التقى وفد رسمي برئاسة مستشار وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبدالله اللحيدان بابا الفاتيكان، وذلك تقديراً لمواقف البابا وتصريحاته الصادقة التي يدعو فيها إلى السلام والتعايش ويرفض الربط بين الأديان والإرهاب. وأشار اللقاء إلى الزيارة التي قام بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، إلى الفاتيكان عام 2007، ولقائه البابا بنديكتوس السادس عشر، وما نتج عن هذا الاجتماع من الاتفاق على أهمية الحوار بين الأديان والحضارات لتعزيز التسامح، وأن على جميع الدول والشعوب التكاتف في التصدي لظاهرة العنف والقضاء عليها. وأكد أن هذه سياسة ثابتة تسير عليها المملكة والفاتيكان وتم تأييدها في مؤتمر عالمي لعلماء من مختلف أرجاء العالم الإسلامي في مكةالمكرمة عام 2008. ولفت اللقاء أيضاً إلى أن السعودية والفاتيكان تتمتعان بثقل ديني، وأن هناك حوالى بليون و500 مليون مسلم حول العالم يتوجهون خمس مرات يومياً نحو مكةالمكرمة، ويزور المملكة سنوياً أكثر من 15 مليون حاج ومعتمر، إضافة لما يتمتعان به من ثقل سياسي دولي اكتسباه من سياستهما المعتدلة واحترامها للعقود والمواثيق. ونوه اللقاء إلى تأسيس مركز «الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» الذي شارك فيه كل من: أسبانيا، والنمسا، والفاتيكان، واستمرار دعم المملكة للسلام العالمي من خلال تأسيس مركز «الملك سلمان للسلام العالمي» في ماليزيا والمركز الدولي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال» في الرياض، ومن خلال اللقاءات والجولات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لإيمانه العميق في أهمية التواصل لتحقيق السلام. وقال اللحيدان إن «الإسلام طالبنا وفق أخلاقياته إلى معايشة الأديان الأخرى والعيش معها مهما اختلفت لأنه أمر حتمي، وسيظلون مختلفين في أديانهم وألوانهم وعاداتهم وتقاليدهم، لكن لا يجب أن تؤدي إلى الكراهية بل يجب أن تؤدي إلى التعارف والتعاون». وأضاف أنه في إطار هذا التعاون الإنساني العام الذي يدعو إليه الإسلام، «يبدو التعاون مع أتباع الديانات السماوية أكبر لما يجمعها مع بعضها البعض فالإسلام والمسيحية واليهودية تؤمن بالإلهية وبرسالة الرسل عليهم السلام وبالكتب السماوية والملائكة واليوم الآخر». وعبر بابا الفاتيكان عن تقديره للسياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وعن تطلعه إلى لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعن عمله الدؤوب لتحقيق السلام، موضحاً أنه يحرص خلال زياراته على الدعوة إلى السلام وتعزيز العلاقات الطيبة مع العالم الإسلامي، وأنه يُكن تقديراً خاصاً إلى السعودية.