يعتبر الجنرال سونثي بونياراتغلين الذي قاد الانقلاب في بانكوك، أول مسلم يتولى قيادة الجيش في تايلاند حيث الغالبية بوذية ومعروف أنه قريب من الملك بوميبول. والجنرال سونثي البالغ من العمر 59 سنة، مقاتل سابق حائز ميداليات كثيرة وهو عسكري براغماتي، وكان عارض علناً رئيس الوزراء ثاكسين شيناواترا بشأن السياسة الأمنية المعتمدة في البلاد قبل انقلاب مساء الثلثاء. وكان ثاكسين عينه قبل سنة على رأس الجيش. واعتبر تعيينه قائداً عاماً للقوات البرية محاولة جدية من الحكومة لإيجاد تسوية للنزاع القائم في أقصى جنوبتايلاند الذي يشهد حركة انفصالية إسلامية منذ حوالى ثلاث سنوات. واعتبر مناصروه آنذاك أن في وسع الجنرال سونثي المساهمة في تبديد الانطباع بأن السلطات تمارس تمييزاً منهجياً ضد المسلمين في منطقة الجنوب حيث يشكلون غالبية. وكان أقر قبل فترة قصيرة بأن بانكوك لا تعرف فعلياً من هم قادة التمرد، موصياً بإجراء مفاوضات لوضع حد لأعمال العنف التي أوقعت أكثر من 1400 قتيل منذ كانون الثاني يناير 2004، غير أن وزراء مقربين من ثاكسين رفضوا مثل هذه المفاوضات. وعزا الناطقون باسم الجنرال مساء الثلثاء الانقلاب إلى الفساد وانقسام المجتمع والأعمال التي من شأنها الإساءة إلى الملك. ولد الجنرال سونثي قرب بانكوك في الثاني من تشرين الأول أكتوبر 1946 في عائلة من التايلانديين المسلمين استقرت في البلاد منذ فترة طويلة. وتخرج من الكلية العسكرية في شولاشومكلاو وانضم الى فيلق المشاة الملكي قبل الالتحاق بوحدات المقاتلين الخاصة. وبتعيينه على رأس القوات البرية وجد نفسه متورطاً ولو رغماً عنه في بادئ الأمر، في الأزمة السياسية الخطيرة التي هزت المملكة خلال الأشهر الماضية. وكان ثاكسين رجل الأعمال الثري البالغ من العمر 57 سنة والذي انتخب رئيساً للوزراء عام 2001، في خضم جدل محتدم بعدما باعت عائلته في كانون الثاني يناير الماضي، كل الحصص التي كانت تملكها في مجموعة عملاقة للاتصالات أسسها قبل خوض المعترك السياسي. ودعا رئيس الوزراء إلى انتخابات في نيسان أبريل الماضي، في محاولة لحلحلة الأزمة، غير أن المحكمة الدستورية ألغتها في أيار مايو، بموجب مداخلة استثنائية من الملك بوميبول الذي اعتبر العملية"غير ديموقراطية"وقد قاطعت المعارضة الانتخابات. واستقبل الملك الجنرال سونثي مساء الثلثاء بعد إعلان الانقلاب. وكان القائد العسكري ألمح في خضم الأزمة في الربيع إلى أن العاهل المسن قلق للغاية إزاء الاضطرابات السياسية التي لا تعرف حلاً. وقال آنذاك إن"مشكلة تايلاند أحزنت جلالته وأود بصفتي أحد جنود جلالته التخفيف من قلقه وسيلتزم الجيش بشكل تام بأي نصيحة يقدمها لنا". ومع تفاقم الأزمة سارع الجنرال إلى نفي كل الاشاعات التي كانت تتحدث عن انقلاب، لكن حين أعلن عن مؤامرة لاغتيال ثاكسين الشهر الماضي واعتقل خمسة عسكريين، بدأ بعض الدبلوماسيين يطرحون فرضية تقول إن الطوق بدأ يشتد حول سونثي وأنه قد يعمد إلى التحرك.