اكمل وفد الكونغرس الاميركي برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر مهمته في العراق بعد ان التقى عدداً من ممثلي القوى السياسية والكتل البرلمانية لدعم مشروع المصالحة الوطنية الذي تتبناه الحكومة، وفي مقدمها تأجيل مشروع الفيديرالية ورسم الخريطة المستقبلية للقوى السياسية التي ستحدد السياسة الاميركية في العراق خلال السنوات المقبلة. واكد عضو جبهة"التوافق"ظافر العاني ل"الحياة"ان اجتماعه وزعيم الجبهة عدنان الدليمي مع اعضاء الوفد الاميركي"كان لتوضيح التحديات السياسية والامنية التي يواجهها العراق من وجهة نظر الجبهة، والمخاوف التي يبديها الجانب السني على وحدة العراق. وبناء الجيش وتنامي دور الميليشيات المسلحة. والخطر الحقيقي الذي باتت تمثله على امن المواطن والدولة، اضافة الى طروحات اخرى تتعلق بتحفظات جبهة التوافق عن عدد من بنود الدستور، والفرصة المتاحة للتعديل، وضرورة ايجاد حلول منصفة وعادلة لمنتسبي الجيش العراقي السابق والغاء قرار اجتثاث البعث، ووقف التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي". وأشار إلى ان هذه الطروحات مجتمعة"لاقت تعاطف الوفد الاميركي الذي ابدى تفهماً كبيراً لملاحظات الجبهة". ولفت الى ان اعضاء الوفد اكدوا لممثلي جبهة التوافق"مشاركتهم المخاوف ذاتها، وسعيهم لاعادة تقييم وجود القوات الاميركية في العراق". ولفت عضو كتلة"الائتلاف"الموحد وزير الامن الوطني السابق عبدالكريم العنزي، الى ان"زيارة جيمس بيكر تندرج ضمن المساعي الاميركية للتحقق من جدية المخاطر التي يواجهها العراق وتتمثل بالحرب الاهلية وتداعيات الوضع الامني". وقال ل"الحياة"ان"الوضع في العراق دخل مرحلة الخطر وتتابع الاحداث لن يكون طبيعياً ما لم يتم لجم الارهاب وهذا ما يقلق الادارة الاميركية". واكد ان"الائتلاف"والحكومة"يبذلان جهوداً كبيرة للسيطرة على الوضع الا ان النجاح مرهون بالجهود السياسية للفرقاء السياسيين في العراق". وشدد على ان"الامساك بالملف الامني بشكل كامل هو احد افضل الحلول في هذه المرحلة اضافة إلى السعي الى تنفيذ مشروع فيديراليتي الجنوب والوسط". واستبعد وليد الحلي، عضو كتلة"الائتلاف"والمكتب السياسي لحزب"الدعوة"الحاكم، وجود مساع لتطبيق الفيديرالية نافياً سعي"الائتلاف"والحكومة"لاتخاذ قرار كهذا"، وقال ل"الحياة"ان"الهدف من زيارة بيكر للعراق هو لتحديد السياسة الاميركية المقبلة في العراق، ورسم صورة للخارطة السياسية بعد الاجتماع مع الشخصيات السياسية المؤثرة". مشيراً الى ان"ما يقوم به وفد الكونغرس الاميركي هو اجراء روتيني يتمثل بتقويم الاوضاع لرسم السياسة الاميركية الجديدة، وتحديد المشاريع التي تستحق اجازة صرف المبالغ المحددة لها". واكد وزير الدولة حسن الساري ل"الحياة"ان"مجلس الوزراء لم يناقش بعد تداعيات زيارة بيكر او نتائجها"، مشيراً الى ان التقرير الذي سيرفعه بيكر الى الكونغرس"لن يخرج في اي حال من الاحوال عن اجماع الحكومة الاميركية". واوضح ان السياسة الاميركية في الاونة الاخيرة تتجه نحو سحب الدعم الاميركي للحكومة بحجة فتح المجال امام الكيانات السياسية للدخول في العملية السياسية".