صدر أمس كثير من ردود الفعل على دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب الى الاعتصام في المجلس استنكاراً للحصار البحري والبري والجوى الذي تفرضه اسرائيل على لبنان، ومن الدعوات ما طالب الحكومة بالاستقالة. وأكد وزير الإعلام غازي العريضي انه سيكون في طليعة المتلقفين للمبادرة التي أطلقها الرئيس بري لفك الحصار المفروض على لبنان، معلناً أنها"خطوة أولى على طريق سلسلة من الخطوات يمكن أن تتخذ في الأيام المقبلة، إذا لم يكن هناك مبادرة دولية تفرض على إسرائيل دفعها إلى فك الحصار عن لبنان". ودان العريضي في حديث إلى محطة الپ"أن بي أن"مساء أول من أمس"الحصار الإسرائيلي المدعوم من الإدارة الأميركية في شكل فاضح". وأشار العريضي إلى"أن خطاب الرئيس بري كان خطاباً وطنياً توحيدياً جامعاً ويحمل رؤية لتثمير الانتصار وقطع الطريق على كل محاولات تدمير هذا الإنجاز الكبير، وفي الوقت ذاته استيعاب النتائج الكارثية التي حصلت بفعل هذه الحرب الإسرائيلية الإرهابية ضد لبنان"، لافتاً الى"ان النقاط التي طرحت في خطاب بري كانت محور نقاش على طاولة مجلس الوزراء واتخذت في شأنها قرارات، وهذا الموقف الداعم للحكومة ليس جديداً من الرئيس بري وهو مشارك فيها، ومن خلاله كان يتم الحوار والتفاوض مع إخواننا في المقاومة". وقال العريضي:"المطلوب أن نعمل جميعاً على تثمير هذا الانتصار بتكريس وحدتنا الوطنية وتعزيز الدولة ومؤسساتها ومعالجة كل القضايا بيننا في سياق هذا الحوار"، مؤكداً أن التوافق بين رئيس"كتلة المستقبل"النيابية سعد الحريري والرئيس بري"أساس لتوافق وطني يجمع القوى الأساسية في الفترة الأخيرة"، وأضاف:"التواصل شبه اليومي الذي كان قائماً في شكل مباشر أو غير مباشر بين الرئيس بري والزعيم الوطني وليد جنبلاط أيضاً كان له دور وافر وأعتقد بأن موقف جنبلاط اليوم من هذا الكلام هو موقف أيضا متجاوب ومتلاقٍ". وأشار العريضي إلى أن"تلقف هذه المبادرات التي طرحها بري كما بادر الى ذلك النائب الحريري يشكل اساساً لحوار جدي بين اللبنانيين، سيكون الدور المحوري فيه مجدداً للرئيس بري". واعتبر وزير الثقافة طارق متري أن"امام الحكومة عمل كبير والحكومة منصرفة طبعاً الى عملها. وفي اي حياة سياسية طبيعية هناك نقد للحكومة"، مشيراً الى أن"النقد عندنا يبلغ احياناً حد التخوين والشتائم". وقال متري في حديث الى اذاعة"صوت لبنان"أمس، أن"الحكومة كما اشار الرئيس بري هي حكومة مقاومة سياسية وحكومة الثبات في الدفاع عن الحق اللبناني واحترام التزامات لبنان الدولية وهي حكومة تعزيز الثقة العربية والدولية بلبنان، وهي حكومة بينت خلال المفاوضات الصعبة والقاسية المريرة أنها حريصة دائماً على الاجماع اللبناني وحريصة دائماً على الوحدة الوطنية". وفي حديث للإذاعة نفسها، رأى وزير الزراعة طلال الساحلي"ان ما أطلقه بري هو تعبير عن رأي كل اللبنانيين، لأن المذلة التي يرزح تحتها لبنان من خلال ما تقوم به اسرائيل من انتهاك القرار 1701 تجعل من المستحيل الاستمرار في وضع كهذا الى ما لا نهاية"، معتبرا"أن انتهاك القرار 1701 أصبح لا يحتمل، لا شعبيا ولا على المستوى السياسي". ومن جهته، قال