يعود رابح كبير، القيادي البارز في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، اليوم الأحد إلى الجزائر بعد منفى اضطراري دام 15 سنة في ألمانيا. وغادر كبير الجزائر في آب أغسطس 1992 بعد تعرض أنصار الحزب المحظور إلى مضايقات ومع تصاعد أعمال العنف. وهو أعلن دعمه مسعى قانون الوئام المدني عام 1999 ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي انقضى العمل به في نهاية الشهر الماضي. وذكرت مصادر"إنقاذية"في الجزائر ان كبير سيعود برفقة أفراد عائلته لعيادة والدته المريضة، وسيكون برفقته كل من عبدالكريم غماتي وعبدالكريم ولد عدة، وهما عضوان في قيادة الحزب المحظور في الخارج. ويعتبر رابح كبير أكبر قيادي في"الإنقاذ"يعود إلى الجزائر منذ مطلع التسعينات. وكان أعلن في السابق أنه سيعود إلى الجزائر في تموز يوليو الماضي لكنه أرجأ الموعد. كما أنه برز كأحد أهم المرجعيات"الإنقاذية"المعتدلة. وكان شقيقه مصطفى كبير نائب قائد"الجيش الإسلامي للإنقاذ"بزعامة مدني مزراق في الفترة بين 1994 -2000. وقال محللون إن عودة كبير تؤشر إلى"طي الأزمة السياسية مع قيادات الحزب المحظور"، خصوصاً أن غالبية هذه القيادات وافقت - مع التحفظ - على أحكام ميثاق السلم الذي يمنع عودة جبهة الإنقاذ بأي تسمية كانت أو صفة. ولم يوضح كبير إن كانت زيارته الأولى إلى الجزائر ستكون للإقامة فيها بصفة دائمة أم أنه سيعود مجدداً إلى ألمانيا المنفى الاضطراري الذي لجأ إليه مطلع التسعينات، وهو صرح سابقاً بأن زيارته للجزائر"ستكون أولاً للاستطلاع، ثم سأقرر بعد ذلك إما البقاء نهائياً في الجزائر أو العودة إلى الخارج". وكان عدد من قيادات"الإنقاذ"عبرّوا في السابق عن رغبتهم في العودة مجدداً إلى الجزائر في إطار أحكام ميثاق السلم، لكن بعضهم تلقى لاحقاً"نصائح"من مسؤولين في الدولة بضرورة إرجاء الزيارة مثلما هو حال أنور هدام المسؤول السابق عن"البعثة البرلمانية"في الخارج الذي يستقر في الولاياتالمتحدة منذ مطلع التسعينات.