اطلق قريبون من زعيم حزب"العمل"وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس في الأيام الاخيرة اشارات شبه صريحة الى انه يبحث عن"مخرج مشرف"لأزمة القيادة التي يعيشها منذ انتهاء الحرب على لبنان المتمثلة اساسا في تمرد معظم نواب حزبه ضده على خلفية تفضيله منصب وزير الدفاع وفشله فيه، على حقيبة اقتصادية - اجتماعية يحقق من خلالها الأجندة التي روّج لها خلال منافسته على زعامة حزب"العمل"قبل اقل من عام، ثم في المعركة الانتخابية للكنيست في اذار مارس الماضي. ونقلت صحيفة"معاريف"امس عن احد مستشاري بيرتس قوله انه ليس مستبعدا ان يتخلى بيرتس بعد اشهر عن منصبه الحالي لتولي حقيبة أخرى تخدم اجندة الحزب الاجتماعية. وقالت ان بيرتس يرفض حاليا مغادرة وزارة الدفاع"لئلا يتم تفسيرها شعبيا على انها اقرار منه بالفشل فيما هو يعتقد انه لم يفشل". وأضافت ان بيرتس يجري مشاورات مكثفة مع مستشاريه في ما يجب فعله في اعقاب استطلاعات الرأي التي افادت ان السواد الأعظم من الاسرائيليين يرى ان عليه الاستقالة من منصبه الحالي، في حين اعتبر 3 في المئة فقط منهم انه أهل لهذا المنصب، بينما قال واحد في المئة فقط انه أهل لمنصب رئيس الحكومة. وزادت الصحيفة ان الآراء في اوساط المستشارين متفاوتة، لكن بعضهم يعتقد انه ينبغي على بيرتس اخلاء كرسيه وتولي حقيبة اجتماعية يحقق من خلالها وعوده للناخب الاسرائيلي بأن تكون قضاياه الاجتماعية وضائقته الاقتصادية على رأس سلم اهتماماته. وكان بيرتس دافع قبل يومين عن ادائه كوزير للدفاع، وقال امام صحافيين انه يرى نفسه وزير دفاع يناصر السلام ويتبنى اجندة اجتماعية في الوقت ذاته. لكنه اضاف انه قد يغادر وزارة الدفاع في حال شعر انه لا يحقق من هذا المنصب ما يرجوه لجهة احداث ثورة اجتماعية في اسرائيل. وتتحدث تقارير صحافية عن ان بيرتس فقد ما تبقى له داخل حزب"العمل"من هيبة بعد ان خسر تأييد حتى اقرب المقربين منه في اعقاب"تصرفه الصبياني"اثناء تصويت الحكومة الأسبوع الماضي على مشروع الموازنة وامتناعه عن التصويت، فيما الوزراء الستة الآخرون من حزبه صوتوا الى جانب المشروع. وقالت التقارير ان عددا من الوزراء وبّخ بيرتس بأشد العبارات على سلوكه واتهمه بأنه"يعاني عقدة نقص"في تعاطيه مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت. وقال احد الوزراء ان سلوك بيرتس قد يدفع بأولمرت الى اخراج"العمل"من الحكومة على نحو ينذر بانهيار الحزب"لأن الشارع الاسرائيلي لن يغفر لبيرتس سلوكه الصبياني". ويسود الاعتقاد في اوساط"العمل"والمعلقين في الشؤون الحزبية أنه لم يتبق لبيرتس على كرسي زعامة"العمل"اكثر من تسعة اشهر، أي حتى موعد الانتخابات على زعامة الحزب في ايار مايو المقبل، اذ يُتوقع اصطفاف قوي وراء احد المنافسين له وهم كثر. ونقل تقرير صحافي ان وزراء"العمل"غدوا يتهامسون على زعيمهم وأخذوا يتحدثون عن"الراحل بيرتس"ليقينهم بأن اسدال الستار على حياته السياسية بات وشيكا.