تستقبل الكويت في منتصف أيلول سبتمبر المقبل السفير الأميركي الجديد ريتشارد ليبارون، وسط اعتراضات من نواب إسلاميين كويتيين على قبول الحكومة الكويتية به كونه عمل نائباً للسفير الأميركي في تل أبيب قبل ترشيحه للكويت. وكانت الكويت رفضت قبل عشرين عاماً - للسبب نفسه - سفيراً رشحته واشنطن لها. وقال الملحق الإعلامي في السفارة الأميركية مارك سترو ل"الحياة" إن "السفارة تتوقع وصول ليبارون في منتصف أيلول تقريباً". وأوضح أنه "اختير سفيراً إلى الكويت لأنه أحد أكثر العاملين في الخارجية الأميركية خبرة في قضايا الشرق الأوسط". وتابع: "أما كونه عمل في إسرائيل، فهو عمل أيضاً قبلها في مصر، وهذان من أكثر بلدان الشرق الأوسط أهمية بالنسبة للولايات المتحدة، واختياره للكويت الآن يعكس عزم الرئيس جورج بوش على اختيار ديبلوماسيين ذوي معرفة جيدة وخبرة للعمل في المنطقة، خصوصاً الكويت التي هي حليف مهم للولايات المتحدة". وأشار سترو إلى أن ليبارون ليس الديبلوماسي الأميركي الأول في الكويت ممن عملوا سابقاً في إسرائيل، ف"السفير السابق للكويت جيمس لاروكو كان عمل لدى البعثة الأميركية في تل أبيب وكان موضع تقدير الكويتيين خلال فترة خدمته في السفارة الأميركية بالكويت". وكان نواب في مجلس الأمة البرلمان الكويتي من اتجاهات إسلامية مختلفة، طالبوا الحكومة الكويتية أخيراً عدم قبول السفير ليبارون، تعبيراً عن رفض الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، غير أن مصادر حكومية قالت إن هذا الأمر غير وارد على الاطلاق، نظراً إلى العلاقة المتميزة التي تربط الكويتبالولاياتالمتحدة، خصوصاً أن الكويت ترى أنها تقوم بكل الخطوات اللازمة لدعم قضية فلسطين ودعم صمود الشعب الفلسطيني حتى انهاء احتلال أراضيه. أما الناطق باسم "الحركة السلفية" الدكتور حسين السعدي فقال ل"الحياة" امس انه لا يرى في الاعتراضات على السفير القادم من تل ابيب "سوى مسألة شكلية، فالسفير سيمثّل الولاياتالمتحدة التي تقدم كل الدعم لاسرائيل والتي هي مسؤولة عما يرتكبه اليهود من جرائم وارهاب، وكون سفيرها جاء من فلسطينالمحتلة او من اي بلد آخر أمر غير ذي شأن، ودول المنطقة للاسف فاقدة للسيادة امام الادارة الاميركية". ويأتي تعيين ليبارون خلفاً للسفير ريتشارد جونز الذي عُيّن العام الماضي اضافة الى عمله في الكويت مساعداً لرئيس الادارة المدنية الاميركية السابق في العراق بول بريمر. وليبارون هو السفير الاميركي الخامس في الكويت منذ ان قادت الولاياتالمتحدة حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 بعد كل من ادوارد غنيم وراين كروكر وجيمس لاروكو وريتشارد جونز. وكانت الكويت رفضت في منتصف الثمانينات قبول سفير رشحته الخارجية الاميركية للكويت كونه شغل منصباً في السفارة الاميركية في اسرائيل، واعتبر قرار الكويت حينها جريئاً وغير معهود بالنسبة لدولة من دول العالم الثالث. واصدر رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقتها بياناً اشاد فيه بقوة بالموقف الكويتي، وترافق رفض ذلك السفير مع حادثة اخرى طردت فيها الكويت القنصل الاميركي لدى الكويت وهي امرأة قامت باستصدار جوازات سفر لأطفال كويتيين بطلب من امهم الاميركية ما مكّنها من تهريبهم خارج الكويت خلافاً لأمر قضائي منح حضانة الاطفال لأبيهم الكويتي.