاملة للأزمة الراهنة. وأضافت ان"المعارضة ارادت من خلال الاعتصام تمرير رسالة الى الأكثرية وعبرها الحكومة فحواها انها قادرة متى شاءت على ملء الساحات، لكنها رغبت في ان تضفي على الاعتصام الطابع النقابي منعاً للاستغلال وتصوير"حزب الله"بأنه كان وحده القوة الضاربة المسيطرة على الساحة". وقالت ان برنامج الاعتصامات المتنقلة سيستمر، من دون ان تستبعد اللجوء الى خطوة تصعيدية جديدة، تتمثل بالدعوة الى الاضراب العام لينفذ مع اقتراب موعد مؤتمر"باريس - 3". ولفت الى هذا الأمر رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن في كلمته الى المعتصمين، عندما قال ان الاعتصام امس"ليس نهاية الطريق ونحن متأكدون من ان جرس الإنذار الذي قرعناه باسم الكادحين الموجوعين والصابرين، لن نفلته من ايدينا ان لم يُسمع صوتنا وتلبَ مطالبنا وتتراجع الحكومة عن ورقتها الاقتصادية الى باريس - 3". في غضون ذلك، التقى السنيورة امس السفيرين السعودي عبدالعزيز خوجة والمصري حسين ضرار، في لقاء مشترك تمحور حول ما آلت إليه الاتصالات العربية والدولية لإيجاد مخرج من الأزمة اللبنانية، اضافة الى التحضير لجولته العربية المرتقبة، والتي ينتظر ان تبدأ بزيارته السعودية ومصر. ثم التقى السنيورة السفير الروسي سيرغي بوكين الذي اكد ترحيب موسكو بعقد مؤتمر"باريس - 3"، وقال:"كنا نشارك دائماً في كل المؤتمرات المؤيدة للبنان". وعلمت"الحياة"ان لقاءات السنيورة مع سفراء الدول الكبرى تجاوزت التحضيرات ل"باريس - 3"الى التحذير من خطورة استمرار التصعيد في الداخل وانعكاساته السلبية على لبنان، محملاً النظام السوري مسؤولية مباشرة إزاء التحريض على السلبية، وقطع الطريق على اللبنانيين للتفاهم على مخرج اعتبر - كما تقول مصادر وزارية - انه كان يشكل حلاً مشرّفاً للأزمة، وحظي برعاية موسى الذي تمكن من بلورة مبادرة لم يكتب لها النجاح ولأسباب معروفة، وتكمن في رفض سورية للمحكمة الدولية. وبحسب المعلومات فإن السنيورة شن هجوماً مضاداً على المعارضة، بسبب موقفها من الورقة الإصلاحية التي كان للوزراء الشيعة المستقيلين دور في إعداد مشاريعها الإصلاحية، خصوصاً مشروع خصخصة الكهرباء في لبنان. اجتماع فرنسي في باريس، وصف مصدر فرنسي مطلع على أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر"باريس - 3"البرنامج الإصلاحي للحكومة اللبنانية بأنه وثيقة جدية، وعمل أنجز مع المؤسسات المالية الدولية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين نظما بعثات زارت لبنان وعملت فيه. وذكر المصدر ان ما تغير منذ بدء العمل على هذه الخطة الاقتصادية هو إدارة نتائج الحرب الإسرائيلية على لبنان التي اعادت البلد عشر سنين الى وراء، ما اجبر الحكومة على تأجيل تبني إجراءات ضريبية ضرورية. وأشار الى ان الأسئلة المطروحة عشية"باريس - 3"تتناول ما سيتفق عليه بين لبنان وصندوق النقد الدولي، علماً ان الصندوق لم يكن داعماً للبنان خلال"باريس - 2"، والتطور في موقفه إيجابي ومهم جداً. وتوقع مسؤول مالي عربي ان يحصل لبنان على مساعدة بالنسبة لاستحقاق دينه الذي يقدر بنحو ثلاثة بلايين دولار لهذه السنة، بفائدة منخفضة وعلى المدى الطويل، ما يسمح للبنان بأن يعيد الى السوق ثلاثة بلايين دولار وألا يسحبها من المصرف المركزي. وذكر ان البند الثاني الذي سيركز عليه"باريس - 3"هو خصخصة الكهرباء والتوصل الى نوع من مذكرة تفاهم مع الدول والمؤسسات المانحة لتقديم بليونين أو ثلاثة بلايين دولار للبنان مقابل تعهده تلك الخصخصة. وعقد امس اجتماع على مستوى مسؤولي وزارات المال والخارجية ورئاسة الحكومة الفرنسية للبحث في مستوى الالتزام الفرنسي بمساعدة لبنان. وعلمت"الحياة"ان الرئيس جاك شيراك سيترأس جلسات"باريس - 3"، وقرر حضور جلسات المؤتمر طيلة النهار. مصر تحذر وفي القاهرة رويترز، حثت مصر قوى سياسية لبنانية على الامتناع عن اعمال يمكن ان تعتبر استفزازا طائفيا. وحذر وزير الخارجية احمد ابو الغيط في بيان مكتوب من عواقب وخيمة اذا وقع"انجرار القوى السياسية اللبنانية الى حسابات خاطئة". وقال البيان ان وزير الخارجية"شدد على اهمية الامتناع عن اية تحركات يمكن للجماهير المستنفرة منذ فترة ان تفهمها باعتبارها استفزازا طائفيا."واضاف ان على اللبنانيين ان يحاولوا الاستفادة من ميزة الدعم الدولي المعروض"بالاسلوب الذي يساعد جميع اللبنانيين على مواجهة المصاعب التي نتجت عن حرب الصيف الماضي".