ابدى الرئيس محمود عباس استعداده للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من دون شروط مسبقة، في ما بدا تلبية سريعة لاستعداد مماثل من اولمرت الذي اكد نيته استئناف عملية السلام في المنطقة. وقال عباس خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد ظهر امس:"اؤكد استعدادي للقاء اولمرت من دون شروط مسبقة". واضاف:"نحن على استعداد فوري لبدء التحضيرات لعقد هذا الاجتماع". ولم يلتق عباس اولمرت منذ انتخابه رئيساً للحكومة الاسرائيلية قبل اشهر سوى مرة واحدة على هامش احتفال للفائزين بجائزة"نوبل"نظم في الاردن قبل اكثر من ثلاثة أشهر، في ظل توقف المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل منذ اعوام. واعتبر عباس ان"الوضع في الاراضي الفلسطينية يحتم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال الايام المقبلة". ولفت الى انه سيتوجه الى غزة مساء اليوم امس لاجراء محادثات مع رئيس وزرائه اسماعيل هنية في هذا الشأن. وقال انه بحث مع بلير"سبل انهاء الحصار واغلاق المعابر واطلاق الوزراء والنواب ونحو عشرة الاف اسير ووقف عمليات الاغتيالات والقتل والتدمير وانهاء الاستيطان". ورحب بلير الذي يواجه صعوبات جمة في حكومته وفي حزبه لحمله على الاستقالة، بتشكيل حكومة ائتلاف وطني، وقال:"اود ان اقول انه في ما يخصني اذا تم تشكيل حكومة وحدة وطنية، فأعتقد انه من الصواب ان يتعامل المجتمع الدولي مع مثل هذه الحكومة". واعتبر بلير الذي التقى في وقت سابق اولمرت ان حكومة الوحدة"ستكون الطريق الصحيح لحل كل القضايا العالقة". لكنه اشترط التزام الحكومة الجديدة"قرارات الشرعية الدولية ومتطلبات اللجنة الرباعية"، في اشارة الى الشروط الثلاثة المتمثلة في الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها، ونبذ العنف. وسعى بلير الى اظهار موقف مختلف عن موقف الادارة الاميركية والرئيس جورج بوش، اذ قال ان"حكومة ائتلاف وطني ستحظى بالدعم الدولي، وهذا كله يقود في نهاية المطاف الى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة". ولم يلتق بلير رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية انصياعاً لقرار اميركي بمحاصرة حكومة"حماس"سياسيا وماليا، لكنه اعرب عن استعداده العودة مجددا الى المنطقة في الفترة المقبلة من اجل احياء عملية السلام المجمدة منذ اعوام. واعتبر انه يجب توافر الاجواء لاحياء عملية السلام والعودة للجلوس حول طاولة المفاوضات. وتساءل بلير:"كيف السبيل الى ذلك والى تغيير الظروف القائمة حالياً؟". واجاب:"اعتقد ان حكومة وحدة وطنية فلسطينية هي الطريق للاجابة عن هذا السؤال". وكان اولمرت استقبل بلير في منزله مساء اول من امس، معلناً استعداده لقاء عباس. وابدى كل من اولمرت وبلير اعجابا بقيادة الآخر، على رغم ان كليهما يواجه اوقاتا عصيبة داخل حزبه وحكومته، فيما يواجه الرئيس عباس ازمة داخلية تتمثل في وجود رأس ثان للسلطة الى جانبه ممثلا في هنية، يتنازع معه الصلاحيات والبرامج والرؤى السياسية. وعد بلير وصرح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان عباس اتفق مع بلير على ان"يعود بلير الى المنطقة بعد شهرين من اجل متابعة جهوده لاحياء عملية السلام وانجاز تقدم على الارض في هذه العملية". ووصف عريقات هذه الخطوة ب"انها مهمة وجديدة نحو انجاز تقدم حقيقي في الجهود الدولية الساعية لعودة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق سلام شامل وعادل بينهما". وقال"ان عباس طلب من بلير انه في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تشارك بها حماس والفصائل وبرنامج الحكومة مبني على قرارات الشرعية الدولية والتزامات السلطة الفلسطينية، بأن يتم التعامل معها". واوضح ان بلير"وعد بأن يتعامل مع هذه الحكومة المرتقبة شخصيا"، واعتبر ان خطوة بلير هذه"جديدة وخطوة كبيرة نحو كسر الحصار الدولي المفروض على شعبنا".