حلم المستشرق الألماني ديتريش فيشر الذي تتلمذ عليه طلاب من دول عربية في تنفيذ معجم تاريخي للغة العربية يكون سجلاً للثقافة العربية والتاريخ والحضارة والمعارف، بدأ يتحقق الآن إذ يعكف في المغرب رواد الثقافة والفكر وصناعة المعجمات من مصر والعراق وتونس والمملكة العربية السعودية على تأليف المعجم الذي سيكون بمثابة مرآة للحياة العربية في كل جوانبها جامعاً بين حاضر العرب وماضيهم. وفيشر المعروف عنه حبه الشديد للغة العربية كان بدأ فعلاً أولى الخطوات من تأليف المعجم، لكن الحرب العالمية الثانية حالت دون عودته الى مصر والمضي في المشروع. وقال أمين عام اتحاد المجامع اللغوية العربية كمال بشر إن المعجم سيكون ذخيرة واسعة لمفردات اللغة العربية منذ بدايتها، للتعرف على مسارها وتبيان مسيرة الفكر العربي بمثابة تدوين غير مباشر للتاريخ العربي والثقافة والحضارة والمعارف والأوضاع العربية عموماً، إضافة إلى أنه سيوضح للقارئ ما شهدت الكلمة العربية من تطور، منذ نشأتها، في مفرداتها ومعانيها. فالكلمة لا تثبت على معنى واحد بل تخضع للظروف السياسية والحياتية والثقافية . أما اتحاد المجامع اللغوية العربية الذي يشرف على المشروع هذا فيتخذ من مصر مقراً له، وكان أسس قبل نحو ستة وثلاثين سنة ويضم مجامع القاهرة ودمشق وبغداد والاردن والسودان وليبيا وفلسطين والجزائر.