شتم رئيس الوزراء البريطاني، زعيم حزب العمال الحاكم، توني بلير الوزير في وزارة الدفاع توم واتسون الذي استقال احتجاجاً على بقاء بلير في الحكم وعلى عدم تحديد موعد رحيله و"لأنه أصبح كالبطة العرجاء وعبئاً على استمرار الحزب في قيادة البلاد". ورد بلير على الوزير، واصفاً اياه بأنه"خائن وغادر ومخطئ وكلامه غير بنّاء". وكان نواب الحزب الحاكم ووزراؤه بدأوا شحذ سكاكينهم، لخلع زعيمهم، او على الاقل لإجباره على تحديد موعد نهائي لمغادرته مقر رئاسة الحكومة في"10 داونينغ ستريت"في موعد لا يتجاوز سنة من الآن؟ ومنذ بداية الاسبوع طُرح السؤال"هل يستقيل أم لا؟"في وقت شهدت الحكومة موجة استقالات لمساعدي الوزراء، واستعد معارضو بلير لجعل مؤتمر الحزب نهاية الشهر الجاري مكاناً مثالياً لاستعجال موعد رحيله. لكن تطورات الأمس التي بدأت باستقالة الوزير واتسون، الحليف الوثيق السابق لبلير، وأحد مجموعة"القوة 17"التي وقعت على رسالة حضت رئيس الوزراء على تحديد موعد رحيله، ومن ثم استقالة الوزير الوحيد المسلم في الحكومة خالد محمود والسكرتير البرلماني للوزير في وزارة الداخلية توني مكناتلي وخمسة من مساعدي الوزراء والضغوط التي يبديها انصار وزير الخزانة غوردون براون، الخليفة المنتظر لزعامة العمال، قد تدفع اعداداً اضافية من نواب الحزب الى طلب اقالة بلير فوراً، وكما جرى مع رئيسة الوزراء السابقة مرغريت ثاتشر التي اضطرت للاستقالة من زعامة المحافظين ورئاسة الحكومة تحت ضغط وزرائها العام 1990. ووفقاً لما نشرته صحيفة"ذي صن"الشعبية، المقربة جداً من بلير ومن حزب العمال الجديد، سيستقيل بلير في 31 أيار مايو المقبل وسيرحل من الحكم في 26 تموز يوليو 2007 بعد اختيار خلفه. ولم تُشر الصحيفة الى اسم الخليفة المنتظر، علماً ان ناشرها القطب الاعلامي روبرت ميردوخ الذي ساند بلير منذ ما قبل استعادة حزب العمال الحكم العام 1997، يرفض تولية براون مكانه وسرّب أنباء عن مساندته زعيم حزب المحافظين دايفيد كاميرون في حال اختيار وزير الخزانة لقيادة العمال. وذكرت"ذي صن"ان عدداً قليلاً جداً من أعوان بلير المقربين ابلغوا الجدول الزمني لرحيل رئيسهم. لكن الناطق باسم"10 داونينغ ستريت"وصف تقرير الصحيفة بأنه"مجرد تكهنات نرفض التعليق عليها"لكنه لم ينفها. وتعني صحة التقرير ان بلير سيتقاعد بعد عشرة أعوام و12 اسبوعاً من توليه الحكم في تموز 1997. وذكرت صحيفة"ذي غارديان"امس في موقعها الالكتروني ان غوردون براون"لم يتم ابلاغه رسمياً بنيات بلير وهو يصر على أن يذيع بلير شخصياً هذا الجدول الزمني نتيجة لأزمة عدم الثقة الكبيرة بين الصديقين الغريمين". وقالت الصحيفة الوثيقة الاطلاع على امور حزب العمال ان براون طلب ايضاً ان يوقف بلير الحملات المعادية التي يشنها وزراء سابقون من أنصار رئيس الوزراء ضده. ويُقال إن براون غاضب جداً من هذه"الأجواء المسمومة". ويخشى ان يدخل معركة الزعامة المقبلة ضده بعض أعوان بلير، مثل وزير الداخلية جون ريد او وزير الصحة السابق الان ملبورن من أجل تقويض هيبته كخليفة منتظر بلا منازع. وحاولت بعض الأصوات العاقلة، ذات الوزن الثقيل في الحزب الحاكم، التحذير من مخاطر هذه الانقسامات والخلافات على مستقبل العمال وامكان إلحاق هزيمة نكراء بهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة في وقت استنكرت وزيرة التنمية الدولية السابقة كلير شورت رصيد بلير السياسي وطالبته بالاستقالة فوراً. وقالت:"كان يتعين عليه ان يرحل منذ غزو العراق والأكاذيب التي أطلقها وثبت عدم صحتها".