أكدت الشاعرة نادية البوشي، التي اختيرت عضواً في مجلس إدارة نادي المدينةالمنورة الجديد، أن عدم استجابة وزارة الثقافة والإعلام لمطلب الجمعية العمومية، باعتماد التصويت الورقي بدلاً من الالكتروني، زاد من توجسها وشكوكها حتى أوشكت على الانسحاب، مستدركة أن التوجس والشكوك «تلاشيا بخوض التجربة وما لمسته من حرص ودقة وتنظيم حين بدأت الاستعدادات والتهيئة لعملية الاقتراع، لكن وكما نعرف فالغيبيات محفوفة بالشك، فالشك في الغيبيات أقوى في النفس، الماديات لها قدرة إقناع أكبر والتصديق بها أسهل، والتصويت الإلكتروني بصورته الحالية لا يمنح الناخب الاطمئنان بان صوته قد وصل، فلا يزال القوم في حيرة من أمرهم، وسيستمر اللغط ما لم تتخذ الوزارة ما يقطع دابر الشكوك ويمنح الاقتراع الالكتروني ثقة كاملة، لذلك أتمنى من الوزارة أن تواصل ما غرسته من شفافية تؤكد عليها في كل مناسبة. فماذا لو اعتمدت الوزارة إجراءً ما يطمئن قلوب المشككين ويتلافى كثيراً من الإشاعات والتفسيرات التي وصلت حداً خيالياً في بعضها لا يعقل في جزء كبير منها». أبدت البوشي غبطتها بالفوز بعضوية مجلس إدارة نادي الأدبي، وقالت: جميل هو شعور الفوز والأجمل هو الإحساس بثقة الآخرين بك والشعور الراقي بالقرب من أولئك الذين يشاركونك ذات الاهتمامات والطموحات، قرب يدفع أصابعهم الواثقة لتلامس رقم الجهاز السحري بكل أريحية وسمو، لتضعك في الصفوف الأمامية ضمن كوكبة متوهجة من الرواد في العمل الثقافي حيث المسؤولية بكل رهبتها وحماستها، الرهبة التي تجعلك تشد على سواعدهم أن «كما اجتزتم بي هذه القنطرة فلا تخذلوني بقية المسيرة». وبخصوص رؤيتها للنتائج التي أفرزها الانتخاب في نادي المدينة الأدبي أوضحت في حديث ل»الحياة» أن نتائج الانتخابات «في الغالب لا تأتي كما نتوقع تماماً. بعض الشخصيات كان فوزها مؤكداً بدلالات كثيرة وحصل، وشخصيات كان توقع فوزها شبه مؤكد نظراً لحضورها القوي في المشهد الثقافي وصدمنا بخروجها، والبعض لم يكن في حسابات الكثيرين فوزهم وعلى رغم ذلك فازوا. في النهاية هي انتخابات والقرار في يد الناخب الذي يفرض رؤيته ويختار من يتوسم فيه تحقيق طموحاته، اختياره هو الفاصل في حسم النتيجة أيا كان المعيار الذي اعتمده الناخب في اختيار مرشحه، ولكن يبقى من أجمل نتائج الانتخابات هو أن التصويت لم يخذل الأدباء فجاء تشكيل المجلس معبراً عنهم». وفي ما يخص توقع فوزها الشخصي تؤكد صاحبة ديوان «فتنة البوح»: المعتاد أن ينفي الفائزون توقعاتهم للفوز قطعياً، خشية اتهامهم بتكتل ما. هنا بإمكاني الحديث بشفافية أكثر لأقول: صدقاً كان لدي ثقة تامة بوعي وعمق إحساس المجتمع الثقافي بالمسؤولية وأمانة منح أصواتهم لمن يرون انه الأجدر بتمثيلهم. أقول ربما لتواجدي في الساحة الأدبية وتفاعلي مع كل التجارب من كل الأطياف والأجيال والمجالات، وهو تفاعل حصدته ثقة تمثلت بتأييدهم المبهج وترشيحي لتمثيلهم في مؤسسة ثقافية رسمية، وقد لا يصدق البعض أنني شعرت بحرج حتى من الإعلان عن ترشحي على صفحتي في «فيس بوك»، إطلاقاً لم أطلب التصويت لي، ربما لعدم تبلور فكرة التسويق للذات في ذهني، لم أستطب فكرة طلب الترشيح من أي عضو. بدت لي وكأنها استجداء! إحساس المساندة وصلني بطريقة شفافة وراقية، بعيداً عن التكتل المرفوض. تماماً كما فعلت أنا، إذ منحت صوتي لمن أثق بهم دون علمهم بذلك». وعن طموحاتها في ما يخص المجلس الجديد، قالت: سأحدثك بلغة الحلم الذي بدأت أتبين ملامحه الناصعة، فأرى نادي المدينة الأدبي يحتل مبنى عصرياً جميلاً تحيطه حديقة وارفة أشجارها تحمل أسماء قامات سامقة في تاريخ المدينة. فأرى الأدباء يتطارحون شؤون الأدب وشجونه في ظلال دوحة عبد القدوس الأنصاري أو الخطراوي أو محمد رشيد أو عبد المحسن حليت وحسين عجيان، بعيداً عن جفاف العلب الخرسانية يرتشقون فكراً زكياً تحت سماء صافية نقية وفضاء حر لا يحده سقف! أرى أدباء المدينة الشباب يمارسون إبداعهم في مقهى مهيأ بكامل متطلبات الإبداع بمعطيات العصر يحملون مسؤولية نشاطاته من ألفه إلى يائه. أرى مكتبة ملحقة بالنادي الأدبي لتوزيع الكتاب من أنحاء المملكة كافة أتيقن تلاشي العراقيل المادية وتفتت صخرة التمويل الثقيلة المطبقة على مخطوطات المؤلفين القابعة تحتها، أرى نشاطاً أدبياً وفكرياً متوهجاً في اللجان الثقافية بالمحافظات والمراكز في المنطقة، أرى طفلاً يلح على والده لاصطحابه إلى النادي الأدبي للقاء أقرانه في مسرح ومكتبة النادي، أرى دروباً جميلة مرسومة بوضوح تنتظر الخطوات التي تسير عليها بثقة، وباختصار أتمنى للنادي أن يكون هو العنوان الدائم لأدباء وأديبات المدينةالمنورة.فيكون التواجد في النادي جزءا من برنامجهم اليومي. وهذا ما سيكون للمجلس الجديد بثقة وتعاون أدباء وأديبات ومثقفي ومثقفات المنطقة لتحقيق الأهداف. سألتني عن أمنيات فحدثتك عن أحلام لا ادري هل تكفي أربع سنوات لتحقيقها؟ أظنها تكفي تماماً، وإن لم فحسبي شرف المشاركة في وضع اللبنات الأولى ولغيري شرف مواصلة البناء». أما عن دخول المرأة لمجالس الأندية فتقول نادية البوشي: دخول المرأة إلى المجلس بالانتخاب وتصويت الرجل يعني لي الكثير، فهو تأكيد لوعي المثقف الرجل وثقته في إمكانات المرأة المثقفة وقدرتها على العطاء والإنجاز وانحسار، أو قل تلاشي النظرة السلبية لإبداع المرأة وانخراطها في العمل الثقافي، لكن المؤكد أننا بدأنا مرحلة جديدة بمعطيات رائعة علينا أن نكون جديرين بها».