تبادل منفذو حكم الاعدام في الرئيس العراقي السابق صدام عبارات استفزازية معه، فيما استعدوا لإعدامه، وأخذوا يرددون اسم رجل دين شيعي مناهض للولايات المتحدة، اتهم عملاء النظام السابق بقتله. وروى نائب محافظ صلاح الدين كيف نقل جثمان صدام من بغداد الى قريته العوجة، بعدما وافقت السفارة الأميركية على ذلك؟ وانتشرت لقطات مروعة لمشهد الاعدام صورها شاهد باستخدام هاتف محمول او كاميرا أخرى منخفضة الجودة على شبكة الانترنت بعد يوم واحد من اعدامه. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن شهود قولهم ان أحد حراس صدام الملثمين صاح غاضبا قبل الاعدام مباشرة:"لقد دمرتنا وقتلتنا. جعلتنا نعيش في فقر مدقع". ورد صدام:"لقد أنقذتكم من الفقر المدقع والبؤس ودمرت أعداءكم الفرس والاميركيين". وأفادت الصحيفة أن الحارس رد عليه:"لعنك الله"فرد صدام قائلاً:"لعنك الله". وأظهر تسجيل فيديو على شبكة الانترنت مدته نحو دقيقتين ونصف الدقيقة سقوط صدام عبر باب في أرضية المشنقة، فيما كان يردد الشهادتين. وانتهت عملية الاعدام حين كان يقول"أشهد أن محمداً...". وظهر صدام وهو يعدم مفتوح العينين. وحمل تسجيل الفيديو الجديد تعليقات لشهود أول من امس السبت وفيها أن الرئيس السابق 69 عاماً والذي بدا هادئا رابط الجأش بدى وقوفه على منصة المشنقة، مرددا شعارات سياسية غاضبة، فيما كان الحراس الملثمون يدخلونه الى غرفة الاعدام. وفي احدى المراحل أمكن سماع صوت يهتف"مقتدى... مقتدى... مقتدى"في اشارة الى الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي قتل والده آية الله محمد صادق الصدر عام 1999 على أيدي عملاء صدام على الارجح. وذكرت الصحيفة أن أحد الحراس هو الذي ردد اسم الصدر. ويتزعم الصدر الإبن حالياً حركة سياسية قوية وميليشيا"جيش المهدي"التي تنحي عليها واشنطن والسنة باللائمة في ادارة فرق الموت. وقد يذكي وجود أنصار للصدر بين منفذي حكم الاعدام الاتهامات التي يوجهها محامو الرئيس السابق وأنصاره بين السنة أن العملية برمتها"عدالة المنتصر". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نائب محافظ صلاح الدين عبدالله حسين جبارة روايته لتفاصيل نقل جثمان صدام بعد إعدامه، من بغداد الى قريته العوجة قرب تكريت في شمال بغداد حيث دفن فجر أمس. وقال جبارة:"بعد المصادقة على تنفيذ حكم الاعدام، قام محافظ صلاح الدين حمد حمود الشكطي وأنا نائبه، الاسبوع الماضي، بالتوجه الى بغداد حيث تم لقاء مع طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي ووزير الداخلية العراقي جواد البولاني والمستشار السياسي للسفير الاميركي في بغداد حيث نوقشت معهم اجراءات تنفيذ حكم الاعدام". واضاف:"طلبنا ان نعطى فترة لا تقل عن ثلاثة ايام قبل تنفيذ الحكم للاعداد الاداري وطلبنا معاملة الجثمان كرئيس سابق للعراق". وتابع:"صباح السبت اول ايام العيد علمنا بتنفيذ حكم الاعدام واغلقت الحكومة العراقية تكريت لمدة أربعة أيام". واضاف:"بعد ذلك جرت اتصالات بين محافظ صلاح الدين ورئاسة الوزراء لدفنه في تكريت حسب طلب العائلة واستمرت هذه الاتصالات الى بعد الظهر حين تم إعلامنا وعلي الندا رئيس عشيرة البيجات التي ينتمي اليها صدام بضرورة السفر الى بغداد لتنظيم هذه العملية". وتابع:"تم تأمين طائرة وصلت بنا الى بغداد والتقينا عبدالكريم العنزي وزير أمن سابق ومستشارين لرئيس الوزراء نوري المالكي وتم التفاهم مع هؤلاء الذين كان عندهم هاجس الامن وانعكاس ذلك على محافظتنا لانهم حريصون على ألا تحصل هناك فوضى وألا يقع ضحايا". واضاف:"بعد المناقشة اقتنع المجتمعون معنا بطلبنا فذهبوا الى المالكي ثم ابلغونا انه وافق وأوعز بتسليم الجثمان لنا". وزاد:"ذهبنا بعدها للاتصال بالجانب الاميركي لتأمين طائرة واستغرق الأمر وقتاً أكثر مما هو متوقع، لأن الأمر استلزم موافقة الخارجية الاميركية وحتى الرئيس الاميركي جورج بوش شخصياً حسب ما علمنا، ثم وقعنا على وثيقة تسلم الجثمان واطلعنا شخصيا نحن الثلاثة محافظ صلاح الدين ونائبه والشيخ علي الندا رئيس عشيرة البيجات على ان الرئيس السابق عومل وفق القانون ولم نشاهد اي اعتداءات جسدية على جثمانه فقط كانت هناك كدمة على وجهه جراء الاعدام". وقال:"تأكدنا من قيام رجل دين سني بغسل جثمانه وتكفينه والصلاة عليه حيث كان الجثمان محفوظا في مكان قريب من رئاسة الوزراء ولم تستغرق عملية احضاره سوى دقائق". واضاف:"رافقنا الجثمان من مقر مجلس الوزراء الى حيث الطائرة التي اقلتنا الى تكريت فوصلنا الى قاعدة جوية ثم اقلتنا سيارة شرطة الى قرية العوجة مسقط رأس صدام حيث وجدنا ابناء العشيرة في الانتظار".