تبين لبعثة المساندة الصحية والنفسية لضحايا الحرب في الجنوب اللبناني، التي تضم مركزي"الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب"وپ"النديم لتأهيل ضحايا العنف"- مصر بعد معاينة حالات كثيرة في أكثر من عشر قرى جنوبية، ظهور أعراض كرب ما بعد العدوان، وأغلب الحالات من النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى مختلف أنواع الدعم النفسي وحتى العلاج الدوائي، ويزداد هذا الاحتياج إلحاحاً في حالات الأطفال وأقارب الشهداء وضحايا الحرب الذين يحتاج علاجهم نفسياً إلى أنواع من التنظيم الجماعي لمجموعات اللعب أو الموسيقى أو التمثيل والرياضة. وأوصت البعثة بپ"ضرورة استمرار خدمات الدعم النفسي بأشكاله كافة، بخاصة في حالات متابعة العلاج الدوائي لمن استدعت حالتهم التدخل بالعقاقير الطبية". وكانت البعثة قامت بزيارات ميدانية الى قرى: المنصوري، عيتا الشعب، صديقين، زبقين، جبال البطم، دير سريان، الطيبة ودير قانون النهر، في الفترة ما بين 3/9/2006 و7/9/2006، استمعت خلالها الى شهادات الاهالي الذين دمرت منازلهم من جراء العدوان الاسرائيلي، واطلعت على اوضاعهم الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية. وخلصت في تقرير عرضته خلال مؤتمر صحافي عقدته امس, في مقر"لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية", الى سلسلة استنتاجات. وسجلت البعثة في تقرير، عودة أسر كثيرة الى قراها باحثة عما تبقى من منازلها ومتاعها،"ولكنها لم تجد إلا الركام، بل ان هناك مناطق بكاملها أزيلت بالجرافات حتى أصبح من العسير معرفة أين كان المنزل وما هي حدود الأرض التي يمكن البناء عليها من جديد". وقال التقرير ان هناك"أسراً تتجمع في المساكن نصف المهدمة والمهدمة جزئياً والبعض يعيش بين ركام منزله. وأعرب الأهالي عن مخاوفهم من قرب وصول الشتاء، حيث تمطر في الجنوب منذ شهر تشرين الأول". شاهدت البعثة، بحسب التقرير، الدمار الذي أصاب خزانات المياه العمومية، التي تغذي القرى وكذلك محطات الكهرباء ومحطات التزود بوقود السيارات،"وحتى تاريخ زيارة البعثة لم تكن أي من تلك الخدمات الأساسية قد عادت للحياة بعد. وإذ تغيب مراكز رعاية صحية كافية في غالبية القرى الجنوبية، ازدادت الأمور صعوبة في ظل الحرب وما نجم عنها من دمار، فيما كثر يعانون أمراضاً حادة ونسبة كبيرة تعاني أمراضاً مزمنة وتطلب تكرار العلاج بعد أخذ الدواء لعلاجها واضطرت للحياة بلا علاج". وخلصت البعثة إلى أهمية تضافر جهود جميع القوى الرسمية والأهلية والدولية في معالجة آثار العدوان على الجنوب اللبناني وأن تعتمد إعادة تأهيل ضحايا الحرب على آلية مجتمعية. كما خلصت إلى"الأهمية القصوى"لتوفير الخدمات الإنسانية الضرورية لتلك المناطق:"حق السكن, الخدمات الصحية العلاجية منها والوقائية شاملة ما يختص بالصحة العامة".