قرر الاتحاد الأفريقي أمس تمديد مهمة قواته في دارفور حتى نهاية العام الجاري، فيما شن الرئيس السوداني عمر البشير هجوماً شديداً على الولاياتالمتحدة ومؤيدي الانتقال من القوة الافريقية الى أخرى دولية في الإقليم، واتهمهم بمحاولة"تفتيت السودان وتقسيمه"وتنفيذ خطة اقليمية"تتمحور حول أمن اسرائيل". واعتبر أن واشنطن"تسعى الى الاستيلاء على موارد السودان ونفطه". وتظاهر آلاف أمس أمام السفارة الأميركية في الخرطوم، احتجاجاً على ضغوط إدارة الرئيس جورج بوش لنشر قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور. ونقلت وكالة"رويترز"عن مصادر ديبلوماسية رفيعة أن مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي اجتمع أمس في نيويورك، في حضور الرئيس السوداني، قرر تمديد مهمات قواته في دارفور حتى نهاية العام الجاري، ما قد يعطي فرصة لتسوية بين الخرطوموالأممالمتحدة في شأن نشر قوة دولية، أو تمكين الحكومة السودانية من إقناع رافضي اتفاق السلام بالانضمام إليه. وأشار الديبلوماسيون إلى أن القادة الأفارقة أقنعوا البشير ب"تعزيز قوة الاتحاد الافريقي التي تضم 7000 جندي ومراقب". لكنهم لم يوضحوا شكل هذه التعزيزات. وقال البشير في مؤتمر صحافي في نيويورك أول من أمس، حيث يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن"موقفنا الآن هو استمرار قوات الاتحاد الافريقي في دارفور للقيام بمهماتها حسب ما نص عليه اتفاق أبوجا للسلام، إضافة إلى توفير الدعم لهذه القوات لتؤدي مهمتها، والرفض القاطع لتحويلها إلى قوة أممية". ورفض فكرة إلحاق القوة الافريقية بكتيبة دولية، معتبراً ان"الاتحاد الافريقي لا يستطيع ان يقود قوات من خارج افريقيا". وفي كلمته أمام الجمعية العامة، دعا البشير"كل الأطراف التي لم توقع بعد على اتفاق السلام الى الانضمام إلى ركب السلام". وحذر من"عزل"المجموعات التي ترفع السلاح"في حال اصرارها على اتباع سياسات العنف". وأعرب عن تطلعه إلى"وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته الخاصة بالإعفاء الكامل للديون الخارجية لدى الدول ومؤسسات التمويل ورفع القيود والعقوبات الاقتصادية والتجارية التي تعيق جهود الإعمار والتنمية". واعتبر أن القوات الدولية في دارفور"أصبحت هي الهدف وليس السلام". وقال إن القرار الدولي 1706"أكد المخاوف والشكوك من وضع السودان تحت الوصاية". وأضاف أن"المهمات التي اعطيت لقوات الأممالمتحدة في دارفور هي تقريباً صورة طبق الاصل من مهمات قوات التحالف في العراق". ولم تسلم المنظمات الانسانية من اتهامات البشير، فاعتبر انها تهدف الى"جلب الدعم والعون لنفسها من خلال التحدث عن قضية دارفور"، كما هاجم"الاعلام المضلل المغرض الذي يصور دارفور كأنها منطقة كوارث... وهي في غالبية مناطقها آمنة". ولدى سؤاله عن اعلان بوش تعيين مبعوث خاص لحل الخلافات في السودان وعزم الولاياتالمتحدة طرح قرار دولي لتوسيع ولاية بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان لتشمل دارفور، قال البشير:"دعه يختار من يشاء. ولن نقبل وجود قوات الأممالمتحدة خارج الجنوب". وانتقد البشير التظاهرات المؤيدة لقوة دارفور في 50 دولة الأحد الماضي، مؤكداً أن"الجهات التي نفذت هذه التظاهرات كلها بنسبة مئة في المئة منظمات يهودية وصهيونية ... عندما صدر القرار 1706 احتفلت أكثر من خمسين منظمة يهودية بصدوره. القضية كلها مشكلة بيننا وبين اسرائيل ونحن نرفض التطبيع مع اسرائيل ونرفض التعامل معها". إلى ذلك، علمت"الحياة"في القاهرة أن الرئيس المصري حسني مبارك سيلتقي البشير اليوم على مأدبة إفطار عمل. واعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر الذي يزور القاهرة للمشاركة في مؤتمر الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، أن بوش"يقف موقفاً عدائياً جداً ضد السودان وحكومته". وقال ل"الحياة"إن"إرسال قوات دولية بالقوة إلى دارفور سيقابل بالقوة نفسها وأن المواجهة ستكون حسب ما يصدر من الطرف الآخر. السودان سيكون مقبرة لأي قوات خارجية".