سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاردن يدعو خلال زيارة انان الى مفاوضات مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين على اساس المبادرة العربية . مساع اوروبية لتحريك المفاوضات على اساس حدود 67 وتبادل أراض
في اجواء ما بعد الحرب على لبنان والتوصل الى قناعة بعدم جدوى الحل العسكري للصراع، تجدد الحديث بقوة عن تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط، وأعلن الاتحاد الاوروبي انه سيبدأ الاسبوع الجاري مساعي لدفع مفاوضات السلام على اساس عودة اسرائيل الى حدود عام 1967 مع قبول مبدأ تبادل الاراضي، في وقت اعلن الاردن انه يقوم بمساع لتحريك المفاوضات على اساس مبادرة السلام العربية. ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ال25 بشكل غير رسمي الجمعة والسبت في فنلندا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد. وقالت كريستينا غالاش الناطقة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا انه يريد تحقيق قوة دفع لبدء محادثات جديدة تستند الى حل قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية والعودة الى حدود عام 1967"مع تعديلات بسيطة بالزيادة والنقصان"، في اشارة الى تبادل اراض. واضافت:"هدف سولانا هو تحقيق توافق في الآراء لبدء مفاوضات على اساس حدود 1967 بالزيادة او النقصان"، لكنها أقرت بأن هذه العملية ستكون طويلة. واضافت ان مبدأ العودة الى ما يقرب من حدود 1967 مع التفاوض في شأن مبادلة اراض لتمكين اسرائيل من الاحتفاظ ببعض التكتلات الاستيطانية، متضمن في خطة سلام الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون لعام 2000، وان المبدأ يلقى تأييدا دوليا واسع النطاق. وترفض اسرائيل اي حديث عن العودة الى حدود عام 1967، وهو موقف تؤيده واشنطن ايضا، اذ أعلن الرئيس جورج بوش عام 2004 انه من غير العملي ان ينتظر المجتمع الدولي من اسرائيل ان تعود الى حدود 1967 في ضوء المستوطنات التي اقامتها على الارض المحتلة. ويسعى الاتحاد الاوروبي الى لعب دور اساسي في عملية السلام، خصوصا بعدما ظهر النفوذ الاوروبي في أزمة لبنان حين عرض الاوربيون تقديم اكثر من نصف قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، وقوامها 15 الف جندي، للاشراف على المنطقة العازلة، بينما لن تشارك واشنطن حليف اسرائيل الرئيسي بأي قوات. وقالت غالاش:"كلما شاركنا فعليا بجنود على الارض، حققنا نفوذا يتناسب مع ما نلتزمه على الصعد العسكرية والانسانية والاقتصادية". كما صرحت مفوضة الاتحاد الاوروبي للعلاقات الخارجية بينيتا فيرارو فالدنر بأن حرب لبنان اثبتت انه لا يوجد حل عسكري للصراع في الشرق الاوسط، وان ذلك يجب ان يعطي قوة دفع لاجراء مفاوضات جديدة. وقالت ان على اللجنة الرباعية ان تجدد"خريطة الطريق"للسلام التي تطالب بقيام دولتين والتي تخطتها الاحداث منذ طرحها عام 2003. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ل"الحياة"ان السلطة لم تتلق بعد اي معلومات عن هذا التحرك الاوروبي، في حين اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس جاك شيراك سيستقبل الاثنين المقبل احمد قريع مبعوثاً خاصاً للرئيس محمود عباس. وكان الرئيس الفلسطيني اشاد بدعوة شيراك الاثنين الى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية الدولية بهدف اعادة اطلاق مسيرة السلام. واكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مؤتمر صحافي امس ان"من المستحيل حل النزاع الاسرائيلي - اللبناني ما لم نأخذ بالاعتبار الكارثة الانسانية والصحية والسياسية التي تدور في غزة حاليا"، مضيفاً:"سلطت الاضواء على لبنان"، وفي هذا الوقت"كان هناك كارثة مستمرة في غزة". وفي الاردن، قال وزير الخارجية عبدالاله الخطيب في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عقب المحادثات التي اجراها مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في البحر الميت امس، ان من اهم الدروس المستقاة مما حدث خلال هذين الشهرين هو ان استخدام القوة لن يحسن الوضع في المنطقة بل سيزيده سوءا، وان الحل السلمي هو الحل الوحيد للخروج من هذا الوضع، مؤكدا وجوب العودة الى مبادىء الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام. ولفت الى ان الاردن يبذل جهودا ناشطة لضمان بذل المجتمع الدولي الجهود للتوصل الى ذلك الحل من خلال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بعيدا عن اي حلول أحادية الجانب، قائلا ان الاردن يتطلع الى استمرار التعاون الوثيق مع الامين العام للامم المتحدة والاطراف المعنية لتحقيق ذلك. وقال الخطيب ان العاهل الاردني"يجري منذ اشهر اتصالات مع الدول العربية لتكوين موقف عربي واحد يساعد على دفع الامور باتجاه تحقيق التسوية التي ننشدها جميعا". واضاف ان"المبادرة العربية تشكل موقفاً عربياً شاملا للدول العربية التي تسعى لتحقيق السلام في المنطقة على اساس استعادة الحقوق الفلسطينية". واضاف ان المطلوب هو تعزيز الموقف الفلسطيني وتحسين قدرته على التجاوب مع الجهود الدولية، مشيرا الى الاتصالات العربية مع الاطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لتحقيق هذه الغاية. وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي ان الملك عبدالله اكد ان القضية الفلسطينية هي الاساس وان المنطقة لن تتمتع بالسلام والاستقرار في غياب الحل الذي ينهي الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية الاخرى، مضيفاً ان وضعاً مماثلا لما جرى في لبنان يمكن ان يتكرر في غياب الحل الدائم والعادل لهذه القضية والمتمثل في اقامة دولة مستقلة ومتواصلة وقابلة للحياة.