نفذت حكومة اقليم كردستان صباح أمس في سجن المحطة في أربيل حكم الاعدام ب"زانا نصرة عبدالكريم"المعروف ب"الشيخ زانا"بعد ادانته بقيادة"مجموعة ارهابية"و9 من أنصاره. ووقع قرار الاعدام رئيس الاقليم مسعود بارزاني ولا علاقة لبغداد أو للحكومة المركزية بذلك. على صعيد آخر زاد التوتر بين تيار الصدر والقوات الأميركية التي اعتقلت أربعة من أنصاره بينهم مساعده صلاح العبيدي. وكان ألقي القبض على الشيخ زانا والآخرين العام الماضي بتهمة تنفيذ"عمليات ارهابية من قتل وذبح واغتصاب نساء"، وعرضت اعترافاتهم على شاشات التلفزيون المحلية. وكانت حكومة اقليم كردستان التزمت منذ بداية احتلال العراق قرار وقف العمل بحكم الاعدام الذي أصدره الحاكم المدني الأميركي بول بريمر في حزيران يونيو 2003، لكنها أعادت العمل بالعقوبة قبل أيام قليلة، عبر البرلمان المحلي. وأصدر البرلمان العراقي قراراً مشابهاً مطلع الشهر الجاري. وأوضح عضو اللجنة القانونية كريم بحري ل"الحياة"ان"قرار البرلمان الكردي جاء بسبب الحاجة اليه في هذه المرحلة". وأكد ان"قانون الارهاب الكردستاني الذي صادق عليه البرلمان العام الماضي لا يمكن تطبيقه من دون العمل بعقوبة الاعدام". وأضاف ان"الكثير من أحكام الاعدام صدرت بحق مجرمين خطرين في كرسدتان لم يتم تنفيذها ولم يوقعها بارزاني لعدم وجود نص قانوني يسمح بذلك". يذكر ان الرئيس العراقي زعيم حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"جلال طالباني أعلن عام 2005 انه لن يوقع أي حكم بالاعدام"التزاماً بمعاهدات دولية"كان وقع عليها سابقاً. وتندرج قضايا مثل ملاحقة المجرمين ومحاكمتهم ضمن الصلاحيات التي اكتسبها اقليم كردستان منذ استقلاله عن السلطة المركزية عام 1991. ويعتقد ان اعدام الشيخ زانا سيثير غضب اسلاميين متشددين أكراد، خصوصاً تنظيم"أنصار الاسلام"المرتبط بتنظيم"القاعدة"في العراق. وكان حزبا بارزاني وطالباني خاضا معارك مع"أنصار الاسلام"التي اتخذت من قرية حلبجة مقراً لها. وشاركت قوات جوية أميركية عام 2003 في قصف مواقع تلك الجماعة وطردها خارج الاقليم. على صعيد آخر، أعلن مكتب الصدر في النجف ان أربعة من مسؤولي التيار اوقفوا ليل الأربعاء - الخميس في المدينة. ونفى الناطق باسم التيار الصدري في الكاظمية شمال بغداد رجل الدين حازم الاعرجي ان يكون هو بين الموقوفين. وقال ان"قوة عسكرية طوقت منزلي ثلاث ساعات"قبل ان تنسحب. إلا انه لم يذكر ما اذا كانت اميركية ام عراقية. بدوره، دعا مؤيد الخزرجي عضو مكتب الصدر في النجف الى"التهدئة"وقال:"توالت الاعتداءات في وقت تدعو الحكومة والاحتلال الى المصالحة الوطنية، وما يحصل من انتهاكات يكشف خطأ السياسة التي تمارسها الحكومة". واضاف:"صبرنا وندعو الجميع الى الصبر لا لخوف فينا وانما من اجل الدفع باتجاه التهدئة والسلام وبناء العراق ... ندعو الى حل الازمة عبر الطرق السلمية وعدم الانجرار الى مواجهة عسكرية". واكد ان الصدر"حريص على حفظ دماء العراقيين ويدعو الى التهدئة". أما رئيس مجلس محافظة النجف عبد الحسين الموسوي فقال:"فوجئنا باعتقال العبيدي ... وبعد الاستفسار علمنا ان هناك قوات عراقية غير محلية تساندها قوات اميركية جاءت من بغداد واعتقلته، من دون الاتصال بالادارة المدنية او قائد الشرطة حتى من دون علم القوات الاميركية المتمركزة في النجف". ولم يؤكد الناطق باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل باري جونسون استهداف التيار الصدري. لكنه قال"نشن باستمرار عمليات تستهدف اشخاصا نعتقد بأنهم مسؤولون عن اعمال عنف مذهبية"الطابع. من جهة أخرى أنهت القوات الايطالية مهمتها في العراق أمس وسلمت المنطقة الجنوبية التي تتولى حراستها للعراقيين. وقال الناطق العسكري البريطاني الميجر تشارلي بيربريدج ان القوة الايطالية البالغ قوامها 1600 جندي ستعود الى الوطن في غضون ثمانية أسابيع بعد أن سلمت قاعدتها للعراقيين. وعملت القوات الايطالية تحت قيادة بريطانية في القطاع الجنوبي من العراق. وتضم المنطقة أيضا قاعدة جوية أميركية عملاقة قرب أطلال اور. وستبقى قوة استرالية خاصة قوامها 450 عسكرياً في تلك القاعدة لتتولى الرد السريع في حالات الطوارئ. ومحافظة ذي قار هي ثاني المحافظاتالعراقية غير الكردية التي تسلم للقوات العراقية بعد انسحاب القوات اليابانية من محافظة المثنى الواقعة في الجنوب ايضا قبل شهرين. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال احتفال في الناصرية ان"هذا يوم عظيم في تاريخ العراق". وأضاف أن"محافظة المثنى كانت الاولى والان جاءت ذي قار لتتوج هذا النصر والمحافظات الاخرى ستأتي لتتوج مزيدا من الانتصارات".