عاد الجيش اللبناني الى الحدود الجنوبية، امس، بعد غياب استمر ما يقارب 40 سنة، وتمركز عناصره على بعد مئة متر تقريبا من موقع اسرائيلي متمركز من الناحية الاخرى للخط الازرق. وفيما رست، للمرة الأولى ايضاً منذ اكثر من 35 سنة، خافرة بحرية تابعة للجيش في مرفأ الناقورة الحدودي، اعلنت الهيئة العليا للإغاثة انها انجزت شيكات الدفعة الاولى للتعويض عن ضحايا العدوان الاسرائيلي الاخير. وانتشر فوج من الدبابات ووحدات من مشاة الجيش اللبناني في خمسة مواقع عند الخط الازرق. وتمركز 400 جندي من اللواء السادس، بمساندة القوات الدولية يونيفيل، في رأس الناقورة على الساحل جنوب صور، وفي اللبونة على بعد ثلاثة كيلومترات الى الشرق منها. كما انتشروا في ثلاثة مواقع اخرى في القطاع الاوسط من المنطقة الحدودية. ويقع اول موقع اسرائيلي على بعد مئة متر في الجانب الآخر من السياج الذي يفصل بين البلدين على طول الخط الازرق. وانتشر عناصر من اللواء الحادي عشر في الجيش، بقيادة العميد وفيق حمود، في بلدتي ميس الجبل ومحيبيب الحدوديتين. واستقبل الاهالي الجنود بنثر الرز والورود. وفي خراج بلدة دبل، عثر الجنود اللبنانيون على طائرة استطلاع اسرائيلية. وقال بيان لقيادة الجيش-مديرية التوجيه ان الطائرة من نوع"ام 17"كانت سقطت خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان. وفي الوقت نفسه، وصلت خافرة بحرية عسكرية تابعة للجيش اللبناني الى مرفأ الناقورة، وعلى متنها عدد من جنود البحرية اللبنانية. وستقوم الخافرة بدوريات مراقبة في المياه الاقليمية والشواطئ الممتدة من الناقورة جنوباً وحتى صور شمالاً. على خط مواز، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان بلاده سترسل قوة من سلاح الهندسة الى لبنان. وقال في مؤتمر صحافي عقد في ختام قمة فرنسية - روسية - المانية في كومبيانيه قرب باريس:"لا ننوي القيام بذلك في اطار يونيفيل بل في اطار ثنائي"، مشدداً على ان هذه القوة لن ترسل الى لبنان"الا اذا كانت مشاركتها موضع ترحيب من كل القوى". جسر المديرج الى ذلك، أعلن رئيس بلدية صوفر - قضاء عاليه، رامز شيا، بدء العمل في ترميم جسر صوفر - المديرج على الاوتوستراد العربي غداً الاثنين. وأشار شيا، إثر لقائه في مقر البلدية وفداً من فوج الهندسة الفرنسي التابع لقوات الاممالمتحدة يرافقه ضباط من الجيش اللبناني، الى ان المجتمعين بحثوا في آلية العمل للبدء في ترميم خط الجسر غير المهدم باتجاه بيروت في المرحلة الاولى. وأوضح ان عناصر فوج الهندسة الفرنسي سيضعون معبراً من الحديد على الركائز المتينة من الجسر ثم يوضع فوقه الباطون المسلح والاسفلت، لتسهيل تنقل المواطنين من البقاع الى بيروت. وأعلن ان العمل سينتهي في الثاني من الشهر المقبل. وعلى صعيد معالجة آثار العدوان، أعلنت الهيئة العليا للإغاثة انها انجزت الشيكات المتوجبة من الدفعة الاولى للتعويض عن الشهداء والجرحى والمعوقين جراء العدوان الاسرائيلي الاخير. وأوضحت ان في الامكان الاطلاع على الاسماء والمبالغ والتفاصيل على موقع رئاسة الحكومة على شبكة الانترنت www.lebanonundersiege.gov.lb اعتباراً من صباح غد الاثنين. في هذا الوقت، وصلت الدفعة الثانية من المساعدات العينية من مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية الى لبنان، وشملت 3000 حصة غذائية في ست شاحنات تضم مواد غذائية متنوعة ومستلزمات طبية وادوية ومعدات ايواء واطفاء. وأكد رئيس"مجلس العمل والاستثمار اللبناني"في السعودية محمد شاهين، ان"اللبنانيين في المملكة ساهموا في تجهيز الحملات المتتالية التي ينظمها المجلس بالتعاون مع الهيئات كافة والمؤسسات والافراد السعوديين"، منوهاً بالدور الكبير والدعم اللامتناهي من حكومة خادم الحرمين الشريفين في نجاح حملات المساعدة. عرض مساعدة عسكرية ايرانية الى ذلك، أكد رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الايراني، علاء الدين بروجردي، حرص إيران على الوحدة الوطنية اللبنانية ودعمها لهذه الوحدة، موضحاً ان سياسة بلاده قائمة على التلاقي مع كل الأديان، ومعلناً الاستعداد لوضع الإمكانات العسكرية الايرانية، خصوصا الجوية، في خدمة لبنان. وكان بروجردي يتحدث، أمس، خلال جولة على رأس وفد برلماني إيراني، شملت مرجعيات سياسية وروحية لبنانية، بعدما مثل إيران في"مهرجان الانتصار"الذي نظمه"حزب الله"اول من امس. والتقى الوفد البطريرك الماروني نصر الله صفير لمدة 40 دقيقة ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. وشدد بروجردي على اهمية"المحافظه على الوحدة بين اللبنانيين للمحافظة على حلاوة الانتصار الذي تحقق ضد إسرائيل". والتقى الوفد النائب ميشال عون وأكد بروجردي وقوف إيران الى جانب لبنان"في السرّاء والضرّاء". ثم زار الوفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. ووصف بروجردي اللقاء بالبناء والايجابي، وأكد حرص ايران على"أن يتمكن لبنان الشقيق في المستقبل عن الذود عن حدوده والدفاع عن شعبه تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية، وأعربنا لدولته عن استعدادنا الكامل لوضع كل الخبرات والطاقات والإمكانات الدفاعية والعسكرية الموجودة في إيران في تصرف لبنان الشقيق، وعلى وجه الخصوص في مجال الدفاعات الجوية". وأضاف ان اجتماعاً سيعقد بين مندوب عن السنيورة ومندوب الحكومة الإيرانية الموجود في بيروت"من اجل وضع الآليات العملية للدعم الإيراني الذي يقدم للبنان حالياً".