أنهت القوات الإيطالية مهمتها في العراق أمس، بعدما سُلمت محافظة ذي قار ذات الغالبية الشيعية إلى القوات العراقية، في احتفال أكد خلاله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن حكومته لن تسمح ببقاء السلاح في يد الميليشيات والأحزاب. وأوضح الناطق العسكري البريطاني الميجور تشارلي بيربريدج أن القوة الايطالية البالغ قوامها 1600 جندي ستعود بالكامل الى الوطن في غضون ثمانية أسابيع بعدما سلمت قاعدتها إلى العراقيين. وأضاف أن"الايطاليين كانوا ناجحين جداً هنا، وأساس نجاحهم كان اقامة علاقة عمل جيدة مع المحافظ والسلطات العراقية، ما جعل من الممكن تسليم المسؤولية الأمنية إلى القوات العراقية". وكان الجنرال الأميركي كورت شيكوفسكي من هيئة أركان القوة المتعددة الجنسية صرح أول من أمس بأن 1600 إيطالي و430 رومانياً تابعين للقوة المتعددة الجنسية، يبقون مستعدين لتقديم الدعم وتدريب الجنود والشرطة العراقيين. وتضم هذه المنطقة أيضاً قاعدة جوية أميركية عملاقة قرب أطلال مدينة أور القديمة، لكنها لن تسلم الى العراقيين، في حين ستبقى قوة أسترالية خاصة قوامها 450 جندياً في تلك القاعدة لتتولى مهمان الرد السريع في حالات الطوارئ الأمنية في المحافظة. يذكر أن محافظة ذي قار هي ثاني المحافظاتالعراقية التي تُسلم إلى القوات العراقية بعد انسحاب القوات اليابانية من محافظة المثنى قبل شهرين. واعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال مراسم التسلم في الناصرية التي حضرها وزير الدفاع الايطالي باريزي، تسلم أمن ذي قار"يوماً عظيماً ... على طريق تسلم كامل الملف الأمني في العراق ... ذي قار لم تكن البداية وستتبعها المحافظات الأخرى تتويجاً للانتصار الكبير". وأكد أن حكومته لن تسمح ببقاء السلاح في يد الأحزاب والميليشيات إنما بيد الدولة وحدها، مشيراً إلى تحديات خطيرة تواجه العراق داخلياً وخارجياً سببها عدم الخبرة في الحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم الاستعداد للتأهل والاضطلاع بهذه المسؤولية، اضافة الى أن البعض تحكمه المصالح الحزبية والشخصية. وقال"لجميع هؤلاء الذين يريدون تحطيم مسيرتنا السياسية من البعثيين والتكفيريين الساعين لكسر ارادتنا، ان ذلك الوقت الذي كنتم فيه تضطهدون شعبنا، قد ولى". واضاف"ان تسلم القوات العراقية الامن يتطلب تعاون كل مكونات الشعب من رجال العشائر والدين ومؤسسات المجتمع الوطني والقوى السياسية". وشدد على أن حكومته عازمة على العمل من أجل حماية الوحدة الوطنية لتكون أساس بناء دولة العدالة والمساواة، داعياً إلى الإسراع في عمليات بناء أجهزة أمنية عراقية قادرة على حفظ الأمن. وأكد أن الارهاب يشكل التحدي الخطير للعراقيين ومصالحهم، داعياً الى تظافر الجهود لكسر شوكته"ليكون العراق مقبرة للارهابيين". ومن جهته، أكد وزير الدفاع الايطالي أن الانسحاب من ذي قار لا يعني ترك المحافظة، لان الايطاليين سيعودون لمساعدة اهلها على تنفيذ كثير من المشاريع الاقتصادية والخدماتية. وفي بيان مشترك، اعتبر السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد وقائد القوات المتعددة الجنسية جورج كايسي"أن هناك محافظات عراقية أوشكت على بلوغ المعايير الضرورية لتولي مسؤولية أمنها". وأضاف البيان أن تسلم القوات العراقية ملف الأمن يعكس زيادة قدرات قوات الامن العراقية في ذي قار، مشيراً الى أن القوات المتعددة الجنسية تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة عند اللزوم. وشدد البيان على أن الولاياتالمتحدة ستبقى ملتزمة بتطوير محافظة ذي قار عبر توفير الاموال لمشاريع اعادة الاعمار والاغاثة الانسانية الاضافية وستخصص 8.9 مليون دولار أميركي من اموال صندوق الدعم الاقتصادي و5 ملايين دولار من برنامج الاغاثة الطارئة الخاص بالقيادة العسكرية لقوات التحالف لانجاز مشاريع إضافية في محافظة ذي قار. وسيكون محافظ ذي قار عزيز كاظم علوان مسؤولاً عن الأمن في المحافظة عبر الاعتماد على الشرطة العراقية. كما أن في استطاعة علوان أن يطلب من الحكومة ارسال الجيش إذا لزم الأمر. وقال محافظ ذي قار:"نودع الجنود الايطاليين لكننا سنواصل برنامجنا لتحقيق السلام"، داعياً"العراقيين الى البقاء موحدين". وكانت بريطانيا انسحبت من قاعدتها الرئيسية في المحافظة الثالثة، وهي محافظة ميسان، ليقتصر وجود القوات البريطانية الى حد كبير على البصرة. وكان يفترض تسليم القواعد في كل من ميسان والمثنى، لكن لصوصاً محليين نهبوها بعد انسحاب القوات الأجنبية منها.