بدأت مشكلة الأقاليم الانفصالية في الجمهوريات السوفياتية السابقة تتخذ منحى أكثر حدة، ومنحت نتائج التصويت على استفتاء"الاستقلال"في إقليم بريدنيستروفيه الساعي إلى الاستقلال عن مولدوفيا، دفعة قوية لمواطني أبخازيا الذين يستعدون لتنظيم استفتاء مماثل للانفصال عن جورجيا بعد أقل من شهرين. وجاءت نتائج الاستفتاء الذي أجري الأحد في الإقليم المولدوفي الانفصالي مطابقة لتوقعات المراقبين، إذ أظهرت النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات أن 97 في المئة من سكان الإقليم يؤيدون الانفصال فوراً عن مولدافيا، فيما وافق 94 في المئة على"الانضمام في وقت لاحق إلى روسيا الاتحادية"بحسب صيغة السؤال الذي تضمنته استمارة التصويت. وأثارت النتائج موجة ارتياح في موسكو وغضباً متزايداً داخل مولدوفيا، إذ دعا سياسيون وبرلمانيون روس المجتمع الدولي"إلى احترام إرادة سكان الإقليم". وقال رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ الروسي سيرغي ميرونوف إن مواطني بريدنيستروفيه"صوتوا لمصلحة مستقبل مشترك مع روسيا". في المقابل اعتبرت وزارة الخارجية المولدوفية الاستفتاء"مهزلة سياسية"، وأعلنت أن كيشينيوف لا تعترف بنتائجه، داعية الدول الغربية إلى إعلان موقف معارض للنزعات الانفصالية واحترام وحدة وسلامة أراضي مولدوفيا. ونددت الخارجية بالمواقف الروسية"المشجعة"للانفصاليين. ومعلوم أن الإقليم المولدوفي أعلن استقلاله من جانب واحد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وكان سكانه أدلوا بأصواتهم بنسب كبيرة أيضاً أربع مرات في استفتاءات مماثلة أجريت خلال السنوات الأخيرة، لكن اللافت في الاستفتاء الأخير حضور مراقبين دوليين من دول الرابطة المستقلة وبعض الدول الأوروبية أشادوا ب"نزاهة عمليات التصويت". وحذر مراقبون من التأثيرات المحتملة لنجاح"الاستفتاء الانفصالي"في مولدوفيا على الوضع في جمهوريات سوفياتية سابقة مثل جورجيا التي يسعى إقليمان فيها هما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية للانفصال عنها والتقارب مع روسيا كذلك. واعتبر البعض أن الأوضاع في المنطقة ربما تتخذ منحى أكثر حدة خلال الفترة المقبلة خصوصاً أن إقليم أبخازيا يستعد لتنظيم استفتاء مماثل في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكانت سلطات جورجيا أعلنت أنها"لن تسمح لعصابات إجرامية بتنظيم أعمال تمرد وشغب"، ما اعتبره مراقبون تمهيداً لاحتمال استعمال القوة لفرض السيطرة على الإقليم الذي خاض حرباً دموية مع الجورجيين مطلع التسعينات من القرن الماضي.