يُعتبر السفير الاميركي الحالي في باكستان راين كروكر 57 عاما، الذي اختارته واشنطن لتمثيلها في العراق، من اختصاصيي الشرق الاوسط الاكثر حنكة في وزارة الخارجية الاميركية واعتاد العمل في اوضاع خطيرة. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للصحافيين، لدى اعلانها تعيينه، ان "راين كروكر معروف ويحظى بالاحترام داخل الحكومة وفي الشرق الاوسط والعالم وهو يتقن لغة المنطقة وثقافتها ويعرف قادتها ومجتمعها". واضافت ان كروكر"سيعمل بفاعلية مع مسؤولينا العسكريين مثلما فعل في باكستان وسيتعاون مع شركائنا في الائتلاف وسيتعاون بشكل جيد مع الحكومة العراقية الجديدة". وامضى الديبلوماسي، الذي يتكلم العربية بطلاقة، كل حياته المهنية تقريباً في المنطقة حيث عين في السبعينات في مناصب عدة لا سيما في ايران وقطر والعراق ومصر. وكان يعمل في منصب ديبلوماسي في بيروت عندما تعرضت السفارة في نيسان ابريل 1983 لعملية انتحارية اوقعت 63 قتيلا بينهم 17 اميركياً. وبعد ستة شهور وقعت عمليتان انتحاريتان اخريان استهدفتا قاعدة للمارينز واخرى للمظليين الفرنسيين وأسفرتا عن اكثر من 300 قتيل بينهم 241 اميركياً و28 فرنسياً. غير ان كل هذا لم يمنع كروكر من العودة الى لبنان حيث عُين سفيراً بين 1990 و1993 قبل الانتقال الى الكويت 1994 -1997 ثم الى سورية 1998 -2001 فإلى واشنطن مجدداً بصفة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط بين آب اغسطس 2001 وايار مايو 2003. وارسل في اطار هذه المهمات مرة اولى الى بغداد بصفته اول رئيس لسلطة الائتلاف الموقتة قبل ان يحل محله بعد شهرين بول بريمر. وقلد كروكر وساماً على شجاعته بعدما اعاد فتح السفارة الاميركية في كابول العام 2001 اثر سقوط نظام طالبان وهو سفير لدى باكستان منذ تشرين الاول اكتوبر 2004. وكروكر رياضي يواظب على الهرولة يومياً أيا كانت البيئة الامنية ويصفه زملاؤه بأنه شخصية خجلة خلافا لسلفه زلماي خليل زاد الذي يتمتع بحضور كبير. ولد راين كروكر في 19 حزيران يونيو 1949 ونشأ خارج الولاياتالمتحدة اذ كان والده يخدم في سلاح الجو الاميركي فاقام على التوالي في المغرب وكندا وتركيا قبل العودة الى مسقط رأسه في ولاية واشنطن شمال غرب لاتمام دراسته. وهو متزوج من سكرتيرة سابقة في السلك الدبلوماسي التقاها العام 1979 حين كان كلاهما يعمل في بغداد.