يحاول"حزب الله"عبر نهج منظم وبكل ما أوتي من امكانات ان يضم اسرائيل الى الجامعة العربية، فهو من خلال تصديه للهجمة الاسرائيلية الشرسة ومقاومته الاسطورية جعل من اسرائيل دولة شرق اوسطية بامتياز. ولنكن منصفين اكثر فنسدد بدل أن نقارب فنقول انه حوّلها الى نظام عربي مثالي. فها هي تلقي"بشفافيتها" وپ"حرياتها الاعلامية المصونة"في سلة المهملات وتلجأ الى خنق الصحافيين وكم افواههم وكاميراتهم وأحياناً اعتقالهم وتكسير عظامهم وتهديدهم ومساومتهم وتذهب بعيداً فتطلق النار تجاه صدورهم أسوة بجيرانها القدامى اخوتها الجدد. وها هم الاسرائيليون مثل المواطنين في أي قطر عربي يحصحص الحق في عيونهم ويعلنون من دون لبس أن قيادتهم وإن اقسمت كاذبة، وان اعلامهم مهما اندلقت موضوعيته معاق ومزيف،وتعلمون أن طاعون الثقة مرض وراثي لا يصيب الا العرب من نسل عدنان وقحطان. الاسرائيليون اليوم يشبهوننا تماماً في عصر الطوائف حيث كان عليك أن تدير إبرة المذياع نحو إذاعة لندن بصوتها ا لاجش طيب الله ثراها لتستجلي الزوبعة التي عصفت ببيت الجارة او في أطراف العاصمة التي أحصينا فيها المخافر وبيوت الهوى ودكاكين الاحزاب الراعفة. وها هم اليوم يتخلصون من إبر مذياعهم المحنطة فوق المحطات العبرية ومن روموتاتهم المغرقة بالكسل فوق أرقام عاموس متوجهين باصرار نحو تلفزيون"المنار"ليبحثوا عن ابنائهم في قوائم السجن في حال رفض الخدمة العسكرية او في قوائم المستشفيات شاكرين الاصابة التي تنقذ من الموت الزؤام او في قوافل الموتى خارجة وداخلة"ابو كبير". وحال الجبهة الداخلية ليس افضل، فالمنار تحدد هل طلع الفجر ام لا، وكل عنتريات نمري الورق، اولمرت وبيرتس، لا تساوي الا طحن الريح، ولا يستطيع حاييم او موشي أن يخرج من عزلة ملجئه الا بعد استطلاع نشرة اخبار الصواريخ من صراط المقاومة. والاسرائيليون الذين اسقطوا غولدا مائير بسبب هزيمة جزئية يتحولون بقدرة قادر جماهير نائمة منومة تتشبث بالمهزومين اولمرت وبيرتس وكأنها جماهير العرب ترفض استقالة الزعماء التقدميين بعد كارثة 67 كي يضيع الوطن ولا نحقق رغبة العدو باسقاط الزعيم. وها هو اعلام حكومة أولمرت يفكر باستنساخ احمد سعيد عبراني ليذيع بيانات الحكومة عن عجائب انتصاراتها وما حققت من فتوحات كاذبة. لقد جعل هؤلاء العصاة في"حزب الله"اسرائيل دولة منسجمة مع محيطها بزمن قياسي لم يتوقعه بيريس على رغم استعانته بنسبية جده اينشتاين، وذوب الفروق بينها وبين جيرانها مما أهلها لأن تكون عضواً بامتياز في جامعة الدول العربية وان تم الأمر من دون بروتوكلات أو مراسم معلنة. محمد دلة - كاتب فلسطيني - بريد الكتروني