بعد سنتين على الاكثر، ستحل بطاقة السفر الالكترونية نهائيا مكان التذكرة من ورق، في تطور من شأنه ان يوفر مليارات الدولارات على شركات الطيران. وحاليا يتم شراء 38٪ من التذاكر المباعة في العالم عبر شبكة الانترنت، في حين ترغب الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) ان يبلغ اعضاؤها ال265 نسبة 100٪ في ظرف سنتين كحد اقصى. ويقول المدير العام لمنظمة اياتا جيوفاني بيسيغناني ان «هذا الهدف هو واجب. كل سنة نقوم بطبع نحو 350 مليون تذكرة، اما عام 2007 فلن نطبع تذكرة واحدة». وتؤمن شركات الطيران المنضمة الى المنظمة نحو 90٪ من النقل الجوي العالمي. ان مجرد الغاء التذكرة من ورق سيوفر ثلاثة مليارات دولار على القطاع كل سنة،في حين ان تعميم تسجيل المسافرين والبضائع والسلع بطريقة الكترونية سيوفر مزيدامن الاموال. ويقول بيسيغناني «هذه ليست تكنولوجيا ثورية او آلية يجب ابتكارها، انها تقنيات موجودة حاليا». ويضيف «ستسمح (جميع الاجراءات الالكترونية) بتوفير 5،6 مليارات دولار سنويا وجعل الرحلات اكثر متعة للمسافرين». ومستقبلا، تأمل المنظمة في الغاء صف المنتظرين امام مكاتب التسجيل، في حين سيساهم الرسم الالكتروني الذي سيلصق على الحقائب في خفض عدد الحقائب المفقودة. وقد ظهرت البطاقة الالكترونية للمرة الاولى اواخر العام 1995 اثر اتصالات قامت بها شركة الطيران البريطانية «بريتيش ميدلاند» بشركة «سيتا» السويسرية المتخصصة في الخدمات المعلوماتية المرتبطة بالنقل الجوي. وكانت «بريتيش ميدلاند» تحاول آنذاك خفض تكاليفها من خلال بيع تذاكرها مباشرة للمسافرين دون المرور عبر وكالات السفر. ويتذكر احد المسؤولين في «سيتا» ان اول موقع لبيع التذاكر على شبكة الانترنت اطلق في 11 كانون الاول - ديسمبر 1995 . وآنذاك، كان عدد مستخدمي الانترنت اربعين مليون شخصا، مقابل 870 مليونا بعدتسع سنوات. والعام 2005، حجز نحو 400 مليون مسافر تذاكرهم عبر الانترنت. لكن بيسيغناني يقر بان بعض المناطق في العالم ستواجه صعوبة اكثر من غيرها في تحقيق هدف منظمة اياتا. وتتصدر اوروبا والولايات المتحدة لائحة المناطق التي يتم حجز تذاكر السفر فيهاعبر الانترنت، اذ ان 50٪ من عدد التذاكر المباعة يتم شراؤها بطريقة الكترونية. اما في افريقيا، فتنخفض هذه النسبة الى 39٪ وفي آسيا الشمالية 11٪ والشرق الاوسط 2٪. ويقول مدير «سيتا» ايان رايدر ان «الانترنت سمح بخفض تكاليف الشركات لكنه اشعل المنافسة بين الشركات على مستوى الاسعار وخفض الربحية». ويسعى قطاع النقل الجوي الى وضع معايير تقنية مشتركة تسمح باستخدام الاجهزة ذاتها لجميع الطائرات في المطارات. وتقول «سيتا» ان قيام المسافرين انفسهم بتسجيل اسمائهم في منازلهم سيكون ممكنا اعتبارا من العام المقبل.