عضو"كتلة المستقبل"النيابية وليد عيدو للإذاعة نفسها،"ان انتفاضة الرئيس بري ودعوته إلى الاعتصام في المجلس النيابي هي خطوة ستلقى صدى دولياً وسيتجاوب العالم كله معها، والدعوة تؤكد ان لبنان الذي يحتضنه اليوم العالم يجب أن يجتاز هذه المرحلة الصعبة بعدما أكد التزامه الدائم بقرارات الأممالمتحدة وبتطبيق القرار 1701"، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل. ورأى أن"أهم ما في كلام الرئيس بري هو اعتبار الحكومة حكومة مقاومة سياسية، وإذا كان الكثيرون يعتقدون بأن المقاومة حققت إنجازاً كبيراً، فان المقاومة أيضاً، حققت في شقها الآخر في الحكومة إنجازات كبيرة"، سائلاً:"لماذا المطالبة باستقالة الحكومة أو رحيلها، وهذه الحكومة التي أثبتت أمام الجميع في الداخل والخارج إنها قادرة على إدارة مرحلة مثل المرحلة الصعبة التي مررنا بها". ورأى النائب سمير فرنجية أن المشكلة الحقيقية هي أن"المركز المسيحي الأول في السلطة ليس معطلاً فحسب، بل ينتمي إلى مرحلة الحكم السوري". وقال:"المطالبة بتغيير الحكومة مشروعة اذا ربطناها بمسألة إقالة رئيس الجمهورية والا أي تشكيل لحكومة جديدة سيكون القرار فيه بيد سورية". ولفت عضو تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي فريد الخازن إلى أن المطالبة بتغيير الحكومة التي لم تنفذ معظم البنود الواردة في بيانها الوزاري هي مسائل طبيعية، أما"غير الطبيعي فهو المواقف التي صدرت في أوركسترا متكاملة ومنظمة"رداً على المطالبة بتغيير الحكومة. وقال في حديث إلى"المؤسسة اللبنانية للإرسال"أمس،"طبيعي أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية في البلد". واعتبر النائب بطرس حرب أن"موقف الرئيس نبيه بري يصب في اطار تعزيز الوحدة الوطنية في إطلاق مبادرات يفهمها المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل ومواجهتها على الساحة الدولية"، مشدداً على ضرورة الوحدة الوطنية في هذه الظروف"كي نواجه الاستحقاقات التي تواجه كل لبنان وكل شعبه". وأوضح حرب بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير في الديمان أمس، ان"تغيير الحكومات في الانظمة الديموقراطية امر طبيعي وليس بمستغرب، انما توقيت المطالبة هو موضوع النقاش". ومن جهته، لفت عضو كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية حسن فضل الله الى أن"الوعود الدولية بالمساعدة في الإعمار يفترض ان تترجم في المناطق المتضررة بادارة شفافة ونظيفة لا تشوبها الشبهات"، معتبرا أن"مسارعة المقاومة لاستيعاب النازحين والبدء بورشة إزالة آثار العدوان فوتت الفرصة على اصحاب المشروع الاميركي لاستغلال الوضع الانساني بهدف اثارة مشكلات في وجه المقاومة والحد من مفاعيل الانتصار الكبير". وبدوره، نقل السفير المصري حسين ضرار عن البطريرك صفير"دعوته الدائمة الى لم الشمل وتوحد اللبنانيين وصفاء النفوس على الهدف الأساس المشترك وهو لبنان الموحد المستقبل القوي الذي تجمعه علاقات طيبة مع اخوانه واشقائه بكل مساواة ومحبة"، لافتاً الى انه نقل لصفير قرار الرئيس المصري حسني مبارك القاضي بأن تقوم مصر بإصلاح كل اعطال الكهرباء في لبنان".