يبدو ان غزارة الإنتاج الدرامي السوري ستظهر بأوضح اشكالها على الفضائية السورية التي ستعرض خلال رمضان نحو عشرة اعمال محلية يومياً، وضعت لمجموعة منها إمكانات فنية وإنتاجية عالية. فيما يصل مجموع الأعمال التي ستعرض على المحطتين الأرضيتين الأولى والثانية نحو 15 عملاً، ما يجعل مجموع الأعمال المقدمة خلال الثلاثين يوماً المقبلة نحو 25 مسلسلاً، فقط، على القنوات الثلاث للتلفزيون السوري!! الرقم ضخم ولا شك وربما يصل لو أتاحت ساعات البث الى تقديم كامل الإنتاج السوري لهذا العام والمقدر بنحو 40 عملاً كما يقول العاملون في قطاع الإنتاج!! وبصرف النظر عن الانتقادات التقليدية المتعلقة بتحويل كل الطاقات الدرامية الى رمضان ما يحرم المشاهد والمبدع مخرجاً أو مؤلفاً أو فناناً من حقه بالمتابعة الهادئة، فإن حجم هذه الأعمال على فضائية واحدة يدفع الى السؤال: كيف يمكن لأي محطة، غير متخصصة بالدراما طبعاً، ان تعرض هذا الكم الكبير من الأعمال الدرامية؟ وهل تتوقع متابعة المشاهد اكثر من عملين الى ثلاثة يومياً؟ الأكيد ان هذه المسألة ليست وليدة الموسم الحالي من رمضان بل اصبحت تشكل تقليداً خاصاً بالعمل التلفزيوني الرمضاني وربما نلاحظ وجوده كذلك بوفرة في بعض الفضائيات العربية، ولكن هذه المرة اصبحت الأمور اكثر وضوحاً على الفضائية السورية وبات الأمر معه يحتاج الى إعادة نظر في تقديم هذا الكم والالتفات الى الاهتمام بالجانب المنوّع والترفيهي وإعطائه الإمكانات المادية اللازمة ليصل الى المستوى الذي بلغته الدراما. للفضائية السورية دور مهم في نشر الأعمال الدرامية الضخمة ولها حضور عربي كبير، مع انها قناة حكومية رسمية لا تملك الهامش الذي تملكه القنوات الخاصة، لكن كل ذلك لا يمنع من إعادة النظر جذرياً في طريقة الإعداد لرمضان، وسؤال المشاهدين عبر استبيان دقيق يتم تحليل نتائجه عما يريدون مشاهدته في رمضان، وفي أي الأوقات من اليوم وكل التفصيلات الأخرى التي يضعها المختصون. وبالتأكيد ستشكل تلك النتائج مادة مهمة لإعداد افضل للرمضانات المقبلة. ومن نهاية رمضان الحالي حتى رمضان المقبل هناك مدة زمنية كبيرة يمكن خلالها اعادة النظر جذرياً في بعض التقاليد التلفزيونية"عديمة الفائدة".