تدخل الدراما التاريخية في رمضان مجالاً جديداً، يربط الماضي بالحاضر من خلال المسلسل التاريخي"ابنا الرشيد: الأمين والمأمون"الذي تبحث أحداثه الهوية العربية الإسلامية، ويمثل على الأرجح إسقاطاً تاريخياً على ما يجري اليوم في العراق. المسلسل الذي ينتجه المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية، يتناول تفاصيل احدى أدق مراحل التاريخ العربي الإسلامي، هي تلك التي تبدأ بخلافة الرشيد وما سمي ب"واقعة البرامكة"، وانتقال الخلافة الى ولدي الرشيد الأمين والمأمون، وصراعهما على السلطة، وما في ذلك من خلفيات تاريخية لأحداث راهنة. ويناقش العمل في حلقاته الثلاثين، مفصلاً تاريخياً مهماً، إذ يُظهر صراع العرب وغير العرب على الهوية العربية للدولة الإسلامية، في العصر العباسي، وخلفيات الانقسام التاريخي ما قد يضيء على ما تشهده ساحات العراق الدموية. كما يمثل المسلسل، من خلال الوقائع التاريخية التي يعرض لها، استعادة تاريخية لأحداث تلقي الضوء على المخاوف التي عبر عنها عدد غير قليل من الدول العربية، نظير بعض الوقائع السياسية الراهنة والجارية في أطراف هامة من الوطن العربي. ومن المتوقع ان يؤدي عرض هذا المسلسل على الشاشات العربية وخصوصاً، شاشات الدول المعنية بالمخاوف المطروحة، الى فتح النقاش حول خلفيات تلك المخاوف، وبيان خطورة التفريط بالهوية العربية للدولة، سواء كان الحديث عن الدولة الإسلامية كما في فترة الخليفة هارون الرشيد وابنيه الأمين والمأمون، أم حول الدولة العربية المعاصرة. المسلسل الذي يخرجه التونسي شوقي الماجري، ويلعب دور البطولة فيه كل من رشيد عساف ونورمان أسعد وغسان مسعود ومنى واصف ومرح جبر، ينطلق من حيرة الخليفة الرشيد في أمر ولاية عهده، لمن يعهد بها:"الأمين"العربي الصافي النسب، أم المأمون الذي جرت في عروقه الدماء الفارسية إلى جانب العربية، إلى أن يصل الأمر الى حرب الأخوين، والتي كانت أشبه بحرب بين العرب والفرس على الهوية العربية للدولة الإسلامية. ويتضمن المسلسل أيضاً، خطاً درامياً يقدم قصة الحب التي جمعت وزير الرشيد"أبو جعفر البرمكي"و"العباسة"، شقيقة الخليفة الأثيرة، وهي الشاعرة، والمرأة التي توصف بأجمل النساء، لما حوته شخصيتها وسيرتها من غموض. يذكر أن مشاهد العمل صورت في أوزبكستان وسوريا ولبنان، والأردن، ومنها مشاهد تعتبر الأكثر كلفة في تاريخ الدراما التلفزيونية العربية، كما تقول أوساط المركز العربي.