ينقسم المستثمرون الخليجيون في أسواق الأسهم الخليجية إلى شرائح، إذا أخذنا في الاعتبار حجم الاستثمار أو قيمته في الأسواق، وفترة احتفاظهم بالأسهم ومستوى وعيهم الاستثماري. ولا تتوافر معلومات دقيقة حول تنظيم هيئات الأوراق المالية الخليجية أو الأسواق المالية أي استطلاعات، تظهر أو توضح الجهات التي يعتمد عليها المستثمرون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، سواء في البيع أو الشراء، بهدف الاطمئنان إلى صدقية هذه الجهات وحرفيتها وواقعيتها وأمانتها للحفاظ على أموال المستثمرين الصغار ومدخراتهم، إضافة إلى الحفاظ على استقرار الأسواق المالية ورفع مستوى كفايتها. والمستثمرون المحترفون أو المتخصصون سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات، لا يزيد عددهم على 5 في المئة من إجمالي عدد المتعاملين والمستثمرين في الأسواق المالية الخليجية، ويعتمدون في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، على أسس مالية واقتصادية واستثمارية وفنية. وهم لا يعتمدون على الإشاعات أو السير خلف الجموع أو العواطف أو العوامل النفسية. وتخضع فترة احتفاظهم بالأسهم لمعايير عدة، الا أنها تكون عادة بين متوسطة إلى طويلة الأجل، على أن طبيعة الاستثمار في أسواق الأسهم طويلة الأجل. لذا يفضل عدد كبير من المستثمرين في العالم الاستثمار في أسواق الأسهم من خلال صناديق الاستثمار والاحتفاظ باستثماراتهم لفترة زمنية طويلة، نظراً الى طبيعة الأسواق المالية المتقلبة نتيجة تأثرها بعوامل اقتصادية وسياسية ومالية واجتماعية. فالاحتفاظ بالاستثمارات لفترة طويلة يحقق الهدف عادة، سواء لجهة المكاسب الرأسمالية الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع، إضافة إلى التوزيعات السنوية سواء كانت نقدية أو أسهماً مجانية. وبحسب معلوماتي الشخصية، فإن ما يزيد على 70 في المئة من المتعاملين في الأسواق المالية الإماراتية، وأسواق خليجية وعربية كثيرة، يعتمدون على استشارات الوسطاء ونصائحهم في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية. ويعود اعتماد هذا العدد الضخم من المتعاملين على نصائح الوسطاء وتوصياتهم إلى أسباب عدة، أهمها قناعة هؤلاء المتعاملين بتوافر معلومات مهمة لدى الوسطاء عن حجم الطلب والعرض على أسهم الشركات المدرجة. يضاف الى ذلك معرفتهم بحركة بيع وشراء المضاربين والمستثمرين الكبار في الأسواق، مع افتراض أن تستند حركة بيعهم وشرائهم إلى معلومات مهمة وداخلية، في ظل قناعة المستثمرين الصغار أن المعلومات المهمة، يحصل عادة عليها المستثمرون الكبار أكثر من غيرهم. كما يضطلع مستوى الوعي الاستثماري بدور مهم في اعتماد عدد كبير من المتعاملين على الوسطاء بدلاً من اعتمادهم على أنفسهم في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وبالتالي يفترض بالوسطاء عند تقديم أي توصية لزبائنهم بالشراء أو البيع، التحلي بالأمانة والموضوعية والنزاهة والصدق والتزام أخلاق المهنة. في حين يقع على عاتق هيئات الأوراق والأسواق المالية اتخاذ كل الخطوات التي تحفظ حقوق المتعاملين الصغار، وترفع مستوى مهنية الوسطاء من خلال عقد دورات وندوات مستمرة، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم تجاه زبائنهم. يضاف الى ذلك وضع خطة طويلة الأجل لرفع مستوى الوعي الاستثماري لأكبر شريحة من المستثمرين، خصوصاً أن أعداداً ضخمة منهم، دخلت الى أسواق الأسهم في العامين الماضيين للاستفادة من طفرة الأسواق، حيث لا تتوافر لدى غالبيتهم أبسط قواعد الاستثمار في الأوراق المالية وأساسياتها، ومعرفة العائدات ومخاطر الاستثمار فيها. ويلاحظ في الإمارات أن حوالى 75 في المئة من المستثمرين والمتعاملين في الأسواق المالية يعتمدون على الصحافة المحلية مصدراً رئيساً لهم، للحصول على المعلومات عن الشركات والأسواق المالية وغيرها من المعلومات الاقتصادية والاستثمارية المهمة. في حين يعتمد 10 في المئة على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، و13 في المئة على مواقع الهيئة والأسواق المالية، و2 في المئة على مواقع الانترنت والمنتديات وغيرها. ونظراً الى الاهتمام الجماهيري الواسع بتطورات أسواق الأسهم، خصصت وسائل الإعلام المرئية ساعات من بثها اليومي لمتابعة حركة الأسواق وتحليلها. ويعتمد عدد لا بأس به من المستثمرين، لا سيما منهم المضاربون، يومياً على تحليلات المحللين الذين تستضيفهم هذه القنوات التلفزيونية في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية. ولذا يفترض بالهيئات الرقابية التأكد من حياد هؤلاء المحللين وموضوعيتهم وحرفيته، حتى لا تكون هذه القنوات منابر للمضاربين تهدف إلى خلق طلب مصطنع على أسهم بعض الشركات والترويج لأسهم شركات محددة. ولاحظت اعتماد بعض المضاربين على المنتديات التي لها مواقع الكترونية، وتوفر يومياً تحليلاً فنياً وأساسياً للأسواق المالية. ويحاول بعض المضاربين الكبار الاستعانة ببعض المحللين الذين يحملون أسماء مستعارة أو وهمية لتجنب أي ملاحقات قانونية أو قضائية. اذ يقومون بتحليلات أساسية وفنية لبعض الشركات ويقدمون النصائح بالشراء أو البيع، بهدف تحقيق مكاسب رأسمالية سريعة من خلال حفز الطلب أو العرض على أسهم هذه الشركات. ويعتمد بعض المستثمرين في الأسواق على نصيحة الأصدقاء في اتخاذ قرارات الاستثمار، وخصوصاً الأصدقاء أو المعارف، الذين لهم باع وخبرة في أسواق الأسهم. بينما يعتمد البعض الآخر على رأي الخبراء والمتخصصين في الأسواق المالية واستشارتهم، وتكون استثمارات هؤلاء عادة طويلة الأجل. * مستشار بنك أبو ظبي الوطني.