كررت الأمانة العامة لقوى 14 آذار تشديدها على «ضرورة إنجاز تأليف الحكومة بأسرع وقت من أجل سلامة لبنان وانتظام مؤسساته الدستوريّة»، معتبرة أن «الانفتاح الذي أبداه الرئيس المكلّف سعد الحريري على الجميع يستدعي تمكينه من إطلاق الحكومة»، ومؤكدة أنها باشرت تقويم المرحلة اللبنانية الراهنة والمقبلة «في سبيل بلورة آفاق نضال الحركة الاستقلاليّة، وهي ستواصل هذا التقويم في اجتماعاتها اللاحقة». واستنكرت الأمانة العامة في بيان صادر بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، الحملة التي يتعرّض لها البطريرك نصر الله صفير «على خلفيّة المواقف التي يدلي بها والتي تعكس الرؤية الوطنيّة والأخلاقية»، مؤكدة أن «مواقفه والكنيسة إنما تعبّر عن ثوابتهما في الاستقلال والسيادة وقيام الدولة»، ومعتبرة أن «هذا الموقع يمثّل ضمير لبنان عبر كلّ المحطّات التاريخية وتتضامن معه بحزم». وتطرقت الأمانة العامة الى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار 1701، مشيرة الى أنه «تضمّن تحذيراً واضحاً بأن قوات «يونيفيل» لن تكون قادرة في ظل الانتهاكات المتكررة للقرار من جانب العدو الإسرائيلي وجميع الأطراف الأخرى على تثبيت وقف دائم لإطلاق النار»، ودعت إلى «الالتزام الكامل بالقرار وبتنفيذ بنوده»، مؤكدة «ما ورد في تقرير الأمين العام لجهة تشديده على إستراتيجية دفاعية للبنان تحصر السلاح في إطار الدولة اللبنانية». وانتقدت «التشكيك والحملات الإعلامية من الخارج والداخل التي تستهدف قوى 14 آذار عموماً والقوات اللبنانية خصوصاً»، معتبرة أن «انتصار المنظمات الطالبية في الجامعة اليسوعية يؤكد مجدداً تمسّك اللبنانيين من جيلٍ إلى جيل بالقيم التي انطلقت منها ثورة الأرز». ودعت طلّاب لبنان إلى «الاستمرار في النضال من أجل تثبيت دولة الاستقلال بعدما ساهموا في تحقيق الاستقلال الثاني من خلال انتفاضة عام 2005 وفاءً لدم شهداء لبنان». ورداً على سؤال رأى ايدي ابي اللمع الذي تلا البيان أن «الأجواء توحي بتحرك ما خلال الأيام القليلة المقبلة»، لافتاً الى ان «هذا الجو كان سائداً ايضاً الأسبوع الماضي». واعتبر ان تأثير تقرير بان كي مون على الوضع الداخلي سيكون كبيراً، وقال: «هذا الموضوع يفترض ألا يشكل أزمة داخل البيان الوزاري لأن هذا البيان يجب ان يكون منسجماً مع القرارات الدولية». ووصف كلام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد عن ان التأخر في تشكيل الحكومة سيؤدي الى عواقب وخيمة، بأنه «تهديد واضح إما بالقبول بشروط المعارضة وإما نقوم بعمل ما»، مشيراً الى ان «هذا الكلام يشير بوضوح الى من يعطل تشكيل الحكومة». الى ذلك، رأى منسق الأمانة العامة فارس سعيد ان «الفريق المسيحي في 14 آذار أكد تسهيل تشكيل الحكومة ولم يأتِ باتجاه العرقلة»، مؤكداً أن «العرقلة تأتي ممن يرقص على حبال الخطر الإقليمي الداهم الذي يحاول تفريغ القرار 1701 من مضمونه»، ومعتبراً ان «الحل ان يتحمل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف مسؤوليتهما لإنتاج حكومة لا تستثني أحداً ولا تؤذي أحداً وتحترم نتائج الانتخابات النيابية وتحترم الكتل السياسية والنيابية الممثلة في مجلس النواب، وتشارك فيها كل القوى وعلى رأسها «حزب الله» حتى في ظل وجود نصائح بعدم اشراكه إلا اننا نصر على ان يكون الحزب مشاركاً في هذه الحكومة». وذكر سعيد ب «ما طرحه البطريرك صفير أي المساكنة بين الديموقراطية والسلاح، فهذه المسألة لم تنتج في الماضي سوى العنف، وبذكاء اللبنانيين اليوم من خلال الحوار فإن هذه المساكنة لا تنتج عنفاً»، وأضاف: «اليوم هناك مساكنة بين الديموقراطية والسلاح وبذكائنا نحن و «حزب الله» نحاول الا تصل هذه المساكنة الى انتاج عنف»، مشيراً الى أن «اعتراضنا على سلوكهم هو بأن التهديد دائم ب 7 أيار جديد». ورداً على سؤال، قال: «هناك نظرية تتحدث عن وجود توازن رعب بين سلاح المقاومة وإسرائيل. ومن يعتقد بأن هذه النظرية صحيحة فليطالب بإلغاء القرار 1701، إنما من غير المقبول المطالبة بالشيء ونقيضه».