كادت مأساة الغواصة النووية الروسية"كورسك"تتكرر امس، عندما وقع عطل فني على متن احدى الغواصات النووية الروسية أسفر عن اندلاع حريق ضخم داخل أحد قطاعات الغواصة، ولقي بحاران مصرعهما في الحادث الذي اعاد طرح اسئلة حول تدابير الأمان في القطاعات العسكرية والمدنية الحساسة. وأعاد الحادث الى الأذهان ملابسات غرق الغواصة النووية"كورسك"قبل ثلاثة اعوام عندما بقي 118 بحاراً في عمق البحر اياماً، في انتظار المساعدة التي لم تأتِ. وكانت الغواصة النووية"دانييل موسكوفسكي"التابعة لاسطول بحر الشمال الذي شهد مأساة"كورسك"في مهمة عادية هناك، عندما أسفر خلل طارئ في انظمة التزود بالطاقة عن اندلاع الحريق داخل قطاع"بعيد من المفاعل الذري في الغواصة"بحسب تأكيد مصدر في وزارة الدفاع، اضاف ان المفاعل توقف في شكل آلي عن العمل فور اندلاع الحريق، مستبعداً ان يسفر الحادث عن تسرب نووي. وذكر الناطق ان قطعاً بحرية سحبت الغواصة المصابة الى قاعدة بحرية فيما فتحت الجهات المتخصصة تحقيقاً في الحادث. من جهته، وصف الأميرال فلاديمير ماسورين الحادث بأنه مؤشر جديد الى اهمية توجيه مزيد من الجهود لتحسين أداء القطاعات العسكرية وخصوصاً الحساسة بعد تزايد ظهور اعطال تقنية، مشيراً الى انه"على ما يبدو ان التقنيات خذلتنا". وذكر مصدر مطلع في اسطول الشمال ان الغواصة لم تخضع لعمليات التحديث والصيانة اللازمة خلال الفترة المحددة لذلك. ولفت الحادث الأنظار الى أوضاع القطاعات الحساسة بعد تكرار وقوع حوادث مشابهة. وكانت منشأة كيماوية في مدينة تشيبوكساري على حوض الفولغا، تعرضت لتسرب قبل اسابيع تكتمت عليه السلطات المعنية. وأبلغ"الحياة"مصدر في المدينة ان الحادث قضى على جزء كبير من المحاصيل الزراعية التي يجرى عادة حصادها في نهاية موسم الصيف. وتعالت أصوات تحذير في موسكو امس، اعتبرت ان غالبية الحوادث المماثلة سببها الإهمال والتراخي. وقال خبير عسكري في حديث لاذاعة"صدى موسكو"ان الجهود السريعة التي بذلت لمحاصرة آثار الحادث وأسفرت عن السيطرة على الحريق في وقت قصير، جنبت روسيا مأساة جديدة كان يمكن ان تشكل تكراراً لكارثة"تشيرنوبيل".