بعد أسبوع من نجاح الشابة النمسوية ناتاشا كامبوش في الإفلات من قبضة خاطفها الذي احتجزها لثماني سنوات في قبو معتم في منزله، بدأت القصة تتخذ أبعاداً جديدة اكثر إثارة ربما من مسألة الخطف ذاتها، بعدما تحولت بپ"أبطالها"إلى مادة دسمة للمزايدة الإعلامية. وجاء امتناع كامبوش عن الظهور أمام وسائل الإعلام الذي بررته في رسالة قرأها نيابة عنها طبيبها النفسي ماكس فريدريش بحاجتها إلى الهدوء والراحة لاستعادة توازنها، ليزيد من تشوق الجمهور إلى تفاصيل معاناتها أثناء فترة الاختطاف الطويلة وملابسات الحادثة الأغرب في تاريخ الجريمة في النمسا. وتجاوباً مع هذا الفضول، تحاول وسائل الإعلام أن تكون"سباقة"إلى إشباع فضول الجمهور فتلاحق ناتاشا في شكل مزعج ما اضطر الفريق المسؤول عن رعايتها والذي يضم محامين وأطباء نفسيين ومسؤولين في الشرطة الجنائية إلى ضم مسؤول إعلامي إلى فريقهم مهمته الرد على استفسارات الصحافيين وتنسيق الطلبات المقدمة للقائها إضافة إلى متابعة كل ما ينشر في هذا الصدد. ومع رفض ناتاشا حتى الآن الظهور علناًَ بدأت العروض الصحافية تتوالى عليها بسخاء. وفي اتصال مع"الحياة"أكد المسؤول الإعلام باول إيفون ايكر أن نحو سبعين وسيلة إعلامية من محطات تلفزيونية وإذاعية وصحف ومجلات ووكالات أنباء من مختلف أنحاء العالم، تقدمت حتى الآن بطلبات إجراء مقابلات صحافية مع كامبوش، وأنها أبدت استعدادها لدفع مبالغ مالية باهظة جداً لحملها على الموافقة. وقال ايكر أن أكبر مبلغ عرض حتى الآن وصل إلى مئتي ألف يورو بعدما افتتحت إحدى الصحف النمسوية هذا التنافس الأسبوع الماضي بمبلغ عشرة آلاف يورو مع توقعات بتصاعد هذه العروض إلى أرقام قياسية كلما طالت فترة صمت كامبوش. وفي غياب التفاصيل المتعلقة بعملية اختطافها واحتجازها طوال السنوات الثماني الماضية، تطرحپ أسئلة كثيرة عن دوافع عملية الاختطاف لا سيما ان الجاني فولغنج بريكلوبيل 44 سنة، لم يطلب طيلة فترة الاختطاف من آذار مارس 1998 وحتى إفلات كامبوش، أي فدية. كما تطرح أسئلة عن سبب تمكن الجاني من احتجاز ضحيته طوال هذه الفترة في قبو بعمق 3 أمتار معزول عن العالم الخارجي بباب يزن أطناناً داخل منزله الريفي من دون إثارة شكوك الجيران وما إذا كان للخاطف شركاء. ويزيد القضية إثارة استبعاد تقارير الشرطة والأطباء تعرض الشابة الى استغلال جنسي.